حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 37522

مواقف صعبة في حياة الحسين طيب الله ثراه

مواقف صعبة في حياة الحسين طيب الله ثراه

مواقف صعبة  في حياة الحسين طيب الله ثراه

15-11-2014 10:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.بكر خازر المجالي
إنذار السموع 66 وطلب العراق استعادة هديته من الدبابات 1970

لا زال الحسين طيب الله ثراه يعيش فينا ، نسترجع تاريخا حافلا بكل الصعاب والمرارة والقساوة ، ولا أقسى فيها من ظلم ذوي القربى الذين كالوا للأردن الامرَّين ،وأرادوا به شرا ، وعاش الحسين مضطرا بالاستمرار بقيادة دراجة هوائية بلا توقف والتجديف بقاربه باستمرار ، فأي لحظة توقف هي السقوط أو الغرق .
المواقف كثيرة ،ولكن ونحن نقرأ في تاريخ معركة السموع التي كانت يوم 13/11/1966التي نعيش ذكراها نرى فيها نموذجا من هذه المواقف الحرجة ، وكيف ان الأردن على الدوام يدفع ثمن تصرفات الآخرين وهو صامد لا يشكو ولا يتردد بتقديم كل الدعم حتى لمن هم مصدر إحراجه .
سبب معركة السموع هو هجوم فدائي إلى الجنوب من بلدة السموع داخل فلسطين المحتلة استهدف باصا للطلاب الإسرائيليين ، وتقول تحقيقات العدو ان الفدائيين قد جاءوا من السموع ، وان الهدف من الحملة هو تأديبي والوصول الى الفدائيين. فوجه العدو إنذارا إلى الملك الحسين طيب الله ثراه ، وطلبوا اعتذار الأردن بواسطة السفير الأمريكي في عمان عن الحادث لتجنب أي تصعيد ، وأدرك الحسين هدف العدو فبادر إلى توجيه اعتذار عن الحادث وسلمه إلى السفير الأمريكي ، ولكن كانت المفاجأة بالهجوم الغادر ، وحين تم الاستفسار عن رسالة الاعتذار تبين أنها بقيت في أدراج مكتب السفير الأمريكي في عمان ولم تُرسل.؟؟؟؟؟
وكانت المعركة التي تبين أنها عملية عسكرية شاملة وليست حملة تأديبية ، وتصدى الجيش الاردني للهجوم واستشهد الرائد محمد ضيف الله الهباهبة وهو يواجه العدو ويقود سريته متنقلا بين جنوده ولكن للحقيقة ان الرائد الهباهبة قد جرح وتم أسره ونقل إلى الجانب الآخر ولكن استشهد متأثرا بجراحه عندهم وعاد شهيدا. وفي جولة لي ميدانية في ارض المعركة وقفت في مكان استشهاد الرائد الهباهبة ، وكذلك مكان استشهاد ابن الطفيلة الجندي عطالله علي متروك العوران الذي قتل قائد الحملة المعادية ولكن لاحقته الدبابات الإسرائيلية واستشهد تحت جنزيرها.
ومعركة السموع كانت بحق هي معركة حزيران الصغرى وحين وصل الحسين طيب الله ثراه إلى ميدان المعركة وقف وقال : لقد بدأت معركة احتلال القدس.
طلب استعادة هدية الاسلحة العراقية :
أما الموقف الصعب الآخر في تاريخ الحسين رحمه الله ، انه بعد حرب 67 تلقى الأردن هدية من العراق هي 91 دبابة سنتوريون بريطانية الصنع وخمسة قوارب بحرية عسكرية مع ملحقاتها من المعدات وقطع الغيار واليات الإنقاذ. الهدف هو تعويض الأردن عن خسائره في الحرب ولإعادة بناء الجبهة وتمكينها في مواجهة العدو المشترك. ولكن حين انحرف العمل الفدائي عن واجبه وتمركز في عمان والمدن الرئيسية تاركا جبهة القتال ، وبدأت الاعتداءات على قواتنا المسلحة والمواطنين ، وأخذنا نعيش حالة من الفوضى ونشعر ان هناك دولة أو دول أخرى داخل دولتنا ، انبرى الجيش العربي الاردني بالتصدي لكل الخارجين عن القانون والذين انحرفوا عن هدف المقاومة الشريف لحماية الوطن والمواطنين وفرض هيبة وسيادة الدولة ، ولقد وصل الأمر ان حوالي 60% من ارض الأردن لم تعد تحت السيطرة الاردنية في ظل وجود الجيش العراقي الممتد من شرق عمان إلى المفرق والداعم للأعمال غير الشريفة حينها . وأنوه هنا إلى حقيقة أغفلها الإعلام عن قصة ذهب عجلون الأخيرة ، ان الفوضى وضعف السيطرة وتنوع المندسين وأشكال المنظمات المختلفة وفر الحاضنة لاي جهة لان تدخل إلى الأردن تحت أي غطاء تلك الجهات التي قامت بزرع أجهزة التجسس في الأردن في عام 1969 وهو بداية التصعيد في الأزمة الداخلية التي استغرقت قرابة السنتين حتى انتهت في شهر أيلول 70 بفرض هيبة الدولة ومن الملاحظ ان اجهزة التجسس قد اكتشفت في الاماكن التي كانت خارج سيطرة الجيش الاردني في تلك الفترة. .
ولكن وكترجمة للموقف العراقي الذي ناصب الأردن العداء حينها فقد طلب قائد قوات صلاح الدين العراقية المرابطة في الأردن (اللواء الركن عبدالله سيد احمد ) وبناء على توجيهات واوامر قيادته في بغداد في رسالة بتاريخ 27 اب 1970 وجهها الى قيادة الجيش العربي الاردني طلب اعادة الهدية العراقية كاملة حسب كشف مرفق والتي اهديت مباشرة بعد حرب 67 ،وجرى اتصال بين رئيس الوزراء الاردني عبدالمنعم الرفاعي ونائب رئيس الجمهورية العراقية الفريق صالح مهدي عماش ، فما كان من عماش الا ان شدد على ضرورة اعادة الدبابات وغيرها خلال اسبوع واحد فقط وقال ان هذه الاسلحة ارسلناها لتستخدم ضد اسرائيل وليس ضد الشعب الفلسطيني والاردني على حد تعبيره.
ورغم محاولة الاقناع والحوار ورغم دعوة رئيس الوزراء للفريق عماش لزيارة الأردن ليضطلع على الوضع الا ان كل ذلك ذهب سدى مع اصرار الحكومة العراقية على استعادة هديتهم .
كتب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه رسالة الى الرئيس احمد حسن البكر بتاريخ 12 ايلول 1970 ، ووجه جلالته نسخة من الرسالة لكل القادة العرب شرح فيها الظروف الواقعية في الأردن ، وذكر جلالته اهدافا سبعة من وراء القلاقل التي تجري في الأردن وابرزها نسف الوحدة الوطنية وزعزعة قواتنا المسلحة التي هي درع الامة والوطن والتمهيد لانتقال هذا الواقع الى ارضنا المحتلة لبث اليأس والانهيار في صفوفهم ونسف كل جسور الوحدة العسكرية العربية وتحويل طاقات المقاومة عن غاياتها القومية والوطنية النبيلة بشتى الوسائل لخدمة اغراض الاحتلال وعزل مصر عن الجمهورية العربية المتحدة ،
وفي نهاية الرسالة جاء على لسان الحسين ما يلي :
" وفي حرصي على استمرار بقاء قواتكم الشقيقة مع قواتنا على ترابنا الوطني ، فقد تغاضيت حتى الان عما قيل وما وقع من توزيع كميات ضخمة من الاسلحة من خلال تنظيماتكم على الناس في هذه الساحة دون حساب أو تمييز ، وأن هذا السلاح قد استخدم فعلا في حزيران هذا العام (1970)وما تلاه في ضرب قواتنا المسلحة الاردنية ، وسقط بفعله العديد من ضحايانا جنودا وضباطا ومواطنين ، وقد زاد الموقف تعقيدا الانذار الذي وجِّه في اول أول هذا الشهر ، والذي وصل ولمَّا أكاد شخصيا ان اصل مقري اثر تعرضي لمحاولة الاغتيال المعروفة الثانية وكذلك الحملات الاعلامية القائمة والاشارات الدائمة التي مؤداها مزيد من التصدع والتخبط على ارض الصمود هذه. "
ونشير هنا الى ان القوات العراقية عام 1970 كانت سندا مباشرا للاعمال التخريبية في الأردن وتقدم السلاح وقامت قوات عراقية اكثر من مرة باعتقال جنود اردنيين اثناء تنقلهم على الطرق . واشير الى ان مصدر الرسالة هي ملفات جامعة الدول العربية اثناء دراستي وبحثي في مكتبة وارشيف جامعة الدول بمساعدة زميلة لبنانية كانت مسؤلة المكتبة والارشيف حينها مع شكري لها واخذت صورة عن هذه الرسالة واحتفظ بها منذ 15 عاما.
وللرد على المزايدين وغيرهم فقد انهى الحسين طيب اله رسالته بالقول :
" ويهمني ان اسجل هنا ان احدا على الارض لا يمكن ان يدعي الحرص على شعبنا فلسطينيه واردنييه اكثر منا ونحن ارض الكفاح والمقاومة لاستعادة الحق والارض معا كاملة غير منقوصة" .
هذه مواقف واجهت الحسين طيب الهت ثراه من اشقائه ومن الذين فتح لهم الأردن ابوابه المشرعة ليلجوا اليها من اجل الخير او لاسباب انسانية ثم ليدفع الأردن ثمن طيبته ومصداقيته ونقاء سريرته ؟؟
ولا زلنا ندفع الثمن ؟؟؟؟










طباعة
  • المشاهدات: 37522
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم