بقلم : أحمد محمود سعيد
قبل ثلاثة واربعون عاما كانوا اخوة يعيشون حول خليج تختلف الدول على تسميته ولكن المحبّة الممزوجة بالطهر البدوي والمصداقيّة العربيّة الأصيلة جعلت من شيوخ وكبار تلك المشيخات المتناثرة على شطئان الخليج يقتربون من بعضهم وروح حكمتهم أنّ في الإتحاد قوّة .
ذلك الخليج هو الخليج العربي إسما ومسمّى وتلك المشيخات المتصالحة مع بعضها تضم ابو ظبي وفيها عائلة آل نهيّان ودبي وفيها عائلة آل مكتوم والشارقة وفيها عائلة القاسمي وعجمان وفيها عائلة النعيمي وام القيوين وفيها عائلة المعلا والفجيرة وفيها عائلة الشرقي ورأس الخيمة وفيها عائلة القاسمي الى جانب العائلات الكريمة الأخرى .
وكانت نظرة شيوخ الإمارات انّه لا بدّ آت ذلك اليوم الذي تتحرر فيه المشيخات من الحكم البريطاني لذلك سارع الشيخ زايد آل نهيّان والشيخ راشد آل مكتوم الى وضع ايديهما معا لتوحيد الإمارات ضمن كيان واحد ودولة تضمّ كافة المواطنين وبدأوا بنسج خيوط الإتحاد منذ اجتماع حكام الإمارات في دبي في شهر شباط عام 1968 وتم الإعلان عنه في اجتماعهم في ابو ظبي في الثاني من شهر كانون اول عام 1971 وسارعت الدولة الوليدة للإنضمام لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتّحدة في نفس الشهر .
قبل اكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد تعاقبت على منطقة الخليج الكثبر من الامم والحضارات فمن الفرس الى الإسلام الى البرتغاليين الى الإنكليز والهولنديين وغيرهم الذين طمعوا في لؤلؤ المنطقة النقي والباهظ السعر وثم خط التجارة النشط بين اسيا وافريقيا الى فجر اليوم الذي تأسس فيه دولة الإمارات العربيّة المتّحدة .
يقوم الإتّحاد على تكريس روح الإتحاد الذي يقوم على مبدأ العدالة والمساواة وتكافئ الفرص بين كافّة المواطنين وبناء علاقة مبناة على الثقة والمصداقية بين المواطن وادارة الحكم واتّصاف الحكّام بتواضعهم ومتابعتهم الحثيثة لإحتياجات مواطنيهم المختلفة .
وقد تطوّرت الحياة المعاشيّة في مختلف الإمارات في الدولة بشكل ملحوظ كما ان التنمية الإداريّة والماليّة والإجتماعيّة شهدت نموّا كبيرا وخاصّة في إمارتي دبي وابوظبي وذلك من النواحي العقاريّة والخدماتيّة المتعلّقة بالصحّة والتعليم والنقل والسياحة وتحاول الدولة تعميم ذلك على مختلف الإمارات وهناك الكثير من المؤسسات الخيريّة التي تقوم بمنح المواطنين والمواطنات والأرامل والمطلّقات والشباب والطلاّب واصحاب الإحتياجات الخاصّة الكثير من المكارم والمنح لتأمين العيش الكريم لهم .
كما تشجّع الدولة مواطنيها على الإبداع والتميّز لذلك لجأت لتنفيذ العديد من المشاريع المميّزة على مستوى العالم كما انّها حازت على الكثير من الدرجات المتقدّمة في الترتيب العالمي لكثير من النشاطات والإنجازات الإقليميّة والعالميّة وحاز الكثير من ابنائها على شهادات تقديريّة محليّة واقليميّة ودوليّة إضافة لمساهمة الدولة في الكثير من المشاريع خارج حدود الوطن لغايات نشر الدعوة وتعليم الأجيال العربيّة وإغاثة الملهوف وحملات الإغاثة والعون الدولي .
وباتت دولة الإمارات العربية المتّحدة مركزا للمؤتمرات العلميّة والطبيّة والهندسيّة والمعارض المختلفة للمواد الانشائية والعقارات والتكنولوجيا والمطاعم واهمّ هذه المعارض فوز دبي بإقامة معارض الإكسبو عام 2020 واستطاعت الدولة بالرغم من طقسها الحار استقطاب السيّاح بشكل دائم على مرّ الأيّام من خلال برامج دائمة ورحلات طيران منتظمة ومستمرة وضمن برامج تسويقيّة تشجّع السياحة الداخليّة والخارجيّة .
وهكذا استفاد حكّام الدولة من روح الإتِّحاد منذ ثلاثة واربعون عاما في تطوير مجتمعاتهم وتنميتها بنظرتهم الثاقبة للتميّز وبوضع الحوافز والجوائز وتسخير وسائل الإعلام المختلفة لخدمة الوطن والمواطنين وراحة الوافدين والقادمين وذلك من خلال العدالة والمساواة واحترام القوانين والتعليمات حيث اصبحت دولة الإمارات يشار لها بالبنان وباتت مهوى كل انسان على ظهر البسيطة ان يُتاح له زيارة الدولة والإستمتاع ببرجها وخورها وجزرها وكل ما فيها .
هنيئا لشيوخ وحكّام دولة الإمارات العربيّة المتحدة ومبارك لمواطنيها عيدهم الوطني الثالث والأربعين لتشكيل اتّحادهم وكل الأماني بمزيد من التقدّم والنجاح والتميّز على مستوى المنطقة والإقليم والعالم .