حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21423

«دليلة والزيبق» .. فضاء زاخر بدلالات المأساة

«دليلة والزيبق» .. فضاء زاخر بدلالات المأساة

«دليلة والزيبق»  ..  فضاء زاخر بدلالات المأساة

24-11-2014 11:21 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - في جديده المسرحي «دليلة والزيبق» الذي قدمه على مسرح هاني صنوبر، ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان المسرح الأردني، أفاد المخرج حكيم حرب من «ميديا» يوربيدس، التي تحوي قصة عشق غير عادية بين بطل مغامر (جاسون) وإمرأة مدمرة ملعونة (ميديا) في تاريخ المسرح، من خلال اقتحام النداءات الخفية لشخصيتها، وإسباغها على تصميم شخصية (دليلة) التي قدمتها أسماء مصطفى، ونفس الأمر مع شخصية (الزيبق) الذي جسده حكيم حرب.
حقق حرب فضاءه المسرحي هذا من خلال بنائيه السطحي والعميق. السطحي: تروي أحداثه حكاية دليلة والزيبق، من الموروث الشعبي، من تاريخ البلاد العربية والإسلامية، وفي السياق تكتشف دليلة بعد كل تلك المعاناة، أن زوجها قد عزم على تركها وهجرها بالزواج من إبنة زعيم الشام في التاريخ القديم، فتأججت رغبة الانتقام في أعماقهما.
أما البناء العميق الذي اشتغل حرب على تحقيقه؛ فقد طرح مفاهيم تكشف عن شخوص تتخلى عن قيمها ومبادئها تحت يافطة الانفلات من الماضي والنظر للمستقبل، حيث امكانية البدء من جديد، في حياة مغايرة عن سابقتها ولكنها زائفة، مؤطرة (بالسلام الاجتماعي والسياسي بين البشر).
وهذا ما تجسد في التوظيف الرمزي للتصميم الدرامي لشخصية (الزيبق) إذ ظهرت حركة هذه الشخصية اكثر قربا من التفهم لقوانين المجتمع وتحالفات قواه ومصالحه، بعيدا عن تصميم الشخصية المتمردة المأساوية التي لا تقبل التراجع الى الخلف كما في تصميم شخصية (ميديا)، والتمرد في شخصية (دليلة)، والتي هي في تشبثها بنمطية حياتها التي نشأت عليها مع الزيبق، يعد صراعا من طرفها تجاه واقع اجتماعي مراوغ تحركه المصالح ليس إلا، فصاغ حرب صراع دليلة على انه معارضة للواقع السائد وقيمة.
تأسس الشكل على تعبير جمالية الصورة أساسا، التي اختزلت حوارات كثيرة، فجماليات الصورة المنشأة بفعل أداء تقنيات الممثل المتناغمة مع كل من تصميم أساليب الإضاءة والصوت والملابس، طرحت دلالات ومعاني لمختلف المشاهد، فضلا عن تواصل المشاهد مع فيض وجداني خاص أثر بشجن وحزن عندما طرحت المؤثرات الصوتية غناء فيروز عن دمشق وبغداد لما لهما من حضور في الوجدان العربي والإسلامي.
محمد القباني كان نجم المسرحية في دور الشخصية السياسية الطامعة للحلول، في السياق، محل زعيم الشام، وأدوار اخرى كان قدمها، بفعل جاذبية حضوره المسرحي حركةً وحواراً.
قدم مختلف الشخوص محمد القباني، وأسماء مصطفى، وابراهيم مدحي، وأحمد أبو صيام، وإياد الريموني، ومحمد المغاريز، وقيس حكيم، وحكيم حرب.








طباعة
  • المشاهدات: 21423

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم