سرايا - سرايا - تحت عنوان «العراق... إنه العراق»، افتتح قبل أيام في قاعة توفيق السيد داخل مفردات رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في جبل اللويبدة، معرضٌ تشكيليٌّ شخصيٌّ للفنان العراقي عزام البزاز.
المعرض المتضمن 22 لوحة تمثل غير مرحلة فنية تعبيرية للفنان البزاز، يشكل خطوة أولى نحو معرض شامل يقيمه الفنان الشهور المقبلة في عمّان.
عبّر البزاز من خلال الأعمال التي عرضها فيه عن مسيرته وعن حالة إبداعية مرئية مطبوعة بداخله، واستعان خلال إنجاز لوحاته بعناصر هندسية وتشخيصية نُسجت مع المسطحات التعبيرية والتجريدية حيث تشخيص لحركة طائر وأشكال هندسية متجاورة مرصوفة ضمن (مستطيل أو مربع أو مساحة)، لها ظلالٌ توحي أنها تعيش في فراغ ثلاثي الأبعاد. هي أشكال، بحسب ما توحي، ذات إيقاع أرابيكسي يجمعها (باب) أو (مستطيل) وقور الحضور يجلس على أحد أضلاعه زوج من طائر الحمام أو أكثر ويعكس أحد أضلاع هذا المستطيل إلى جانب الترصيع اللوني، كل الألوان التي تتجمع كأضلاع لمنشور زجاجي.
عنصر التخطيط في لوحات البزاز إلى جانب انسيابية اللون والتصميم، أكسب الأعمال قيمة فريدة في مجال تشكيل مفردات السطح التي تماهت بتراكم بناءاتها، سواء كانت زخرفة أو إشارات؛ ولا تخلو واحدة منها من طائر الحمام وكأن الفنان يعلن عن مكانة هذا الطائر كمفتاح للخير والسلام وللحياة ورمز للعطاء، هذه العناصر التي تتوالد من بعضها وتتعانق داخل التشكيلات اللونية، جاءت مشيدة في فضاء هارموني تشكيلي مغر للعين.. كما أن تلك المفردات تفصح عن أسرار أصولها وقوتها من خلال حالة الحوار المستفيض بينها.. فهي قادرة على أن تقبض على أذهاننا وتستوقف أعيننا لفترات، لتأمل تفاصيل شخصيتها وتفهم أعماقها.