حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21773

لماذا يحلم سكان غزة بالسياحة؟

لماذا يحلم سكان غزة بالسياحة؟

لماذا يحلم سكان غزة بالسياحة؟

08-11-2014 10:35 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - قد تبدو فكرة المبادرات السياحية في قطاع غزة للبعض أشبه بضرب من الجنون، لكن سكان القطاع كانوا وما يزالون يخططون لها كل الوقت.
عندما زرت القطاع في العام 2012 عرض أمامي د.أحمد محيسن، رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة غزة الإسلامية، نماذج صممها طلابه لفنادق ساحلية شرق أوسطية فاخرة، بعضها تحوي أكواخا صغيرة من القش.
في ذلك الوقت؛ قال لي محيسن: "نحن نملك الشاطئ، لكننا لا نملك الوسائل لجعل السياح يأتون إلينا؛ لكننا نحلم على الأقل؛ ومع أننا لا نستطيع أن ننفذ هذه المشاريع، فإننا ندعم على الأقل روح الإبداع عند الطلاب".
ربما لم يعد طلاب محيسن في حاجة إلى أن يحلموا بعد الآن، على الرغم من حرب هذا الصيف بين "إسرائيل" وغزة.
خلال قمة الشهر الماضي التي انعقدت في القاهرة، تلقت السلطة الفلسطينية تعهدات بمبلغ 5.4 مليار دولار من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما يعني 1.4 مليار دولار أكثر من المطلوب، وفقاً لمجلة "نيوزويك".
ويمكن لهذا المال أن ينقل مشاريع الطلبة من طاولات الرسم إلى الواقع.
تركز معظم المحادثات الدائرة حول تنمية اقتصاد غزة وساحلها على البحر الأبيض المتوسط؛ على مدى استطاعة صيادي السمك التوغل في البحر لكن التنمية المستدامة قد تتبلور على المدى الطويل في تنشيط الفنادق الساحلية الشاهقة الفاخرة السابقة، التي كانت تحظى بشعبية لدى "الإسرائيليين" والأجانب حتى انسحاب العام 2005.
بالرغم من كونها متدهورة الأوضاع، ما تزال بنية الفنادق الحالية في معظمها سليمة؛ أخبرني أحمد عامر، مدير دائرة العلاقات العامة في وزارة السياحة والآثار في غزة، أنه على الرغم من أن بعض الفنادق قد دمر في الحرب الأخيرة، لا تزال 20 من أهمها تعمل واستضافت العديد منها الصحفيين خلال النزاع، الذين قد يكونون صانوا لها هيبتها.
حتى عندما لا يكون هناك قتال ومع فرض الحصار على غزة يتعذر الوصول إلى هذه الفنادق لأي شخص دون إذن خاص أو لهؤلاء الذين لم يدخلوا إلى القطاع عبر الأنفاق من مصر.
وتتخذ مواد إنشاء فنادق جديدة الطريقة نفسها، ما يجعل تطويرها بطيئاً ومكلفاً كان ذلك حال
تحدثت مع صاحب فندق "المتحف" الذي افتتح في العام 2011 جودت الخضري ووجدت أن الفندق –الذي يحوي فناءً زجاجياً ومتحفاً أثرياً- لم يعان عملياً أية أضرار.
يأمل الخضري أن تستخدم حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التمويل الذي تعهد المانحون به بتقديمه إليها بحكمة، قائلاً: "هذا هو مفتاح خطة إعادة الإعمار".
كما هو حال طلاب الهندسة المعمارية، فهو يملك حلماً أيضاً، حيث قال لي: "إنه لمن حقي أن أحلم أننا سنمتلك يوماً ما مدينةً مفتوحةً على العالم، وأن نعيد ربط غزة بالعالم".
كانت غزة يوماً ما ملتقى طرق، ويأمل البعض أن تعود إلى عهدها هذا مجدداً، بما فيهم "الصندوق العالمي للآثار" الذي وضع أطلال دير القديس هيلاريون –الواقع بالقرب من غزة- على قائمة مراقبته في العام 2012.
عمل الصندوق العالمي للآثار إلى جانب محيسن وآخرين على رصد هذه الأطلال والحفاظ على استقرار أوضاعها، خاصة الأراضي الفسيفسائية المذهلة التي يمكن أن تكون محور تركيز زيارة أي سائح لو كان بإمكانهم الوصول إلى هناك.
بالإضافة إلى الآثار، هناك العديد من المفاجآت في غزة وهناك أيضاً موقع سياحة باللغة الانجليزية، صممه نابغة الانترنت محمد الإفرنجي.
أخبرني محمد أنه صممه لحل مشكلة الجوجل الخاصة بغزة، مسوقاً لصور المقاهي والأسواق كي يجعلها تنافس صور التفجيرات.
وأطلق الإفرنجي أيضاً خريطة غزة السياحية، ولكن بعد سنوات من التطوير لحقت بها أخرى من الدمار، أصبح تفاؤله حتى يخبو تدريجياً.
ويقول: "يقول الجميع إن غزة ستلحظ شيئاً جيداً قادماً؛ لكن الأمر بالنسبة لي، أننا ما نزال نرى الأجواء الإيجابية حولنا لا على أرض الواقع". ولكن ربما سيتحقق أمر ما بمساعدة الـ1.4 مليار الإضافية.
نعم، ينبغي أن تتوقف الصواريخ، ونعم يجب أن يتم الوصول إلى بعض حلول السلام السياسية الدائمة ولكن يجب أن تحدث فعلياً تنمية مستدامة في القطاع أيضاً لانتشاله من دائرة الفقر والبطالة، وببساطة من قوقعة فقدان الأمل.
قد يكون تأكيد أن إعادة تطوير قطاع السياحة جزء من خطة الحل لربط قطاع غزة ببقية مدن الضفة الغربية والعالم مجدداً.








طباعة
  • المشاهدات: 21773

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم