حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 45478

إذا أخذ ما وُهِب أسقط ما أوجب ( الجريمة في الأردن )

إذا أخذ ما وُهِب أسقط ما أوجب ( الجريمة في الأردن )

إذا أخذ ما وُهِب أسقط ما أوجب ( الجريمة في الأردن )

24-11-2014 10:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ديما الرجبي
أثار برنامج رئيس التحرير الذي يُعرض على شاشة التلفزيون الأردني الكثير من التساؤلات لدي وأعتقد لدى الكثير منا ايضاً.
ولن نحاول أن نكتب بعاطفة هنا مع أنني كما غيري وكأم شعرت بأم الشهيدة نهى الشرفاء التي قُتلت على يد شاب أراد أن يكون زوجاً لها ولكن النصيب حال بينهم ولم يحول بينهم الموت !!
ووقوفاً على هذا الأمر عزائنا كأردنيين لكِ بابنتنا نهى ونسأل الله لكِ الصبر والسلوان .
هذه الأم المُثقفة المُدركة تماماً لمحيطها لم يغلبها ألم الخسارة على ابنتها وجاهدت ابتلاءها ليصل صوتها إلى جلالة الملك مطالبة بتفعيل حكم الاعدام والذي تم تجميده لاعتبارات جمة .
من هنا نحاول نحن كمتلقين لا أكثر أن نصل إلى أجوبة طرحتها الأم المكلومة بغية أن تُحقق العدالة في من سلبها زهرة عمرها وبكرها نهى.
لفتتني كلمتها عندما قام القاضي المتقاعد احمد النجداوي وأنا أقتبس بقوله "بأن حكم الاعدام لا يحل معضلة مجتمعية اخلاقية تتفشى وقد يؤدي إلى حلقة انتقام نحن بغنى عنها" .
لترد عليه والدة نهى وأنا أقتبس "بأنها لا تُطالب بإعدام أو قتل مئات من عائلته وأنها لا تسعى لتحقيق الانتقام ولا يكفيها إن ارادت ذلك دمهم جميعاً ولكنها تسعى إلى المطالبة في تحقيق العدالة عبر تفعيل حكم الاعدام بحق من سلب حياة ابنتها دون وجه حق مؤكدة بأنها مؤمنة بقضاء الله وقدره ولكن لابد من رادعٍ قضائي لمثل هذه الأفعال التي لا تشبه مجتمعنا الاسلامي الأردني البسيط "
من هنا نقف على مسببات الجريمة دون تنظيرٍ ولا مغالاة وخصوصاً بأن دراسات عدة أكدت حدوث الجريمة الواحدة في الأردن كل ثلاثون ساعة !!
وهذا أمر يستدعي قرع ناقوس الخطر بما يكفي لوضع دراسة ثم حل كي لا نفقد الثقة التامة حتى بأقرب الناس الينا .
نحن نعي الضغوطات المجتمعية والاقتصادية التي تقع على كاهل المواطن الأردني والتي تجعله في مرحلة ما يفقد صبره وصوابه وايمانه والعياذ بالله .
ولكن في الجهة الأخرى أيضاً نُدرك بأن المنظومة الاجتماعية بتكوينها الانساني ليست غابة . ولا نريد ان نصل الى قولنا بأن من أمن العقوبة اساء الأدب . لأننا نشهد على احداث تخطت مرحلة تجاوز الأدب لتصل الى جرائم تقشعر لها الأبدان .
الضغوطات المجتمعية ليست وليدة اللحظة ولكنها تفجرت في أوقاتٍ لم يعد في وسعنا التأقلم معها أو استيعابها. على من يقع اللوم ؟
على الكثير ونلوم أنفسنا نحن أولاً لأننا ابتعدنا عن ما هو أسمى من الظروف التي نعيشها وهو الصبر الى حين ميسرة .
وإن كان للحديثِ وقع السذاجةِ على البعض ولكن قول الله حق .
قال الله تعالى: (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم )). (يونس-107)
وأدرك بأننا القابضين على الصبر بأطراف الوهن ولكن لا شيء يبرر الهروب الى الجريمة والنفس التي حرم الله قتلها دون حق بظروفنا .
الا إذا (أخذ ما وهب فأسقط ما أوجب) وغير ذلك لا مبرر أمام أي من مرتكبي هذه الجرائم .
نحن مع تفعيل حكم الاعدام وتحقيق حكم الله في الأرض ولكن هل وفي خضم هذه الظروف المجتمعية سيكون رادعاً لها ؟؟ الله أعلم .
أعتقد بأن الرادع الأوحد مخافة الله أولاً وأخيراً وأن لا نرمي بأنفسنا إلى التهلكة تحت ذرائعٍ الجميع يعاني منها ، والأهم هل للحكومات أن تغير من نهجها وتراعي احتياجات مواطنيها ومحاولة توفير الحاضنة الاقتصادية الوظيفية المعيشية التي يحتاجونها حتى لا يكون لأحدٍ ما حجة كي يقتل ؟!!!
أعتقد بأن الاجابة لديكم ......
والله المستعان








طباعة
  • المشاهدات: 45478
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم