حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23094

وهــم الســـلام

وهــم الســـلام

وهــم الســـلام

03-12-2014 02:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمـود الشـــيبي

حكّام اسرائيل يدركون ما يفعلون لأن لدى دولتهم استراتيجية واضحة المعالم، مبنية على الإحتلال باغتصاب الأرض، وقهر العرب، والسيطرة على المنطقة العربية، حسب بروتوكولات حكماء صهيون، وبرؤية تلمودية توراتية. في حين ليس لأي من الدول العربية استراتيجية تناظر الإستراتيجية الصهيونية. لهذا، فقد وقعنا في فخ خديعة الإحتلال الصهيوني بالسلام، وهو الذي أغرق فلسطين بالدماء والقهر، والتجويع والإهانة.
تقاطر العرب مدفوعين بالإرادة الأمريكية لتوقيع اتفاقيات سلام مع اسرائيل. وبرغبة عربية صادقة تم توقيع اتفاقيات سلام مع دولة الإحتلال. وعلى الجانب الأردني، ظنّ المسؤولون، وما ظننـا ، أن قطاف السلام دانية، وأن الثمـر سوف يكون مطواعاً لأيديهم ، وأن الإنتعاش الإقتصادي سيصيب المجتمع والدولة، وكأن اليهود سيمطروننا ذهباً وفضة. لكن ما الذي جرى؟ ازداد الأردن فقـراً على فقـر، وتكبلت الدولة بالديون ، لعدم وجود خطة اقتصادية، وخطط اصلاح اقتصادي وسياسي حقيقي . في حين، ازدادت " اسرائيل" قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية، لأنها تسير على منهج مخطط له حسب الرؤية الصهيونية التلمودية للشعب اليهودي . يخطيء من يظـن يوماً أن " اسرائيل" تسعى إلى السلام، وإلا فما معنى أن تفاوض منظمة التحرير الفلسطينية اسرائيل على الإنسحاب من الضفة الغربية منذ توقيع اتفاقية أوسلو العام 1993 بلا نتيجة؟ وإذا ظل هذا هو نهج الفلسطينيين فسيظلون يفاوضون إلى آخر الزمان. منْ لديه خطة سيكون له منهج، وهذا شأن الإسرائيليين، أما العرب، فليس لهم خطط. إنّ اتفاقيات السلام مكنت اسرائيل من اختراق الجانب العربي، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً. وحـل الدولتين الذي ينادي به العرب لا يتم بالإستجداء بل يُحسـم ببناء جيش عربي قوي تخشاه اسرائيل فتنصاع للقوة.
ومن يظن أن اسرائيل شريك اقتصادي فهو يعمل على تدمير اقتصاد بلده ، ويضع نفسه في فـم الأسد، وهو من الذين يلهثون وراء سراب، أو أنه يجهل حقيقة دولة الإحتلال ، ويجهل الفكـر الصهيوني التلمودي التوراتي. يقـول البروتوكول الأول من بروتوكولات حكماء صهيون :" قانون الطبيعة هو: الحق يكمن في القوة، إنّ السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شيء والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه، لا بد لطالب الحكم من الإلتجاء إلى المكر والرياء ... فالغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ـ ونحن نضع خططنا ـ أن لا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد". لقد حمى عرب الأندلس اليهود وأكرموهم وبوؤوهم أعلى المناصب، لكن رد اليهود عليهم كان بالغدر والخديعة والنكران. إنّ غطرسة القوة الإسرائيلية دعت الإسرائيليين إلى بناء المستوطنات التي ابتلعت القدس والضفة الغربية، وهي ما مكنتهم من العبث بالقدس وتدنيس المسجد الأقصى من دون حسيب، وهي من جعل وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرائيل يهدد الأردن ويقول عبر موقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك" :" سمعت أن الأردنيين يهددون بكل ما يتعلق باتفاقية السلام، وأتعجب إذا كانوا نسوا حرب الأيام الستة، في العام 1967". ونحن نقول له: إنه قد نسي معركة الكرامة، معركة الجيش العربي الباسل.
يكشف استقراء التاريخ اليهودي عن ميلهم إلى الأخذ ـ في مضمار السلوك ـ بما تفرضه المصالح الإقتصادية رغم تعارضه مع ما نسميه بالقيم الخلقية، أعني أنهم يتمسكون بوجهة نظر نفعية متطرفة في أخلاقهم، إلى حد أنهم لا يجدون غضاضة في سرقة الغريب أو الإحتيال عليه واستغلاله أو حتى قتل معارضيهم كما ورد في التوراة.
إنّ سيد الكون محمد صلى الله عليه وسلم لمْ يسلم من شرهم، ولم يستطع التعايش معهم، لأنهم لا يلتزمون بالعهود والمواثيق، فأخرجهم من المدينة المنورة، وقال" لا يلتقي دينان في جزيرة العرب وهو ما حدا بسيدنا عمر بن الخطاب عندما ولي الخلافة إلى طردهم من الجزيرة العربية.
لقد نجح اليهود في إقامة دولة قوية لهم على أرض فلسطين بعد أن شردوا أهلها، لأن الشعب الإسرائيلي والمسؤولين الإسرائيليين يتنافسون في خدمة أهداف "دولتهم" حسب بروتوكولات حكماء صهيون ، والفكر التلمودي التوراتي المتطرف، وفق استراتيجية تشمل كل مناحي الحياة، وبجيش أعـدّوا له كل أسباب القوة. ومقاصدهم لا تتحقق إلا بإبقاء العرب في أشـد درجات الضعف الإقتصادي والعسكري، والتفكك الإجتماعي والسياسي، والتمزق بين كيانات ما أشبهها بحكم عصر الدويلات في الأندلس، والذي انتهى بغرق نصف العرب المسلمين في البحر عند طردهم، وتنصير مـنْ تبقى. قبل خمسة وعشرين عاماً أسقط الشعب الألماني جدار برلين، وأعيدت وحدة الشعب الألماني، فمتى يُسقط الشعب العربي الدولة القطرية العربية، ويُعيد هذا الشعب وحدتـه؟!.








طباعة
  • المشاهدات: 23094
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم