17-11-2014 10:26 AM
سرايا - سرايا - تمظهر العرض المسرحي «حرير آدم» من تأليف أروى أبو طير، وإخراج إياد شطناوي، حقلاً من العلامات المرئية والسمعية، التي أُنتجت بفعل أنساق أدائين إثنين هما فعل الممثل كوحدات دلالية تؤشر إلى المعاني والقيم، ومن جهة ثانية تركيبها مع جماليات سينيوغرافية تأسست على تصميم هندسي بارع للإضاءة.
وكانت عرضت هذه المسرحية أول من أمس السبت على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، ضمن فعاليات الدورة أل 21 لمهرجان المسرح الأردني العربي، والتي تتواصل حتى 24 الجاري.
رسالة المسرحية الأساس مكرورة في المعالجات الدرامية لجهة الإشارة إلى أن المرأة العربية لا تزال ضحية سطوة «الذكورة»، لا بل تنظر إلى المجتمع كحاضنة استبدادية عدائية للأنثى.
نسيج الحكاية غزل شباكه الرمزي من حكاية مستلة من أخرى سواء في تناول أحداث مؤلمة لفتاة تقتل «شخصا» بسبب الاعتداء عليها، وأُخرى يطردها شقيقها من البيت بعد وفاة الأب وسلبه للتركة، و...
كانت الملابس في غالبية المشاهد تشير إلى أفرهولات ترتديها الشخصيات النسائية، تشبه أزاياء السجينات (أيقونياً)، لكن أثناء تعاقب اللوحات والمشاهد زمنياً كانت تلك الملابس تأخذ الحالة الفضائية المعنية بدلالات المعاني المتوخاة، لتأخذ الملابس الوظيفة الاجتماعية، ودلالتها المكانية، وتخلع الأزيا على الشخصيات حضور سيدات يتحاورن في أماكن عامة، بينما كان للتسريحة والماكياج دور في إظهار شخوص النساء في حالات مختلفة من الحالات العاطفية، والاجتماعية، أو لحضور السن العمري.
جاءت الموسيقى والمؤثرات الصوتية، اللتين ألفهما جوزيف دمرجيان تحاكي شعور المشاهد في مساعدتها للتأويل والتأمل في شجون ما حدث لتلك النساء المقهورات، التي أظهرتهن الرؤية الإخراجية ضحايا استبداد المجتمع الذكوري، وتارة أخر جاءت عنصرا دراميا مشاركا في الحدث نفسه، وتارةً ثالثة مُسهمة في ضبط إيقاع هذا العمل.
المعطيات السابقة تشير إلى عدد من العلامات الدلالية، من خلال طرح اللحن والإيقاع، والنغم والتناسق، وقوة الصوت، أما المؤثرات الصوتية الأخرى غير الموسيقية فجاءت علامات فضائية، وبخاصة في المشهد الافتتاحي بدخول الممثلات (اريج دبابنة والهام عبدالله ورسمية عبدو وسالي حلمي) .