حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21489

اقدارنا .. نصنعها بانفسنا

اقدارنا .. نصنعها بانفسنا

اقدارنا .. نصنعها بانفسنا

05-11-2014 09:48 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
أقدارنا نصنعها بأنفسنا, وتقدرعلينا بعلم الله المسبق فالله سبحانه وتعالى ليس عليه زمان ولا مكان ,لهذا نجد في كتاب الله تعالى مشاهد من الآخرة (ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون),لهذا تكتب أعمارنا وأرزاقنا وسعادتنا وشقائنا ونحن في عالم الأرحام ,فوجودنا في هذا الزمان والمكان هو أيضا في ميزان الله الدقيق لهذا الكون وعلى أي حال يكون ليتناسب مع أعمال الناس وما يصنعون,وفي ذلك فهم للإنسان ليجيب عن كل أحواله وأسباب شقائه وسعادته,وفهم لكل ما يدور في هذا الكون من فساد وشح , ومن هذا الفهم يستطيع الإنسان منا والمجتمع معالجة الأمور(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))(الرعد)...
قال تعالى(اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(257)..إن الإنسان مخير بين أن يكون مؤمن بالله يعيش في نور الله ,يتولاه الله تعالى, طريقه واضحة المعالم والفهم حتى عندما ينحرف عن الطريق يجد نور يهديه للطريق من جديد ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار ),ومخير أن يكفر فيوكله الله تعالى للطواغيت ,فمصيره وقدره مربوط بإرادة هذه الطواغيت وسبل إرضائها ,سبل مظلمة, يغيب فيها العقل ويموت القلب فلا يشعر بالذل والاهانة التي يعيشها ...

قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)إن الله تعالى غني عن عباده, إنما أراد الله تعالى منها أن تصلح الحياة وان يكون للإنسان حضارة يشترك الناس فيها ,أن يعيش الإنسان على شكل امة تخدم بعضها البعض كما هي سائر الأمم من المخلوقات ,ليحافظ الإنسان على بيئته ,وان يستمر النسل ,لهذا فزبدة التوحيد والدين في مكارم الأخلاق ,والتقرب إلى الله من خلال الأعمال الصالحة, ولهذا من أراد شيء من الله قدم بين يديه مثيله إلى خلق الله, من سعى في حاجة أخيه سعى الله في حاجته ,ومن استجابة الدعاء أن تدعوا لأخيك (دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل). لهذا فرضت العبادة والتي لا تكون إلى بإلاخلاص, فعندما تنتهي هذه الحياة ويرى المؤمن ربه لا يطلب منه العبادة فدار الآخرة دار جزاء لا عبادة ,كونها دار حق وعدل ,ينزع الغل والحقد من صدور الداخلين على أبوابها ....

كثير من الخلق ينسبون أحوالهم إلى القدر, فيعزي شقائه إلى قدر الله تعالى عليه والجواب لماذا يحاسب الله تعالى من كتب عليه ذلك,أن في ذلك جهلا وتجني على عدل الله تعالى ,وجهلا يبقي الإنسان بعيد عن الفهم ,وإصلاح نفسه, ليعلم أن الله تعالى بيده الخير وان الشر من عند أنفستا ,وجهلا لأنه في الطرف الأخر من الإيمان,ما دام بعيدا عن حقيقة الإيمان وعن الرجوع إلى الله تعالى ...

قال تعالى(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ( 16 ) لهذا يذكر الله تعالى الإنسان في انه الخالق ليدله على طريق الإيمان بالتفكر والتوصل لليقين ( اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ( 17 ) .ليسير في قدر الله وعدل قضائه على الإنسان ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي))([1]).فلا يرد القضاء الا الدعاء ..








طباعة
  • المشاهدات: 21489
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم