15-11-2014 04:51 PM
سرايا - سرايا - على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تستمر فعالياته خلال الفترة 5-15 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ترجمة "مارك توين - سيرة ذاتية"، نقل الكتاب إلى العربية المترجم الأردني سعيد رضوان حران.
يخاطب مارك توين القارئ في مقدمة الكتاب قائلا إنه يتحدث إليه من القبر، حراً طليقاً، بعيداً عن قيود هذه الدنيا؛ فقد طلب هو نفسه أن تنشر سيرته الذاتية بعد مرور مائة عام على وفاته.
يبدأ توين بالحديث عن ولادته في قرية وادعة من قرى ميزوري. ويتحدث عن عائلته وما واجهته من ظروف عصيبة وترحال، بعد أن كانت ميسورة الحال.
ويستذكر أيام الطفولة والصبا، خصوصا تلك التي قضاها في منزل عمه ومزرعته، ويقدم وصفا رائعا لها. يتحدث عن وفاة والده واضطراره بعدها للذهاب إلى سان لويس لتعلم الطباعة والعمل في الصحف هناك للمساهمة في نفقات أسرته، ومع الوقت يصبح مراسلا صحفيا في إحدى الصحف في كاليفورنيا.
كما يتحدث عن تجربته الأولى في عالم التأليف والنشر بأسلوب فكاهي جميل. وتكشف سيرته أن والدته وزوجته كانتا من الشخصيات الرئيسة في حياته، وأن بينهما شبها كبيرا. فكلتا المرأتين رقيقة الجسد ضعيفة عانت من المرض طوال حياتها، وتجمعهما مشاعر إنسانية عالية.
يطغى الجانب الفكاهي على الكثير من صفحات الكتاب، ولكن حياة الرجل فيها من المآسي والآلام الكثير. فللقدر دائما كلمته: يموت ابنه البكر بسبب إهماله له، فقد أخذه في جولة في العربة ذات صباح بعد أن تركته زوجته في عهدته وذهبت لقضاء أمر ما خارج البيت. كان الجو باردا وقتها، ولم يحتمل جسد الطفل ذلك، فمرض ومات. تموت ابنته سوزي، وبعد ذلك ببضع سنوات يفقد زوجته. تذهب كلارا لتعيش بعيدا في أوروبا مع زوجها وتتركه مع جين، ثم تموت جين، ويبقى وحيدا.
يعد مارك توين من رواد الكتابة والرواية في أميركا. اسمه الحقيقي صموئيل كليمنس، ولد العام 1835. عرف بأسلوبه الرائع الذي تميز بروح الفكاهة، وقد بدأ يكتب للصحافة منذ الصبا. عمل في مهن مختلفة بينها ربان باخرة.
انتقلت أسرته بعد ولادته إلى هانيبال حيث توفي أبوه، ليبدأ كفاحه من أجل البقاء، وهو الكفاح الذي رسم كل خط في أدبه فيما بعد. شارك في الحرب الأهلية، وكان لذلك أثر عميق في شخصيته.
كانت حياته سلسلة من المصائب؛ فهو الطفل المشاغب الذي ظفر بعداء الجميع، وهو الاقتصادي الفاشل الذي يعاني الإفلاس، وهو البائس الذى رأى أخاه يحترق، وهو الزوج الذي فقد أفراد أسرته وظل وحيداً. تميز مارك توين بشعبية عالية بين الأميركيين، وكانت قصصه مرآة صادقة للمجتمع الأميركي، توفي العام 1910.
المترجم سعيد رضوان حران حاز جائزة ناجي نعمان الأدبية في لبنان العام 2006. من أعماله المنشورة: الترجمة الإنجليزية لكتاب "حين يهبط الليل" للكاتب الأردني أيمن خالد دراوشة- دار ناجي نعمان للثقافة والنشر (لبنان) 2006. ورواية قصيرة كتبها بالإنجليزية بعنوانAimless Roads" 2009 Dorrance Publishing House".