09-11-2014 10:43 AM
بقلم : يزن ابو شندي
كتبتُ قبل أعوام عن رقعة الشطرنج ومصير العالم العربي، وكنت أتساءل دوما عمّن يحرك أحجار هذه اللعبة، وكانت بعض العبارات تستوقفني حين أقرأ "نظام عالمي جديد" لأجد بعد أعوام أن عدد الملاعب اتسعت لتضم مجموعة من الدول العربية.
إن الحضارات المتعاقبة عبر التاريخ والقوى العظمى كانت تزدهر وتستمر لفترة محدودة تتراوح على الأغلب ما بين ٨٠ وال ١٠٠ عام حتى تسقط وتتلاشى ليبدأ عصر جديد تحت العديد من الشعارات. أما في عصرنا هذا، اختلفت المعاير لتبقى هذه القوى هي المسيطرة على العالم أجمع ضمن معادلة بسيطة جداً وهي سقوط كل اللاعبين تحت شعار محاربة الإرهاب والدكتاتورية لزعزعة أنظمة العالم وإبقاء العالم بحالة تأهب وصراعات وانقسامات كما حدث في العديد من الدول في شمال افريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا ولتشمل فيما بعد روسيا والصين للدخول في مرحلة خلخلة للأنظمة عن طريق الثورات.
من خلال مطالعة سريعة لكتاب جين شارب "من الدكتاتورية الى الديموقراطية" الذي ترجم إلى ٣٤ لغة حول العالم، دعى الكاتب وبصورة مباشرة الى الثورات والانقلابات، وجسّد في كتابهِ الخطوات المشتركة التي نجدها مجتمعة في جميع الأحداث الأخيرة.
أولها تجسيد عملي لدليل ثوري مدعوم من الخارج بآلية محددة، والمحددة هنا يقصد بها خلق الفوضى أو ما يسميها البعض الفوضى الخلاقة وهي من أهم الركائز لعدم عودة الاتزان وتراجع الأمن السياسي وانهيار القوى الاقتصادية، وبذلك ضمان تراجع هذة الدولة ١٠٠ عام للوراء لضمان استمرار قوى أخرى هي المسيطرة على العالم.
ثانيها جميعها في البدء كانت سلمية أو ضمن مخطط تنظيمي يهدف من خلاله جمع أكبر عدد من القوى المعارضة لتنفيذ المخططات التي جميعها انتهت بنتائج دموية.
ثالثها جميعها اتخذت ألوان وأسماء للحراك ليصطلح الغرب على تسميتها الربيع العربي.
لكن من يحكمون العالم من خلف الكواليس لا يتوقفون عند هذا الحد؛ فيجب عليهم تدمير كل دولة وتدمير كل عملة وصناعة أعداء وهميين كداعش لتبقى الحرب مستمرة وتبقى دولتهم مستمرة.
Yazan.abushindi@hotmail.com