03-12-2014 01:33 PM
سرايا - سرايا - حذر سكان وناشطون بيئيون ومسؤولون مما وصفوه ب"هجمة إرهابية" تتسبب يوميا بإعدام واجتثاث مئات الأشجار المعمرة في محافظة عجلون بجزها من سيقانها، ما يهدد بتصحر كثير من المناطق.
وأكدوا أن تحول كثير من الأسر سواء داخل المحافظة أو خارجها إلى تدفئة منازلهم بمواقد الحطب، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء ، أصبح يشجع المجرمين، بحسب وصف مدير الزراعة بالهجوم على الأشجار واجتثاثها من جذورها ،خصوصا الكبيرة والمعمرة.
وأكدوا أن الأشجار ما زالت تتعرض لاعتداءات متكررة ، مطالبين الجهات الرسمية باتخاذ كافة التدابير الضرورية وتشريع القوانين الرادعة لحمايتها، وإنزال أشد العقوبات بمن وصفوهم ب"مافيات التحطيب".
ويقول الناشط الاجتماعي والسياسي عمر الزغول إن الاعتداءات على الثروة الحرجية تنذر بكارثة طبيعية في المحافظة، مؤكدا أن مديرية الزراعة بكادرها المتواضع وإمكاناتها غير قادرة على حمايتها من إرهاب "مافيات التحطيب".
ويؤكد أن الاعتداءات ورغم جهود المحافظ والزراعة والشرطة البيئية ما زالت مستمرة وبشكل كبير وملحوظ ما ينذر بحدوث كارثة طبيعية وبينية، لافتا إلى أن المتاجرين أصبحوا يبيعونها بالسوق السوداء لأصحاب البيوت الفارهة بمناطق خارج المحافظة بأسعار تصل إلى 150 دينارا للطن.
وطالب بإيجاد تشريعات وقوانين بحيث تصل عقوبة المعتدين على الثروة الحرجية إلى الحبس لعدة سنوات والغرامة بمبالغ كبيرة لتكون رادعة .
وأكد عبد الرحمن الزغول من بلدة عنجرة أن تجار الأخشاب قاموا قبل عدة أيام بتقطيع أشجار من السنديان المعمر داخل مزرعته بهدف بيعها، مشيرا إلى أنه أبلغ زراعة المحافظة ، كما قدم شكوى لمحافظ عجلون بالحادثة وعن عملية إعدام الأشجار التي تتم في منطقة حوض سرابيس من أراضي البلدة ،حيث قام المحافظ بتحويل القضية لزراعة عجلون التي حررت ضبطا بالواقعة، متسائلاً إلى متى ستبقى تلك العصابات خارج قبضة العدالة.
وقال محمد مصطفى إن الاعتداء على الثروة الحرجية أصبح ظاهرة تنذر بوقوع كارثة طبيعية في المحافظة حيث بلغت نسبة الاعتداء في بعض الأحراش أكثر من 50% من المساحة الحرجية دون اتخاذ أي إجراء لمعاقبة الفاعلين، مطالباً محافظ عجلون باتخاذ اشد الإجراءات بحق من يثبت تورطه بهذه الأعمال.
وطالب بأن لا يقتصر دور مديرية الزراعة على تحرير الضبوطات ، بل يجب أن يتعداه إلى التنسيق والتعاون مع مختلف الأجهزة من الشرطة والشرطة البيئية والمحافظة وتعزيز الرقابة وتفعيل القانون للحد من تغول هؤلاء التجار على الثروة الحرجية الذين لا يعرفون معنى الانتماء الحقيقي للوطن.
وأعرب الإعلامي منذر الزغول عن ألمه و حزنه الشديدين من تلك المناظر التي أصبح الجميع يشاهدها على جنبات الطرق للأشجار التي تم حرقها أو تقطيعها خلال الفترات الماضية ، حيث ما زالت المنطقة تتوشح بالسواد، مشيرا إلى أن ما يزيد من الأمر ألما واستهجانا أن أكثر من 99% من جرائم الغابات تلك تقيد ضد مجهول وفق تصريحات المسؤولين، داعيا إلى توظيف مئات الطوافين وعمال الحماية المزودين بالإمكانات المادية ،وتطبيق القانون بكل حزم و قوة لإنقاذ ما تبقى من ثروتنا الحرجية، وشن حملات أمنية على مرتكبي تلك الجرائم.
وكان المعمرين محمد الشقاح وسليمان الخطاطبة من بلدة الوهادنة أكدا أن العقوبات التي كانت تفرض على المعتدين على الثروة الحرجية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي كانت صارمة وأكثر ردعا ،بحيث تصل للسجن وغرامات مادية كبيرة إذ يعتبر كل من يعتدي على هذه الثروةمجرماً بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
ودعا مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي الجهات الرسمية والشعبية إلى العمل بروح الفريق الواحد من اجل محاربة الظواهر السلبية التي أصبحت تمارس بحق الأشجار الحرجية في المحافظة، داعيا إلى وضع خطة طوارئ على مدار الساعة لمشاركة كافة الجهات المعنية للحد منهذه التصرفات السلبية التي أصبحت تتكرربشكل شبه يومي.
وأكد محافظ عجلون عبدالله آل خطاب أن الأجهزة المعنية تتابع ملف الحراج للوقوف على المشاكل التي تواجه هذا الملف من عمليات الاستغلال والتحطيب وإضرام الحرائق، حيث تم توقيف عدد من المشتبه بهم وهناك متابعة حثيثة لمراجعة عمليات الاعتداءات الحرجية التي تم ضبطها مناجل استمرار التحقيق مع الذين تتكرر مخالفاتهم.
وكشف أن الحملة التي أطلقتها الأجهزة الأمنية المختلفة استطاعت مؤخرا ضبط عدد من المطلوبين في قضايا حرجية من تقطيع وإحراق للغابات خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى أن المحافظة سبق وان عقدت العديد من الاجتماعات مع نواب المحافظة والوجهاء والأجهزة الأمنية من اجل التعاون وتضافر الجهود للحد من هذه الظاهرة التي تلحق الضرر بثروتنا الوطنية.
وأضاف المحافظ أن الغابات في المحافظة والتي تشكل ما مساحته 34 % من مساحة المحافظة تعد ثروة وطنية يجب العمل على حمايتها من مافيا التحطيب الذين يعملون تحت جنح الظلام للقضاء على هذه الثروة ، مؤكدا أهمية تغليظ العقوبات والعمل وفق خطة منظمة للحد من الاعتداءات على هذه الثروة الوطنية .
وأقر مدير زراعة المحافظة المهندس فياض الحوارات أن الغابات في محافظة عجلون تتعرض لهجمة شرسة من عصابات التحطيب ، ما يتطلب استنفار كافة الجهات الرسمية في المحافظة من الأجهزة الأمنية والشرطة البيئية والمحاكم والحكام الإداريين لحمايتها.
وأكد أن مديرية الزراعة وبإمكاناتها المتاحة ورغم ما يتعرض له عمال الحماية من مخاطر الاعتداء تبذل قصارى جهدها لحماية الأشجار، لافتا إلى أن دورها في النهاية يقتصر على تحرير الضبوطات وتحويل بعضها للحاكم الإداري والآخر للمحاكم،مطالبا بتشريعات تحمي الغابات وتغلظالعقوبات على المعتدين.
وكشف رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة عجلون المهندس هاني بكار أنه تم خلال العام الحالي تحرير ما يزيد عن 270 ضبطا حرجيا بحق مخالفين جراء القيام بتقطيع الأشجار أو الاعتداء على الأراضي الحكومية بعمل مقالع او نقل أحطاب دون رخص قانونية أو حرائق مفتعلة وغير مفتعلة.
وبين أن أعداد الطوافين وعمال الحماية في قسم الحراج يبلغ 45 موظفا ، لافتا إلى أنه تم تعيين 15 عامل حماية منذ شهرين وبشكل مؤقت لخمسة أشهر.
وأشار الى انه تم طرح 4 عطاءات لإنشاء 4 أبراج لمراقبة الثروة الحرجية في مناطق عين جنا وصخرة وعنجرة وعرجان، إلا أنه ولغاية الآن لم يبدأ العمل ببنائها.