03-12-2014 10:23 AM
سرايا - سرايا - يضم المعرض الذي يتواصل في المتحف الوطني الى جانب اعمال رائدين من رواد الفن المعاصر الأردني والايطالي درة وبالادينو مجموعة مختارة من أعمال الفنانين الناشئة من البلدين وخاصة ممن تتلمذوا على يد الفنانين.
وقالت رئيسة معهد غاروزوبر للفنون البصرية في ايطاليا الداعم الرئيسي والمنظم للمعرض روزابيللا جاروتزو بان مؤسستها الفنية العالمية ومنذ عشر سنين مضت «تهدف بصورة رئيسية زيارة الفنانين الإيطاليين لدول أوروبا واسيا واميركا الجنوبية وغيرها وأخيرا زاروا عمان.
وأشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى لهم في الأردن، حيث الطموح بان يؤسس ذلك الحضور بداية لتعاون بين الفنانين الأردنيين والايطاليين روادا وشبابا، انطلاقا من فلسفة المؤسسة الهادفة إلى حث الفنانين للسفر المتبادل عبر الثقافات الفنية المتنوعة لإخصاب التجربة وتعزيز الاحتكاكات الثقافية وهذا هو السر الذي جعل الثقافة والإبداع إنسانية ودولية.
وأشارت الباحثة الفنية الإيطالية المشرفة على المعرض انجلا تشيسبييغا إلى ان فكرة المعرض المشترك لكل من الدرة وبالادينو تركزت على اختيار فنانين من بلدين مختلفين ولكنهما يجتمعان في أجواء ومصادر ثقافية وأكاديمية واحدة.
كما أشارت المشرفة الى أن اختيار الفنان بالادينو جاء بوصفه ينتمي لجيل مهنا رغم اختلاف كل منهما عن الأخر من حيث فلسفة التشكيل وأسلوب الصياغة الفنية، فبينما ينتمي الدرة في أسلوبه إلى المدرسة الفنية الحداثية المسماه بالتجريد الغنائي نجد الايطالي بالادينو ينتمي بصورة رئيسية إلى المدرسة الأسطورية المابعدحداثية، ويشكل ذلك الاختلاف استثمارا ثقافيا مهما للمقارنة بين لغتين فنيتين متميزتين تنبعان من «الأصل التاريخي المشترك، مستدركة، هذا ما جعل اختيار فنان مشابها لأسلوب الدرة في التجريد الغنائي من الايطاليين أمرا مستبعدا وذا مغزى، فجاء اختيار بالادينو ليضيف للمعرض نكهة اخرى تتمثل بالجمع بين استخدام وسائل التعبير التقليدية والتركيز القوي على الشكل ومتانته.
ومن جانب آخر وتتويجا للاحتكاك الثقافي الخصب بين الأساليب والأجيال المختلفة فقد اختار الدرة وبالادينو إلى جانبهم ثلاثة من الفنانين ممن لهم بصمات من التأثر الأسلوبي من قبل كل من الفنانين الرائدين فشارك بالمعرض من الفنانين الأردنيين: لوحات الراحل توفيق السيد، والفنان عمر حمدان ونبيل شحاذة ,بينما شارك في المعرض إلى جانب بالادينو، الفنانون: لوشيو بيرونه وبيبه بيرونه وباسكوالى بالميري.
وعلى هامش المعرض أقيمت محاضرة في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية شارك فيها الناقد الدكتور مازن عصفور والباحثة ومشرفة المعرض المرافقة لاعمال الفنان انجلا تشيسبييغا، واستعرض عصفور في المحاضرة تجربته الشخصية كتلميذ درس يد الدرة منتصف السبعينات مشيرا إلى أن العناية التي كان يبديها لتلامذته ومساعدتهم في دراستهم للفنون الجميلة في ايطاليا.
كما استعرض عصفور في المحاضرة تجربة درة وإبعادها الجمالية مؤكدا على أسلوب الفنان في نهجه أسلوب الغناء البصري والتلقائية الحرة في التعبير الفنين بعيدا عن السرد الروائي والدلالات الرمزية وذلك بخلاف تجربيه نظيره بالادينو الذي اعتمد أسلوب التغبير عن الأسطورة وفي إطار مدرسة ما بعد الحداثة التي دمجت بين صنوف الفنون في تعبير تقني وأسلوبي واحد.
أما الباحثة ومشرفة المعرض تشيسبييغا فقد استعرضت في حديثها مراحل التجربة للفنان بالادينو، مركزة على سعيه للدمج بين فضاءات الفنون المختلفة بقولبة شبه أكاديمية تستهدف تكثيف الدلالات الأسطورية والجمالية في أن واحد.
يشار إلى أن المعرض الذي افتتح برعاية الفنانة الدكتورة وجدان الهاشمي نهاية الشهر الماضي في المتحف الوطني للفنون الجميلة يتواصل حتى 19 /1/ 2015 تحت عنوان (الإرث الفني) وجاء المعرض العالمي المشترك بدعم من معهد غاروزوبر للفنون البصرية بايطاليا و ‹IGAV (Institute) بمناسبة الدورة الرئاسية الحالية الايطالية لمجلس الاتحاد الأوروبي.