19-11-2014 10:12 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
يبدو ان الزمن الذي نعيشه يحمل بين ثناياه وطياته ، تغيرات فسيولوجية كبيرة أثرت على نفوسنا كبشر في هذا الزمن الردئ، حتى بتنا نرى سلوكيات مستهجنه، وتصرفات غير مقبولة ، وأعمالا شاذة غريبة عن طبيعة مجتمعنا الإسلامي أولا ، والأردني ثانيا، في هذا الوطن المثقل بهموم تكفيه ويزيد.
ومن حقي وغيري التساؤل: هل قلة المال تدفع لمثل هذه التصرفات ؟ هل البعد عن الدين هو المحرك لهذه النفوس الخبيثة ؟ هل إنعدام التربية الدينية والخلقية ، لها دور؟ أم ان عدم تطبيق القوانين الرادعه بحق هؤلاء المجرمين فاقمت الوضع ، وزادت من هذه التصرفات الرعناء ، التي لا يقبلها دين ، ولا يرضاها عقل، ولا يستسيغها ذو عقل مفكر.
فلا يكاد يخلو يوم يطل علينا من يد عبثية تمكر لهذا الوطن فترتكب فيه جريمة نكراء تزهق فيها ارواح بريئة ، بسبب معتوه جعل من نفسه سيدا ، وتلذذ بما يقوم به من جهل وتهور وطيش ونزق يمارس همجيته ضاربا بكل القوانين بعرض الحائط ، لأنه عرف مثالب القانون وثغراته ، فيقوم بما يقوم به من جرائم ولديه قيود أمنيه كبيرة لا تعد ولا تحصى، يخرج منها بطلا مغوارا . وإذا ما تم القبض عليه ، يخرج ابناء القبيلة مطالبين بإخراج الشاب البطل ، والقاتل البرئ من سجنه ، فيقوم الصحب بالتهجم على الأجهزة الأمنية وقد يحرقون ، وقد يغلقون الطرقات ، مطالبين بخروج الرجل المغوار صاحب اليد الطولى من السجن لأنه ابن عشيرة وقبيلة تأبى الضيم والخنوع ، يا للعار كيف للبطل الصنديد ذوي الأسبقيات من دخول السجن وكيف للشلرع من بعده الهدؤ . ايعقل ذلك ؟
المستغرب هو من أهل هذا المجرم ، ومن يقف خلفه عندما يقبض عليه وليطبق عليه القانون ولينال جزاءه على فعله المشين، وعمله القبيح ، يحسون بأن ابنهم قد وقع عليه الحيف من قبل الدولة والقانون، في حين أنهم لم يقوموا قبلا بتوجيهه ونصحه ،بل منعه مما قوم به وبما يتصرف من عدوانية تؤذي خلق الله. فحينها يصبح مثالا للخلق القويم والشرف والرفعة والسؤدد والفخار بين أبناء قبيلته وعشيرته المغاوير .وإذا كان القضاء قد أخذ مجراه تبدأ الوسطات للمسؤولين لإخراجه مما ألم به من حيف وضيم.
ان من يخالف القانون يجب ان يسأل ، يجب ان يعاقب يجب ان ينال الجزاء الذي يستحق ، حفاظا على امن الوطن ، وأمن المواطن ، وليكن للدولة هيبة وأحترام.
سمعنا عمن يعتدي على الشرطة على من يمثل هيبة الدولة ، ولم نسمع عن عقوبة رادعة بحق من إعتدى على رجل الأمن.
سمعنا عمن سرق ونهب واختلاس وقطع الطرق ، ولم نسمع بعقوبة ، صارمة والمفترض إقامة حد من حدود الله لهذه الجرائم.
سمعنا عمن يعتدي على المعلمين ، وعلى الأطباء ، وعلى خلق الله الأبرياء ، ولم نسمع بعقوبة قاصمة ،بحق من يعتدي على غيره، فلماذا لا يطبق القانون على الجميع وليكن العدل اساس الحكم ، وليكن القانون قانونا فليس بين الناس خيار وفقوس؟
اتمنى على الدولة تطبيق حد قطع اليد على السارق، وتطبيق حد الحرابة على قطاع الطرق ، وتطبيق الحد الشرعي لكل من يقترف جريمة بما يناسبها من الحكم الشرعي، لأنهم كانوا مجرمين بحق الأبرياء من الناس الأمنين، ولنترك النعومة جانبا ونظهر الخشونة لمن لا يستحق العطف واللين ، لأنه هو من كان خشنا وقاسيا بحق الوطن وبحق الغير فروَع ، وخرب وأتلف ، ودمر .
وأرجو عدم الموافقة على من يطالب بعفو عام عمن إرتكب الجرائم وليخرج سليما معافى!! هذا المجرم .
وإذا تم الموافقة على هذا الأمر فلتكن وفق ضوابط كرد الأموال المنهوبة لمن سرق وإختلس المال العام كمثال على ذلك.