03-08-2008 04:00 PM
تغير ايجابي ومفاجئ حدث في الساحة السياسية الأردنية بعد لقاء مدير عام مخابرات الأردن الباشا محمد الذهبي وبعض أعضاء جبهة العمل ولقاء آخر مع عضوين من حركة حماس هما محمد نصر ومحمد نزال . لم يعرف تحديداً الهدف من تلك اللقاءات وهذا طبيعي لحساسية الطرف المستقبل لهما والمواضيع التي نوقشت إلا أن الحركة كانت تتعطش لمثل هكذا صفحة جديدة قد تنقذ سحب جمعية المركز الإسلامي أو تطهم نوعا من الاستقرار السياسي المستقبلي. إلا أنها خطوة سياسية استباقية متميزة لمدير المخابرات في لقاء أولي قد يطمئن عن صفة المرحلة القادمة أو يزيل شكوكا كثيرا في ظل فترة سياسية محتدمة فلسطينيا وحامية الوطيس اقتصاديا أردنيا وقد يمهد لتغيرات كبيرة في الرؤية السياسية الأردنية إن كان على حساب الموقف أو تعيينات جديدة . فقد ظهر حزب جديد في الأردن تقوده رموز سياسية مهمة ظن البعض أنه سيكون البديل الحكومي لنفوذ جبهة العمل في الشارع إلا أن اللقاء غير كثيرا من نظرة المستقبل القريب إن لم يكن لقاء استطلاعي لن يكرر . تلك الزيارة تبعها تواجد النائب حمزة منصور أثناء زيارة جلالة الملك لبيت النائب ممدوح العبادي، مما وجه النظر فعليا بان الجزر السياسي السابق سوف يبدأ بمرحلة المد فقد صرح حمزة منصور قبل عدة أشهر على قناة نورمينا بأنه طلب لقاء رئيس الوزراء عدة مرات وجوبه بالرفض . قد تكون الزيارة أدت إلى تعهدات من حركة حماس بعدم التدخل في الشأن الإخواني الأردني، وتحييد الساحة السياسية الأردنية عن أي نشاط ولقاءات فلم تكن مشكلة الدولة الأردنية مع الأخوان كجماعة أو كفكر أو حراك سياسي ولكن الانتماء الكبير للتيار المسيطر على الجبهة والجماعة والمنتمي كثيرا لحركة جهادية متحمسة لها سيطرة كبيرة في قطاع غزة وتاريخ من المقاومة العسكرية ولكن نقل مثل أفكار حركة حماس إلى بلد يراهن على سمعته الأمنية كان بالتأكيد سوف يدق ناقوس الخطر بعد أن عصت الجماعة تحذير حكومة البخيت بعدم تمكين المنتمين لحماس من السيطرة على قرارات وقيادات الجبهة . إلا أن اللقاء الذي لم يكشف كثيرا سوى عن حدوثه وليس عن تفاصيله جاء بعد مرحلة جفاء ولا يقال عداء بين الحكومة والأخوان المسلمين فبغض النظر عن التهويل الذي أشيع وبولغ فيه إلا أن المعاملة كانت سياسية بحتة فقد قدرت الدولة الأردنية أن الكثير من أعضاء الأخوان المسلمين هم من المعتدلين بل والموظفين في مؤسسات تعود للدولة فلم نشهد مرحلة اعتقالات أو تضيق غير دستوري سوى ما قيل من قبل المعارضة عن تدخل حكومي في الانتخابات البلدية والنيابية 2007 . المعارضة الأردنية أبدت تخوفتا شديدا من استعمال الحكومة للإخوان من جديد كحليف سياسي ولو معارض في فترة ضعف الحكومة أم الساحة الشعبية في ظل ارتفاع الاقتصادي ،فيما ينظر بأن فشل السياسة الاعتدالية في الشرق الأوسط أنتج تفجيرات كثيرة سياسية ليست في الأردن وحده بل المنطقة باكملها وذلك عبر كلام تناغمي سياسي لسوريا وإيران قابلته الحكومة الأردنية بذكاء بتغيرات أخرى لم تكن خسرتها بعد . تفوق اوباما في الانتخابات الرئاسية القادمة وتخدير الانتخابات الأمريكية لأي عمل عسكري سياسي قادم أنتج تغيرات سياسية جديدة ومربكة تفاجئنا كل يوم ولكننا نرحب بجدية بهذا اللقاء وعودة التقارب بين الحكومة والأخوان إذا ما ضمن كل طرف مستقبل المرحلة القادمة على أن يكون لصالح الوطن والمواطن فقد ارهقتنا التحشيدات المؤقتة وغير المنتجة للوطن ككل وليس لموقف عاجل . Omar_shaheen78@yahooo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |