24-11-2014 09:56 AM
بقلم : فوزات فريحات
في اقل من اسبوعين صرح نتنياهو عن التهدئة في القدس والتقى جلاله الملك عبد الله الثاني المعظم بوجود كيري وزير الخارجية الأمريكي وتم إشراك محمود عباس رئيس دوله فلسطين والسيسي رئيس جمهوريه مصر العربية من خلال الاتصال الهاتفي من اجل التهدئة في القدس فكان اللقاء لدى نتنياهو لعبة سياسيه تظهره حملا وديعا ولكنه كعادته بقي وحشا مفترسا يظهر الجانب الإنساني على فضائيات الصهاينة بكل لغات العالم ويخفي إرهابه على نفس الفضائيات ..
بعد تنفيذ عمليه غسان محمد أبو جمل (27عاما)وعدي عبد أبو جمل(22عاما) من سكان جبل المكبّر على معبد يهودي قرب مستوطنه راموت المقامة على بلدة دير ياسين (التي جرى على ساحتها اكثر من ثمانمائة مجزرة من قبل الصهاينة) والتي قتلا فيها خمسه اسرائليين وإصابة ثمانية آخرين من الحاخامات والمتطرفين والتي كانت ثأرا لحرق الشهيد الطفل محمد أبو خضير وشنق الشهيد يوسف الرموني وشهداء مجازر دير ياسين لتكون رمزا للأخذ بثأر الأحداث التي جرت على ارض دير ياسين
قام نتنياهو بالتهديد بالضرب بيد من حديد وتفعيل قانون الطوارئ وكأن الطوارئ لم تكن موجودة بالقدس من قبل فتناسى أن قبضته الحديدية هي التي ولدّت استشهاد عبد الرحمن الشلودي(24عام)الذي دهس إسرائيليين وجرح ثمانية آخرين وهي التي أدت إلى استشهاد معتز حجازي الذي اتهمته شرطه الاحتلال بإطلاق النار على اليهود المتطرف يهود غليك(والذي تقدم منذ عشرات السنوات بطلب من اجل أن يصلي بالمسجد الأقصى وهي التي أدت بإبراهيم العكاري بدهس إسرائيليين اثنين.اعتقد أن لكل فعل رد فعل من الأخر متناسيا نتنياهو أن الفقر والبطالة والجوع والحصار والمضايقات الناتجة عن القوانين المتطرفة .... تخلق ردود الأفعال.
فنتنياهو الذي واجه نقد الشاباك (المخابرات الإسرائيلية) بأن الابتزاز بمشاعر المصلين في الأقصى هو الذي تسبب بالأوضاع الأخيرة يدعوهم الى التعقل للأخذ برأيه ونبذ الخلافات بينه وبينهم......ويصر على أن القدس هي العاصمة الأبدية لليهود .....ويقيم المستوطنات على ارض القدس الشرقية.....معتقدا أن قبضته الحديدية ستحقق سراب أحلامه.....ناسيا أن جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم لن يسمح له من خلال الشرعية الدولية كون جلالته يتمتع بعلاقة قوية مقنعة للمجتمع الدولي حيث يعود الفضل لجلالته فتح أبواب الأقصى للمسلمين لجميع الاعمار
اعتقد أن الغرب مستاء مما تقوم به إسرائيل من احتلال واستيطان وحصار ولكنها مكرهة على ذلك بسبب استثمارات اليهود الضخمة فيها فأوروبا تعاني من اليهود المقيمين فيها وتنتظر بفارغ الصبر حل الدولتين واستتباب الأمن والاستقرار من اجل تهجير نحو عشره ملايين يهودي إلى إسرائيل ولكن لوبي اليهود الإعلامي والمالي والاستثماري .... يحول دون اتخاذ قرارات أوروبية صارمة ضد التطرف اليهودي فأوروبا أدانت الإسرائيليين لمرات كثيرة دون إجراء أية عقوبات بحقها من اجل ردعها .
إنني لأعجب من تصريح نتنياهو بإجراءات القبضة الحديدية والتي ستفشل كما فشلت القبة الحديدية برد صواريخ مقاومة غزة من قبلها .... على أفراد يدافعون عن أنفسهم حيث لم تتبنى تنفيذ العمليات الاستشهادية أي حزب أو جماعه فلسطينيه فهل يريد مزيدا من التجويع وهدم المنازل التي ادانتها دول اوروبا والاعتقالات وهل يريد من اعتقال أبناء عائله أبي الجمل وترك أطفالها بالشارع والتي أعمارهم بين السنتين والخمسة بعد اعتقال جميع أفراد أسرهم وهدم منازلهم أن يرسل رسالة للمقدسيين أن من يقلد الاستشهاديين سيكون مصيره مثلهم
إن ما يقوم به نتنياهو هو جرعة من الإرهاب من اجل تحقيق الصمت الفلسطيني والإسلامي والعربي والدولي قبل هدم المسجد الأقصى .... ثم بعد ذلك بناء الهيكل المزعوم مكان الأقصى ليأخذ المباركة الدولية بذلك
فالقبضة الحديدية التي هدد بها نتنياهو لن تقمع الدفاع عن النفس والمطالبة بحق الفلسطينيين في أرضهم التي يعتبرها الإسرائيليون حقا لهم حيث عقد نتنياهو بعد استشهاد أبناء أبو جمل جلسة مجلس وزراء مصغر من اجل القبضة الحديدية أصدرت فيها القرارات التالية:
1/إقامة حواجز على مداخل الأحياء العربية في القدس. 2- حملات تفتيش مخططة مسبقا للأحياء العربية. 3- زيادة عدد رخص السلاح بيد اليهود في العاصمة المحتلة. 4- استجلاب كتيبتين من جنود حرس الحدود للقدس. 5- هدم منازل منفذي العمليات في القدس. 6- إعطاء أوامر بحراسة الأماكن العامة اليهودية في القدس.
هاهي قطعان المستوطنين وبرفقتهم قوات الاحتلال يعتقلون في أراضي الضفة الغربية في20/ 11 الخميس تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية وداهمت مدن الخليل وبيت لحم ونابلس وجنين وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع متعددة من اجل أن لا تنتقل شرارة المقاومة الفردية من القدس إلى سائر أنحاء الضفة
هاهم الإسرائيليون يغضبون من قراءة مجلس النواب الأردني الفاتحة على أرواح الشهيدين من أبناء أبي الجمل ومن حرق العلم الإسرائيلي تحت قبة البرلمان ناسين تدنيسهم للمسجد الأقصى وناسين ضحايا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والمسدسات الكاتمة الصوت للأبرياء في المظاهرات السلمية وبيوت العزاء....وطعن المستوطنين للأبرياء الفلسطينيين وشنقهم وحرقهم وناسين أن المستوطنين هم محتلون وليسوا مدنيين وناسين أن القتلى في الكنيس هم حاخامات يصدرون فتاوي هدم المنازل والاعتقالات وقتل العرب....ومنع قيادة السيارات للفلسطينيين
اعتقد أن هنالك دور أساسي يقع على النقابات والأحزاب والجمعيات والإعلاميين.....ومجموعات التويتر والفيس بوك......والفنانين.....والمنظمات غير الحكومية والمؤثرين أن ينشروا حقائق الصهيونية التي تريد أن تقتلع سكانها الأصليين لان اليد الواحدة لا تصفق كما قال جلالة المغفور له الحسين طيب الله ثراه