22-01-2008 04:00 PM
في صيف عام 2005 تعرضت شقيقتي للسعة عقرب من النوع السام فانقسمت العائلة الكريمة بين مسعفين وباحثين عن العقرب اللعين ولعدم معرفتي بالإسعافات الأولية فضلت أن أشارك بالبحث وليس الإنقاذ ، وفعلا بدأنا حملة واسعة في أرجاء الغرفة وتم تحريك الخزانة الضخمة من مكانها وطويت السجادة في إحدى الزوايا ، عند حركة السجادة انسكبت علبة عصير وتمددت في ثناياها تاركة أثر لم تزيله كل أنواع المنظفات لاحقاً. وسقطت من أعلى الخزانة تحفة زجاجية ثمينة جدا فانتشرت في أرجاء الغرفة قطعها كأنها لم تكن شيئا قبل لحظات، وما زال البحث جارياً ، وعند حركة والدتي الطاعنة في السن دخلت شظية من الزجاج في قدمها اليمنى فهبط ضغطها ودخلت في حالة غيبوبة نقلت على أثرها للمستشفى الذي أدخلت فيه شقيقتي . وصل والدي مكان الحادث وبخبرته الطويلة حاول مساعدتنا على العثور على تلك العقرب اللعين وهو يكيل الشتائم للوالدة لعدم أخذها الحيطة والحذر في عملية البحث ، وبدون شعور منه احدث بسيجارته المشتعلة غيظاً، فتحة شبه دائرية في ستارة النافذة والتي لم يمضي على دخولها الخدمة الفعلية اكثر من أسبوع ، أثناء ذلك ومع الأصوات المرتفعة استيقظ أبناء أخي الصغار فزعين مما اضطر زوجة أخي للانسحاب من عملية البحث للاهتمام بهم وتقديم الدعم النفسي الممكن لتهدئة روعهم . استمر البحث لساعات تم خلاله تحويل غرفة بكامل أناقتها وترتيبها إلى منطقة شبه معزولة عن العالم الخارجي ولم يبقى أمر واحد في مكانه نهائيا فكل الموجودات اغتنمن فرصة البحث عن العقرب لاستبدال الأمكنة وتغير الجيران فورا. أنا أعتقد أن العقرب استغل الوضع القائم وبدأ يراقب ما تؤول له الأمور وكأنه يقف في إحدى زوايا الغرفة ولسان حاله يقول ما فعلته بكم تعجز الفيلة عن القيام به . عمت الفوضى المكان وتطاير غبار الأيام وتسرب الملل للنفوس وقررنا مغادرة المكان والوالد يقول (هي ما بعدها أكيد طلعت برا )وكأني اشعر ان أوامر تصدر بتغير موقع البحث إلى الغرفة المجاورة . وعندما بدأت قواتنا بالانسحاب إلى مكان آخر صرخت أختي الصغرى والتي ترتدي نظارات بان أحدنا داس على ما يشبه العقرب عن طرف الباب وبعد التدقيق وجدنا حشرة لا يتجاوز حجمها حجم عقلة الإصبع وبعد عرضها على الأخصائي (الوالد) تبين انه دبور أخطأ المكان والزمان . وعلى الفور أجريت الاتصالات مع المستشفى للاطمئنان على الحالات المصابة وتبين أن حالة والدتي مستقرة واخبرنا الطبيب أن أختي في طريقها إلينا وهي بأحسن حال . فيا اهلنا في غزه اصبروا على لسعات الدبابير نبشركم بأن جرحاكم في طريق العودة وان الدبور سينتهي به الأمر تحت أقدامكم وبعون الله وبإيمانكم الصادق ستعيدون ترتيب الغرف وتضميد الجراح وإلى جنات الخلد يا شهدائنا .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-01-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |