حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 98363

في ذكرى وصفي التل .. يزداد الالم

في ذكرى وصفي التل .. يزداد الالم

في ذكرى وصفي التل .. يزداد الالم

30-11-2014 11:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عيسى عثمان المبيضين
هي تلك الذكرى التي تكبر عاما تلو العام,لتترك وراءاها فجوة الرجل والوطن والمكان والرؤيا,فقبل عام كتبت لوصفي بان الوطن ليس بخير,وبعد عام اكتب لوصفي باننا نحن والوطن لسنا بخير,فمساحة الوطن ضاقت علينا,لتعلن نهاية بعض احلامك ايها الشريف النقي الراقد بدفء دعوات الاردنيين ومن تبقى منهم,فقد اصبحنا شبه رعايا في فوضى ديمغرافية يصعب فيها حتى الحصول على عدد سكان وطنك,واصبحت حواس الدين والوطنية والراي خطوطا حمراء,وقبل ان يرتد الينا طرفنا يصنعون قيادات من الطين والمعجون,تحت مسميات الخبرة والكفاءة وانعدام الانتماء,وليرموا بمن هم مثلك وطنية في غياهب الجب...
وصفي التل الذي قال حينما استشهد هزاع(اذا مات منا سيد...قام سيد),اعذرني يا صاحب الذكرى فبموتكم غاب السيد وكبر الضيف وحمل السيف,واصبحنا كراما على ابواب اللئام الذين لا يجيدون الا بطولة الافلام الكرتونية حينما يتولون المسؤولية,ويتيهون في تصنيفنا,وينعتون وطنيتنا باسوأ ما يقال,ويعيبون علينا هويتنا المسروقه جهارا نهارا,حتى اصبحنا نقترض وجودنا من حقوق ابناء الاردنيات....
وصفي ابن حوران وابن الشمال الاصيل,يا كردي الخال,جمع الله فيك شهامة الاردني ونقاء وصدق الكردي,لتلقى ربك راضيا مرضيا على يد اثم غادر ,وفي جيبك الايسر ستون جنيها وغليونك المعطر مسكا بتراب وطن قد مات من بنوه ورقدوا بسلام تحت التراب,وليخرج علينا بعضهم بعدها متنطحا بقوله(ان الدين لله والوطن للجميع),وقد استوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون تحت مسميات الدولة المدنية والقانون والمساواة,وليبقى الذين يعلمون يرفعون ايديهم بقول امين كل جمعة وخلف الخطيب بان يحفظ الله الوطن من كل مكروه,وليدفن الذين لا يعلمون ايديهم في جيوبهم المدفاه من وطننا كلما قال الامام(رب اجعل هذا البلد امنا مطمئنا).
وصفي ايها القائل (ان الاردن ولد من النار...لم ولن يحترق)ابشرك بان الوطن لم يحترق بحمد الله,ولكني اخشى ان اخبرك بان ابناءه احترقوا صهرا ديمغرافيا وتذويبا سكانيا,وتهميشا واقصاءا ,وانتقاءا للاعور والابكم والاصم,ليسلموهم رايات النيابة والنيافة والسماحة والعطوفة والمعالي.
يارفيق الحسين,ويا صاحب هزاع وحابس,ويا اخو عليا,سالتك ان بقي معك زيت مما غادرت به حالما بضوء سراج,فظلامنا دامس والعتمة قتلت بصيرتنا في وضح النهار,وضعف النظر زاذ بذر رمادهم الممتد من الحد الى الحد,ولم يبق وطنيا الا ذاك وذاك الاشعث والاغبر الذي يؤمن بالله والوطن ويحلم بعودة الاردن المهجر ,والمثقل بالدين وعبث المارين الجدد ,اصحاب الالقاب ,اكلي الخير وناكريه,وهاتكي الستر وفاضحيه...نعم..هم من الجميع اوليس الوطن للجميع؟
وصفي ابقى اكرر قولك الصادق,يا دافع قروض المزارعين,ويا معبد طريق الكرك,وانت تلميذ مدارسها كما السلط,فقد عدت من بيروت تحمل شهادة علم وحلم عربي بان ترى فلسطين حرة عزيزة,وليطردوك من الجيش البريطاني ,ولتبقى العروبي الطاهر محاربا في فلسطين من النكبة الى النزوح,ولكن وجع القدس كبر بموت العظام امثالك,فلم نعد نعرف قدسنا..اهي القدس الشريف؟ام القدس الشرقية؟ام الاقصى الذي لا يصلى به الا باذن وحسن سلوك يمنحه جندي يهودي ,وشهادة ميلاد قديمة تثبت المرض والعجز ؟ واصبحت فلسطين دولة اسرائيل,وتحولت دولة فلسطين الى مقاطعة,واما المقاومة فقد تشتت بين شعب يموت ظلما,وقادة يتنطحون من فنادق الخليج.
وصفي التل..نحن لانزرع ولا نحصد,ونلبس مما لا نصنع,نبكي الوطن كلما مر ربيع او خريف,ونسمع الاغاني الوطنية بالسر خوفا من غضب الجميع,وقد ماتت النساء الحرائر التي تهدب الاشمغة ,وكلما اقتربنا من عمان او كلما ابتعدنا عن قرانا - والممزقة بفعل انتخابات مزورة اهلكت الحرث والنسل - التي تحمل جزءا من وطنيتك,نخلع الشماغ ونصبغ الشعر ولم يعد لنا شوارب كثة كما شاربك الطهور,وحتى نلقى لقمة عيشنا نغير في لهجتنا ونؤمن بوجود الجميع حتى نمرر كلمة السر.
وصفي التل ثلاث واربعون عاما على الذكرى المؤلمة التي يزيدك التاريخ فيها شرفا لانك لم تحمل غيره,ولتمر الذكرى كغيمة خير ولكنهم استطروها في ركن لحظي (تصادف اليوم ذكرى وفاة وصفي التل),وانا لا املك الا ما كتبت ورجائي لله بان يرحمك بواسع رحمته...








طباعة
  • المشاهدات: 98363
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم