09-11-2014 11:23 PM
سرايا - سرايا - سعيا منها لتوفير البيئة المناسبة للقراءة، قامت “مؤسسة عبد الحميد شومان” في جبل عمان مؤخرا، بمبادرة “مكتبة الرصيف” الماثلة أمام مبنى المؤسسة، لتوفير الكتب وجعلها في متناول الجميع وتعزيزا لثقافة العطاء والتبادل المعرفي والتواصل المجتمعي.
“مكتبة الرصيف” مفتوحة أمام جميع المارة في الشارع ليلا ونهارا، وتضم هذه “المكتبة” مجموعة مختلفة من الكتب وضعت على أرففها من قصص وعلوم اجتماعية وسياسية وغيرها، بالإضافة إلى كتب خاصة بالأطفال.
المسؤول الإعلامي في مؤسسة عبد الحميد شومان، أحمد طمليه، بين لـ”الغد” أن تأسيس فكرة هذه المكتبة “غير العادية” ولدت في أذهان إدارة المؤسسة لتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع.
ويقول طمليه “هذه الفكرة تشجع المارة على تناول الكتاب وقراءته سواء داخل مكتبة عبدالحميد شومان أو على مقاعد الرصيف أو في أي مكان آخر، ويشجع على استبداله بكتاب آخر في مكتبته، والقاعدة الوحيدة لاستخدام “مكتبة الرصيف” هي وضع كتاب عوضا عن الآخر”.
ويوضح طمليه أن المكتبة يتم تزويدها بالكتب المتنوعة الثقافية والسياسية والاجتماعية وكتب الأطفال من قبل فريق المؤسسة يوميا، ففي اليوم الأول زودت بأكثر من 70 كتابا، وتمت استعارة أكثر من ثلثي الكتب من قبل المواطنين القراء، مؤكدا التحضير لتعميم الفكرة على باقي المحافظات في المملكة.
ويلفت إلى أنه يتم تزويد “مكتبة الرصيف” في حال النقص، كما يأمل أن تحظى هذه الفكرة باهتمام المواطنين وتشجيعها عبر تبادل الكتب بواسطة “مكتبة الرصيف”.
يتجمع المارة يوميا للبحث عن مجموعة الكتب الموجودة في هذه المكتبة، وبمقدورهم الاختيار من بينها، وفي لقاء مع بعض الأشخاص الذين يتصفحون كتبهم المفضلة من “مكتبة الرصيف”، أعرب ماجد عبدالله عن إعجابه الكبير بفكرة هذه المكتبة، وقال “أنا من سكان هذه المنطقة، وعلمت من أحد أصدقائي بوجودها حديثا، فجئت لاستعارة أحد الكتب، وسوف أقوم بإرجاعه عقب الانتهاء من قراءته مباشرة”.
أما الأربعيني صهيب أبو سالم، فوقع اختياره على استعارة رواية “سوق الإرهاب” لمؤلفها محمد عبدالله القواسمة، وقال “شدني كثيرا عنوان هذه الرواية، وأريد أن أقرأها علنا نعلم ما يدور حولنا”.
وانتقت سلمى خريشا (32 عاما) كتاب “مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني” لأبي العلاء الكرماني، ووضحت أنها تهتم بقراءة الكتب الأدبية والعلمية على حد سواء، كما أن فكرة “مكتبة الرصيف” يسرت عليها الكثير من الوقت، فهي لا تمتلك الوقت الكافي للجلوس في المكتبة لقراءة الكتب، أما الآن فيمكنها استعارة الكتب وقراءتها في الوقت الذي تريده.
أما الثلاثينية أم فيصل فكرست بحثها على كتب الأطفال في “مكتبة الرصيف”، لاهتمامها الكبير في ترسيخ مفهوم القراءة والمطالعة على أبنائها منذ الصغر، فهم بمراحل دراسية مختلفة (الأساسي والإعدادي والثانوي)، وبينت أن الطفل إذا اعتاد القراءة تصبح جزءا لا يمكنه الاستغناء عنه مستقبلا.
وبعد تصفح الشاب رامي الجلاد عددا من الكتب، قرر استعارة كتاب “قدماء المصريين” لاهتمامه وشغفه بمعرفة فن وتاريخ العرب، حسب قوله، كما بين أنه وضع كتابا بدلا عنه، وسيقوم بإرجاعه واستعارة آخر حين الانتهاء من قراءته.
يذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية تعنى بالشباب والشرائح الأخرى، وقد تأسست العام 1978 في جبل عمان.
شكلت المؤسسة منذ إنشائها ظاهرة ثقافية علمية، وتطورت حيث غدت تمثل مؤشراً على الدور الذي يمكن أن يقوم به القطاع الخاص في مجال دعم الثقافة والعلوم والفنون وإشاعة الفكر العلمي.
وعملت مؤسسة عبد الحميد شومان على الإسهام في دعم البحث العلمي والدراسات الإنسانية في محاولة لتوفير سبل النهوض بالعلوم والثقافة، والإسهام في تشجيع الأجيال الجديدة من العلماء والباحثين في الأردن وفي الأقطار العربية، من خلال تخصيص جوائز سنوية لحفزهم على الإنتاج.
كما وفرت مناخات البحث اللازمة لإنشاء مكتبة متطورة، وإتاحة نظم المعلومات بصورة تسهم في إيصال الباحث بالمستجدات الكبرى المتسارعة في عصر المعلومات العلمية والتقنية، وتتبع ما ينشر من بحوث في العالم العربي والعالم.
ورافق هذا الاهتمام بالعلم والعلماء والباحثين، اهتمام مقابل بالثقافة والفكر؛ إذ يشكل منتدى عبدالحميد شومان الثقافي الذي ترتاده فئات مختلفة من المواطنين منبراً حراً يستضيف أبرز المفكرين والعلماء والمثقفين والمبدعين العرب، حيث تستقطب نشاطات المنتدى الطاقات الفكرية الأردنية والعربية.