بقلم : صالح مفلح الطراونه
لملمت بعض من همومنا الأنسانيه فأدركت إن أصعبها على الأطلاق ان تسافر لعمان وانت تسكن مدينه حفظها التاريخ والجغرافيا كمدينه لا مثيل لها لكي تتعالج عند أطباء الكرك الذين تعلموا في مدارسها وتخرجوا من جامعاتها وأغدقت عليهم ذات المدينه التي هجروها من زيتها وصوانها وحجرها المغروس بطيبة التاريخ ونخوه المنتج ...نذهب اليهم هناك في عمان التي تاهت شوارعها عنا ونخن الذين ألبسوها ( فن القياده بالطب والثقافه والسياسه والأقتصاد والرياضه ) , نتداوي في مشافيها لأطباء الكرك الذين هجروزها بلا مبرر ...
فأي عداله تدفعنا لأن نذهب اليكم ..
يكفينا هجران لساستها الذين صنعوا تاريخ الاردن ويمرون بها ولا يعلمون إن مشافينا لا زالت قاصره عن طبيب نحلم ان نخطط في عيادته لقلوبنا وامعاءنا , أو لطبيب عظام , او عيون غير الذين نعرفهم من تاريخ المدينه ... مع احترامنا الشديد لمن هو بيننا من إطباء يداوون آلمنا الكثيره ...
لكننا نسأل عن الذين يسكنون عمان , وعياداتهم الشاهقه تستفزنا نحن القرويون الخارجين من بطاح الجوع والفقر والحرمان أما آن لعياداتكم أن تبنوها بالكرك الشماء
الكرك التي زودت التاريخ بالشهاده والبطوله والفداء في ساحات الوغى ..
أما آن لكم ان يستفزكم ... ( كريم النوايسه الذي أشعل قناديل الزيت والصابون الناعم لسواعدنا وما خذل المكان ولا الذاكره ولا التاريخ بل بقي شامخاً أبياً مزارياً يسموا فوق هامات الشهادات التي تركت الكرك وعلقتها بعمان التي لا تعرف همومنا ولا اوجاعنا إلا حينما ندركها بالخطوات البعيده
نسأل عمان هل منحتهم حرية الكتابه على جدار الزمن دون ان يعودوا للكرك ..
وإن عادوا الينا يطلبون النيابه ..
وعلى صدور الصفوف الأولى يلقون الكلمات ...
ويدفعون فاتورة الضيافه لزوار يأتون الينا ..يسامرونا بأفرحنا ويمضون ..
أي هجره هذه التي دفعتكم لترك الكرك ...
إنها هجره غير مبرره مهما كانت فاتوره الكشفيه عالية الثمن فثمة أم كركيه وأب ينتظرون أمام العياده التي أقفلتموها باكراً ... وذهبتم بلا رجعه ...
ثمة ألم بالقلب لأطباء وسياسيون واقتصاديون تركوا الكرك
وهي بأمس الحاجه لهم