07-12-2014 10:18 AM
سرايا - سرايا - عتمد المدرسة الرمزية على تمييز الاشياء من خلال اللون، وترميز الوضعية للحالة المرسومة..كما في أعمال الفنان البريطاني «دانتي روزيتي» فقد جرب الرمزية من خلال لوحة بياتريس. وهي لوحة تذكارية رسمها لوفاة زوجته. وكان هدفه الاحتواء الرمزي لوفاة بياتريس.
في اللوحة لحظة صعود بياتريس الى السماء، وكأنها في غيبوبة، وكان لكل لون استعمله روزيتي معناه الواضح في الترميز.
بياتريس هي حبيبة الشاعر دانتي التي خصّها بالكثير من قصائده ولم يذكر إسمها إلا في القصيدة التي قام بكتابتها بعد موتها في الرابعة والعشرين، وكانت طريق دانتي إلى جنته في الكوميديا الإلهية، وتمثل اللوحة ساعة موت بياتريس.
يلمس المتلقي ذاك الوهج الذي يخرج من اللوحة وكأنها في حالة من الرؤيا والإنفصال الكامل، ولعل من المحير دلالة العصفور الأحمر المتوهج الذي يضع الزهرة في اليدين المتوهجتين.
اللوحة تصور حالة موت، والمحير أكثر هو أن روسيتي، صاحب هذه اللوحة كان أسقط دلالة بياتريس على زوجته اليزابيث، وكان دفن المخطوطة الوحيدة لقصائده كلها في قبرها، ولكنه قام بعد فترة من الزمن بنبش قبرها لإخراج القصائد، وعاش بقية حياته في أزمة عصبية بسبب فعلته.
في اللوحة من الوهج والقوة والرقة ما يحير، وفي كلماته التي اقتبست بعنوان «الأمل الوحيد»، والواضح أن هيئة المرأة لا تدلّ على الحزن، بل على العزلة والإنفصال الكاملين للذات.