حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25463

" الوطني للأمن وإدارة الأزمات" حينما يكون التميز والريادة!!

" الوطني للأمن وإدارة الأزمات" حينما يكون التميز والريادة!!

" الوطني للأمن وإدارة الأزمات" حينما يكون التميز والريادة!!

05-11-2014 10:08 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد محمد النوايسة

في مفهوم إدارة المخاطر والأزمات والتي تعتبر جزء أساسيا ومركزيا في الإدارة الإستراتيجية لأي أطار تنظيمي سواء كان على المستوى الوطني للدولة أو على مستوى منظمات الأعمال العامة والخاصة، اتفق المختصون في هذا الحقل على تحديد جملة من المفاهيم الأساسية حول تعريفها بشكل دقيق لعل أبرزها: الإجراءات التي تتبعها الدول والمنظمات والمؤسسات بشكل منظم لمواجهة الأخطار المصاحبة لوجودها وأنظمتها السياسية وبرامجها الأمنية والاقتصادية ، بهدف تحقيق الأمن وإدامة الاستقرار السياسي والمزايا الجغرافية والاقتصادية.

في عالم اليوم المتسارع والمتنوع بكل شيء والمتعدد المخاطر والأزمات، لم يعد مقبولا أن تركن الدول والحكومات والمنظمات وتستسلم إلى القدرية في التعامل مع الظروف ومستجداتها آنيا وبنفس اللحظة، فالأساس دائما في درء المخاطر اللامتناهية والمتجددة في أساليبها وأشكالها هو وجودة نظرة استشرافية وعلمية عميقة تملك القدرة والآلية لمواجهة تلك المخاطر قبل حدوثها والتعامل مع أي أزمات طارئة أو بالحد الأدنى التقليل من مخاطرها وتردداتها المحلية وربما الإقليمية!!.

مما لا شك فيه أن التهديدات والمخاطر التي تواجه الدول اليوم ومنها بطبيعة الحال الأردن، تتعاظم وتزداد وتتحور أسالبيها، فيصعب الاعتماد على إستراتيجية واحدة للتعامل معها، من هنا أصبحت الحاجة ملحه لوجود أطار مؤسسي منظم، وفق احدث وسائل التكنولوجيا والتقنيات المستخدمة عالميا، وبأقصى درجات الأمن والاحتراف المهني!!.

الأردن الذي يعيش في دائرة إقليمية ملتهبة منذ أن كان، وتعرض للعديد من الموجات الإرهابية المتعددة الأشكال والأوجه، لعل أكثرها بشاعة وهمجية عندما ضرب الإرهاب الأسود العاصمة عمان في خريف 2005، فتعرضت العديد من الفنادق لتفجيرات نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي، فذهب العشرات من أبناءه وضيوفه شهداء في تلك الهجمة البربرية، والتي استدعت من صناع القرار وقتئذ أن يدركوا أن ثمة خلل ونقاط ضعف في الإجراءات، وهشاشة في وسائل وأساليب التعامل مع تلك المخاطر، تسربت منها مخاطر الإرهاب الأسود، فكان لا بد من إعادة النظر بكل الآليات المتبعة من خلال العمل على خلق وتأسيس أطار منهجي ومؤسسي يتعامل بعلمية وبشفافية وعمق، مع كل المخاطر التي تواجه الدولة وعلى اختلاف أنواعها سواء كانت سياسية أو إرهابية أو طبيعية واقتصادية، ومخاطر تتعلق بالأمن المجتمعي بشكل عام!!.

في ظل تلك الظروف جاءت الرؤيا الملكية السامية بضرورة تأسيس مركز وطني متخصص للأمن وإدارة الأزمات وفق أرقى الأساليب العالمية تستخدم فيه احدث وسائل التكنولوجيا، وتتضافر كافة الجهود الوطنية على المستوى الحكومي والأهلي في التعامل والتنسيق بأعلى درجات الاحتراف والمهنية بحيث يشكل رديفا لكافة أجهزة الدولة ولا يلغي دورها، ويتعامل مع كافة المخاطر السياسية والاقتصادية والطبيعية!!.

الاستجابة لتلك الرؤيا الملكية كانت سريعة جدا وأنيطت مهمة التأسيس لكوادر أردنية متميزة وكفؤه من القوات المسلحة الأردنية التي ارتبطت دائما في الوجدان الأردني بالأداء العالي والانضباطية والاحتراف، فتم العمل سريعا على التأسيس والاستعانة بأكفأ الكوادر البشرية، وبأشراف وتوجيه مباشر من سمو الأمير علي ابن الحسين، وبإدارة شخصية عسكرية وأكاديمية محترفة هي اللواء الركن المتقاعد د. رضا البطوش، والذي يسجل له جهوده المتميزة ليغدو هذا المركز نادرا ومتفردا على المستوى الإقليمي وبشهادة كل من قام بالاطلاع عن التجربة الفريدة عن قرب وزار الموقع والتقى بالقائمين عليه واستمع لشرح عن المهام والانجازات!!.

ختاماً، اعتقد أننا بحاجة لإعطاء هذا المركز الوطني النموذجي، والمفخرة الوطنية، مزيدا من الدعم من الجهات الرسمية ومن القطاع الخاص، لأنه يشكل نقله نوعيه ورائده في مجال أدارة المخاطر والأزمات، وفي مختلف نواحي الحياة، على أن الشكر والتقدير واجب لإدارة المركز وكافة القائمين عليه، والأمل يحدونا بان يساهم هذا الانجاز الأردني بدرء أية مخاطر –لا قدر الله- تواجه وطننا العزيز والتعامل مع أي أزمات طارئة بالاحترافية والعلمية المعهودة!!.












طباعة
  • المشاهدات: 25463
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم