15-11-2014 09:57 AM
بقلم : د.باسم عيسى تليلان
الانتماء للوطن ليس شعارات ترفع او الحان تعزف او كلمات تنشد بل شعور بالحب والانغماس بترابه و عمل له والموت من اجله اذا وجب .........الوطن يختلف تماما عن مفهوم المصلحة في لعبة السياسة العالمية لان المصالح تبذل لأجله و تقدم الانفس لحريته واستقلاله فهو الام كما هو الاب منه الحنان وبه الامان ..........
الانتماء للوطن عمل و مسيرة بناء تبدأ من تطوير المواطن المنتمي ذاته وقدراته فيزرع بسلوكه القيم و المثل بالأجيال الصاعدة ليصنع مواطنين اكفاء قادرين على ترجمة انتماءهم عملا فالعمل هو اصدق الوعد و اصدق الكلام و اصدق الافعال
الانتماء ان نبقي على حريتنا و ازدهارنا و محافظتنا على السيادة الاردنية الكاملة على الارض و القرار و الحكم و ان تكون هنالك نهضة مستدامه ذات تنمية شاملة تحمل خططا خمسية وعشرية وربما عشرينية لنستطيع ان نتقدم خطوة الى الامام فالصعود للأعلى يحتاج الى الجهد و التراجع الى الوراء سهل وسريع و لا يحتاج الا لرفع يديك عن الوطن الاستقلال الحقيقي مرتبط بشكل عام بالإقليم اي الارض و بحجم سيادة ابناء هذا الاقليم عليه
ويبدأ الاقليم بعد ذلك بالارتباط تصاعديا او تنازليا مع اكتمال معنى الاستقلال مكملا بالانتماء ليبلغ القمة حينما يكون الجميع شركاء بالمسؤولية تجاهه يتبادلون معه الحب و الاحساس عملا و انتماء تصادق عليها افعالهم و تقوم به جوارحهم ، وفي خلاف ذلك يكون الانتماء نفاقا لحاكم وليس له لشخصه انما للمصلحة المرتجاة منه او نفاقا اجتماعيا على شكل احتفالات لا تتقارب ابدا مع الشعور او الاحساس
ان الخطأ و الاهمال و التخاذل صنوان الفساد و الخيانة اذا كان الامر يتعلق بالوطن وهو الذي يأخذ الوطن تنازليا ويبدأ بالتنازل عن سيادته شيئا فشيئا فيبيع مؤسساته ويرهن قراراته بمجموعة لصوص وتجار بشر اشتروا او باعوا اوطان بأثمان بخسه فيؤثر ذلك بشكل مباشر على القرار السياسي و السيادي في الاردن و يكون الاستقلال براءة مع وقف التنفيذ ويرتبط بالإقامة الجبرية مع الدول الدائنة فيصبح حبيس منزله و اسوار حديقته ان لم تكن قد بيعت اصلا
الانتماء يحتاج منا وقفة مع الذات للمقارنة و التمييز فنسأل عن خيراته و مقدراته و منجزاته ما هي احوالها و قدرتها على المواكبة والتطوير فنمر على الزراعة و الصناعة و التعليم فالبحث العلمي و الرعاية الصحية ثم نطرح القديم من الجديد والناتج ان كان صفرا فنحن امة لا تنتج و ان كان موجبا فلدينا انتماء يسير باتجاه القمة و ان الناتج ناقصا فنحن ناقصون انتماء و ولاء للوطن
و علينا ان نطور ادواتنا السياسية و اليات التنفيذ و التشريع لتتواكب مع الحفاظ على الوطن و اعطاء الفرصة للجميع ان يكونوا شركاء بالمسؤولية تجاه الوطن لنقف اخيرا مع انفسنا و بشكل فردي و نقول ماذا قدمت انت للوطن و ليس ما استفدت منه او انتفعت منه فالرافعي يقول من لم يأت على الدنيا بزيادة فهو على الدنيا زيادة وانا اقول من لم يأت على وطنه بزياده فهو على ارضه زيادة