حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 38766

عن "الفحيص" ومثقفيها، والإحساس المعتق بالهوية!!

عن "الفحيص" ومثقفيها، والإحساس المعتق بالهوية!!

عن "الفحيص" ومثقفيها، والإحساس المعتق بالهوية!!

11-11-2014 01:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد محمد النوايسة
تربطني علاقة مودة وصداقة مع "الفحيص" المكان والإنسان، تشرفت بمعرفة العديد من شبابها ومثقفيها الذين جمعتني بهم الدراسة وزمالة العمل والتوافق الفكري والإنساني، وأنا دائم التواصل والزيارة لهم في تلك البلدة "المدينة" الوادعة التي تتفيء منازلها بظلال كروم العنب ذائع الصيت والشهرة حتى أصبح فصيلة مشهورة بــ " العنب الفحيصي" ورغم هذا السيل الجارف من مغريات الابتعاد عن الجذور والموروث الحضاري الأصيل في هذا الزمان، ظلت على تمسكها الصارم بالعادات والتقاليد والقيم وشيم الوفاء "كزيتونها" الضاربة جذوره لآلاف السنين في هذه الأرض!!.

كلما ساقتني المناسبات الاجتماعية لزيارتها، وهي التي تكاد تصبح اليوم بفعل التوسع العمراني وتشابكه مع أحياء عمان الغربية ضاحية من ضواحي العاصمة، فهي الأقرب لعمان ولضواحيها وان كانت من أعمال محافظة البلقاء إداريا، فهي مركز لواء ولكنها تبعد عن عمان والسلط نفس المسافة تقريباً، الزائر إليها سرعان ما يكتشف الفرق بين المدينة التي تصر على أن يكون لها خصوصيتها وإحساسها "المعتق" والأصيل بالأردن وهمومه وهويته الوطنية وثقافة العروبة الحضارية والعيش المشترك والانصهار الوطني!!، وبين الكتل الحجرية والإسمنتية الجميلة الجافة البلا روح والتي تشعرك بالغربة في وطنك، وأنت تتجول في الأحياء المغرقة بالمظهرية التي تنزف ثراءً وبذخاً واستعلاءً!!.

لا أجيد فن كتابة "البورتريه" عن المدن أو الأشخاص فهناك بالتأكيد من اهو اقدر مني وأكفاء، ولكنني وبحكم المعرفة بالكثير من مثقفي وقامات هذه المدينة ووفائهم ونبلهم وحسن استقبالهم "أجد" نفسي مديناً للعديد منهم بالشكر على تواصلهم الدائم، وتكريسهم لكل عناوين الانتماء، ولعل احد هؤلاء والذي التمس منه العذر لكتابتي عنه دون استئذانه، فأنا أدرك رغبته الدائمة بالصمت والعمل والبعد عن الأضواء، ولكنني سأكتب عنه وفاءً لخلقه وتقديراً لمكانته وتجربته الثرية عبر كل مراحل عمله، هذا الصديق هو الباشا اللواء الطبيب المتقاعد صايل المضاعين، الشخصية المحترمة صاحبة المخزون المعرفي والثقافي الكبير والسمعة الطيبة خلال سيرته المهنية عسكريا وطبيباً كفؤ، صاحب رأي ورؤيا وكبيرا بين أهله وربعه!!.

يكاد الدكتور صايل أن يكون من أوائل أبناء الفحيص الذين درسوا الطب في أوروبا في ستينيات القرن المنصرم أن لم يكن هو الأول فعلاً من الذين حصلوا على شهادة الطب حينذاك، ومن أوائل من التحقوا بالخدمات الطبية الملكية والتي تحتل مكانة خاصة في عقله ووجدانه فهي التي ارتبطت بالراحل الكبير المغفور له "الحسين" وبرغبته بان تكون أميز مركز استشفاء طبي في منطقتنا وهو ما كان!!، أيضاً لتجربة دولة الدكتور عبد السلام المجالي حضورها الخاص في ذاكرة الباشا والذي يتحدث عنه بإعجاب ووفاء كبير سواء خلال إدارته للمدينة وتأسيسه للمبنى الدائم"مستشفى الحسين" وكنموذج متميز في التطوير بدءًا من التأمين الصحي العسكري والمدني ورئاسة الجامعة الأردنية لاحقاً والحكومة فيما بعد!!.



عندما يتحدث الدكتور صايل عن التطور الهائل في القوات المسلحة، والخدمات الطبية الملكية ويسرد تفاصيل رحلته كطبيب وعسكري تلمس مشاعر الحنين والفخر وتشعر بأنك أمام نموذج صوفي في الأيمان بالأردن الوطن والإنسان والانجاز، ويستوطنك أحساس بأنك في حضرة رجل يؤمن بان العطاء والوفاء ليس موقعاً وظيفيا متقدما أو رتبة عسكرية عليا فقط،، بل هو الشعور الدائم بان ثمة واجب نحو الوطن يجب أن يقدم في أي مرحلة من مراحل الحياة!!.


في حضرة الباشا الأردني العربي المسيحي تستمع لمطالعة سياسية متقدمة وعميقة وموضوعية عن العروبة والإسلام، تصلح لأن تكون مرافعة للدفاع عن الإسلام المكون الحضاري في وجه من اختطفوه ويخطفوه من خوارج هذا الزمن وفي هذه اللحظة التاريخية الدقيقة ، فأن يدافع العربي الأردني المسيحي الضاربة جذوره في الأرض عن الهوية الحضارية وعن العيش المشترك هي من أعظم عناوين الانتماء والوفاء للوطن وأهله، ولا سيما ونحن نتابع الفكر الاقصائي المتطرف وهو يزحف نحو المنطقة بهمجية لا يستوعبها عقل ومنطق!!.

ختاماً، ، أجزم بأن الصفات الجميلة جميعا تتوافر في صديقي الباشا الدكتور صايل المضاعين، ولكني اسمح لنفسي بان أضيف مبررا أخر يستحق عليه أن يمنح لقب الباشا، وهو الحكمة والرأي السديد والتواضع والإخلاص وحسن الاستماع!!.








طباعة
  • المشاهدات: 38766
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم