حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30567

(يكم) وداعا (كما الاشجار تموت واقفة)

(يكم) وداعا (كما الاشجار تموت واقفة)

(يكم) وداعا (كما الاشجار تموت واقفة)

22-11-2014 11:07 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عيسى محارب العجارمة
رحل عن هذه الفانية يكم (وكلمة يكم تعني البطل باللغة الشركسية )الا وهو البطل المغوار اللواء الركن مظلي احمد علاء الدين الشيشاني .
احد رفاق درب الحسين العظيم ونحن بأمس الحاجة اليوم لمعرفة تاريخ ابطال الاردن الهاشمي الذي يخوض حربا فعلية ضد الارهاب الصهيوني بالقدس الشريف وتنظيم داعش خوارج هذا الزمان حدثاء الاسنان معا .
بقيادة الشريف الهاشمي القائد الاعلى للجيش العربي عبدالله الثاني البطل الذي تدرج في سلم عتبات البطولة منذ كان شبلا هاشميا يرود ميادين تدريب ومعسكرات القوات الخاصة الملكية وذلك على ايدي رجال من صنف الحسين وواكيم البطل ابا علاء رحمة الله فالشئ من معدنه لا يستغرب .
تعود بي الذاكرة الى منطقة العبدلي وتحديدا لمدرستي كلية الشهيد فيصل الثاني وذاك عام 1985 حيث كنت طالبا بالتوجيهي العلمي فيها .
قبل بداية الدوام الصباحي كانت سيارة عسكرية تحضر الطالب علاء احمد علاء الدين من طلاب الصف التاسع حينها وينزل منها بكل ادب واحترام لزملائه التلاميذ .
ونتبادل تحية الصباح على عجل لنقف بطابور الصباح ونقدم التحية للعلم الاغر ونستمع لسورة الفاتحة والسلام الملكي ومحاضرة مدير المدرسة الرائد ابوفواز ومن ثم ندرج لصفوفنا .
كانت كلية الشهيد فيصل تقع مقابل بنك الاسكان ومسجد الملك الشهيد عبدالله الاول (ذرية بعضها من بعض)وذات صباح حضر المفتش العام للقوات المسلحة الاردنية اللواء الركن مظلي احمد علاء الدين ونحن بالطابور وكان يقود سيارته بنفسه ليترجل منها كما فعل بنا صباح الاثنين برحيله الموجع على كل من احبه من رفاق دربه بالجيش العربي .
دلف للساحة وصدف ذلك اثناء اطلاق الاذاعة المدرسية للسلام الملكي حيث انتصب بقامته البهية مؤديا التحية العسكرية للعلم الاردني الذي كان يرفع على ايدي بعض الكشافة من زملائنا الطلبة .
كان منظرا رائعا لطلبة المدرسة ان يروا المفتش العام الرجل الذي كانت سمعته تدب الهيبة والرعب في القلوب وهو يحيي العلم بكل خشوع الاردنيين منذ زمن الحسين العظيم ولليوم راية الثورة العربية الخفاقة والاردن الهاشمي الوطن الطود الشامخ رغم كل التهديدات والتحديات منذ قيام دولتنا قبل قرابة مائة عام .
تم دخول الطلاب للصفوف ودلف الباشا بطلة الذئب الشركسي المرعب بلباس الفوتيك العسكري الاردني الانيق لمكتب المدير ابوفواز وكان اجتماع قصير لوالد يطمئن على سير دراسة ابنه التلميذ علاء بصفته الشخصية لا مفتشا عاما للقوات المسلحة .
بعد مغادرته كان الطلبة مشغولين في الايام اللاحقة لتلك الزيارة لقامة رفيعة من قامات قواتنا المسلحة وابطالها العظام لمدرستنا .
الى ان علمنا ان مدرس الكيمياء لنا وهو مدرس العلوم للاخ علاء كان قد حضر جزء من تلك الزيارة وطلب منه الباشا ان يقوم بتدريس الاخ علاء اعطاء درس خصوصي بالعلوم لعلاء .
فرفض المعلم الملازم بنجمة محمد عبدالله كليب الشريدة ذاك الامر وقال ان علاء سيعمل كبقية التلاميذ وبالفعل تجاوب الباشا لكبرياء المدرس رغم فارق الرتبة العسكرية وتم اعطاء علاء اكمال بالمادة وقدمها بالعطلة الصيفية ونجح بها بجهده وتعبه .
وكان ذاك الحدث درسا حقيقيا في الديمقراطية العسكرية العشائرية الاردنية والمدرسية رسخ في اعماق وجدان كل طالب وبقي المعلم الرائع محمد الشريدة مدرسا للمادة نفسها لسنوات عديدة ولم يزج به في معتقل صيدنيا .

عام 1975 كانت القوات الخاصة تغادر الى سلطنة عمان الشقيقة واذكر ان احد اعمامي اطال الله بعمره الحاج عبد القادر عواد المحارب ابو بلال من ضمن تلك البعثة الحربية وكان اهلي يتسقطوا اخباره والدعاء له بالعودة سالما غانما هو ورفاقه من مجاهل عمان وظفار ذات الرجال الخبراء بفنون الحرب في غاباتها الكثيفة .

حارب ابطال القوات الخاصة وكان في مقدمة الركب البطل احمد علاء الدين وتحسين شردم رحمهم الله وعبدالقادر عواد وغيرهم من الرجال الشجعان لتدخل سلطنة عمان بوابة الدول الناهضة -وتم نسيان دور الاردن الهاشمي كما فعل معنا الكثير من الاصدقاء والاشقاء (وراعي الاولة ما ينلحق) ولكنه قدر الاردن الهاشمي ان يغيث السوريين بالزعتري ويجير رغد صدام حسين فيعود الحمد ذما وتتهددنا قطعان داعش بالرقة والموصل ونحن اول من آوى وناصر ضيعتهم وشتاتهم -وعادوا نشامى القوات الخاصة للاردن بخبرات مضافة لفرسان الجيش العربي المغاوير .

عام 1974 احبط البطل المغوار احمد علاء الدين وفريق كوماندوز من ابطال القوات الخاصة عملية تخريبية واحتجاز رهائن في فندق الاردن ودخلت عمان بفضل تلك العملية العظيمة سجل المدن الاكثر امنا في العالم وليوم الناس هذا .
وفي اواخر السبعينات داهم احد خوارج الزمان المعاصر ويدعى دهيمان الحرم المكي الشريف ومع عصابته واحتل الحرم الامن وعاث فيه فسادا كبيرا الى قتلته فرقة كوماندوز اردنية بقيادة البطل المغوار احمد علاء الدين .

تدرج الباشا احمد علاء الدين بالرتب العسكرية وتم ترفيعه ميدانيا مرتين وكان اصغر من حمل رتبة لواء ركن مظلي بالعالم حينها وشارك في كافة الدورات العسكرية بالجيش العربي وقاد الكتائب والالوية والعمليات الخاصة التي اشرف على تأسيسها الى ان ترمج عام 1987 بعد اخر منصب له مفتشا عاما للقوات المسلحة الاردنية .

داهمه المرض في سنواته الاخيرة وكان بطلا بمواجهته كما كان بطلا في الحرب وودعته اليوم القيادة العامة للقوات المسلحة ورفاق دربه من العاملين والمحاربين القدامى .

يقول عنه احد تلاميذه :-لا ازال اذكر كلماته لي عندما كنت خائف من القفز بالمظلة للمرة الاولى..."اردني وبتخاف"
كان رائعا واجمل ما فيه رجولته ووسامته واهتمامه بجنوده

وقد تأثرت انا كاتب هذه السطور بالغ الاثر اليوم بمشاهدة نعيه من قبل مدير مركز الملك عبدالله الثاني للتدريب والعمليات الخاصة العميد الركن عارف الزبن حيث وصفة بالبطل يكم وتعني باللغة الشركسية كلمة يكم البطل .
رحم الله الباشا وغفر له واسكنه فسيح جنانه
يكم وداعا
الله الوطن الملك
issaissalg1967222@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 30567
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم