06-12-2014 10:27 AM
بقلم : نرمين الفناطسة
أحلام ... طفلة الخمس سنوات ... محبّة للعب والحركة ، تضفي بجمال روحها حياة وبهجة ، يحبّها الجميع وكأي طفل ، كانت لأحلام أحلامها الطفوليّة ، كانت الأم شديدة الحرص على أحلام ؛ ربّما لأنّها كانت الإبنة الوحيدة لها ؛ أو ربّما كانت تخاف شيئاً يخفيه القدر لأحلام ، ذات الأحلام التي تكبرها ، أحلام ذات الخمسة أعوام تحبّ الحياة ، تملأ بضحكاتها الطفوليّة المحيط من حولها ، ترى الكون كما يراه من هم بمثل سنّها ، جميل مشرق تحبّ الّلعب ولا تطلب غيره ، لم تتوقف الأم عن محاصرة الزهرة ذات الخمس أعوام بخوفها وحنانها ، وخصوصاً عندما تنطلق إلى الحيّ الّذي تسكنه ؛ لتندمج في اللّعب مع أقرانها ، كان ذلك الحي أجمل ما في طفولة أحلام كانت تنطلق إليه وكأنّه يحتضنها ويعانقها بحب وحنان .
الرسم .. كانت لعبة أحلام المفضّلة ، كانت ترسم بطباشيرها ، على أرض إسفلتيّة ، أمام باب منزلهم ، كانت أحلام ترسم أحلامها الورديّة .. ترسم مستقبلها.. ترسم زهور الحياة .. ترسم الحب والتفاؤل .. ترسم أمً ما انفكّت تحاصرها بخوفها .. ترسم أباً ترجوه ان لا يُسرع كي يعود سالماً لها في آخر كل يوم .. ترسم رفاق الحيّ ترسم الحياة بكل تفاصيلها الجميلة .
لكنّه لم يخطر على بالها أن ترسم صورة للموت الّذي بات يقترب منها ، لم يخطر ببالها أن تتناثر أحلامها في الأفق بلا عودة ، لم يخطر ببالها أن تقع ضحيّة لمسلسل الطيش والتّهوّر المستمر ، كانت أحلام تواصل رسم أحلامها أمام باب منزلها ، عندما إخترق طائش خلوتها بسرعته المجنونة ، لم يعطِ بالاً لأي من اللافتات التي كانت تحذره من السرعة وأُخرى تنبهه بعدم التجاوز ، وأخرى تشير له بضرورة تخفيف السرعة ، لانّه في منطقة مأهولة لكنّ طيش السرعة وتهورها ، لم يجعله يرى زهرةً إفترشت الأرض ، وهي ترسم بوقار وسكينة ، لكنّها يد القدر ، وتناثرت الأحلام التي تلونت بلون الدم ، عندما إصطدمها بسيارته، وكان آخر ما رأته وسمعته أحلام ، صورة وصوت أمها الجزعة الباكية التي كانت تجري نحو إبنتها بشغف ، ظنّاً منها أنّها ستوقف عجلة الطيش ، الّتي إغتالت طفلتها ويستمر مسلسل الطيش ..!!!