حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,12 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5531

الأردن يطلب من 'حماس' إعلان موافقتها على حل الدولتين كشرط لتطبيع علاقتهما

الأردن يطلب من 'حماس' إعلان موافقتها على حل الدولتين كشرط لتطبيع علاقتهما

الأردن يطلب من 'حماس' إعلان موافقتها على حل الدولتين كشرط لتطبيع علاقتهما

05-08-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 

 

 

 

عمان ـ شاكر الجوهري - دولة فلسطينية أم اتحاد كونفدرالي..؟ هذا واحد من أبرز عناوين الحوار الذي جرى مؤخرا بين وفد حركة "حماس" في الأردن، وممثلي الحكومة الأردنية، وفقا لمصادر موثوقة تؤكد أن اللقاء الذي جمع محمد نزال ومحمد نصر عضوا المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، والفريق محمد الذهبي مدير المخابرات الأردنية، ناقش من بين أمور أخرى آفاق الحل الفلسطيني المقبل، وطبيعة العلاقة المستقبلية بين الأردن وفلسطين.

 

 

وبصريح العبارة، تقول المصادر إن عمان قرأت رفض حركة "حماس" استقدام قوات عربية، يعتقد أن الرئيس محمود عباس يريدها مصرية، من أجل الإنتشار في قطاع غزة، بشكل ايجابي، باعتباره يغلق الأبواب أمام مطالب البعض في التفكير باختلاق دور أمني اردني مستقبلي في الضفة، يكون موازيا للدور المصري الذي يعمل عباس على تخليقه، وإن كان بشكل غير مباشر أو مقصود..دون أن يكون ذلك كافيا لطي صفحة وافتتاح أخرى في العلاقة بين الأردن و"حماس".

 

الأردن يرى، وفقا للمصادر، أن مصلحته الإستراتيجية تكمن في حل الدولتين..الفلسطينية والإسرائيلية، وكذلك الأردنية والفلسطينية، في حين أن "حماس" لم تعلن موقفا مماثلا حتى الآن، مكتفية بالتزام الصمت حيال مستقبل العلاقة مع الأردن، وإن كان سبق لها إعلان رفض قرار فك الإرتباط، والمناداة بعودة العلاقة بين الضفتين إلى ما كانت عليه قبل نكسة 1967.

 

وبكلمات أكثر وضوحا، يرى الأردن أن حل الدولتين يحقق الحقوق الفلسطينية، ويضع حاجزا عمليا يحول دون العودة مستقبلا لشعارات اسرائيلية من طراز الوطن الفلسطيني البديل في الأردن.

 

ويبدو أن الأردن طلب رسميا من وفد "حماس" صدور موقف عنها يؤكد على تبنيها حل الدولتين، فلم يجد هذا الطلب التجاوب المطلوب.

 

ما يجعل الأردن معنيا بالحصول على مثل هذا الموقف من "حماس" هو منافستها القوية حاليا على موقع الفصيل الأول في الساحة الفلسطينية، في وقت تمكنت فيه من إنجاز تفاهم استراتيجي مع اسرائيل ممثلا في اتفاق التهدئة، وتواصل تآكل دور الرئيس عباس وحركة "فتح".

 

وتقرأ الإستراتيجية الجديدة لحركة "حماس" في الأردن الآن باعتبارها تعمل على المزاوجة ما بين قدر محدود من المقاومة، وانفتاح سياسي على المحيط العربي، يوظف كمنصة للإشتباك السياسي مع الطروحات الدولية حول القضية الفلسطينية بلغة جديدة.

 

وتدرك "حماس" وفقا للرؤية الأردنية أن اقترابها من الأردن لن يكون على حساب الشرعية الفلسطينية، بصرف النظر عن تآكل دور هذه الشرعية..ذلك أن مصلحة الأردن الإستراتيجية تكمن في ابقاء السلطة الوطنية على قدميها. ولذا، لا يطلب الأردن من "حماس" الإنقلاب على رؤاها التي استقرت، أو إعلان موافقة فورية على كل متطلبات العملية السلمية التي يؤمن بها الأردن. وتضيف المصادر أن الأردن شرح لـ "حماس" كل المتطلبات التي يمكن أن تؤهلها لتكون شريكا مقبولا في التعامل مع تفاصيل الموضوع الفلسطيني، وأنه له مصلحة حيوية في ايجاد حل للقضية الفلسطينية على ارضها، بغض النظر عن طبيعة القيادة الفلسطينية القائمة.

 

القيادات الإسلامية الأردنية يبدو أنها تدرك وتفهم وتتجاوب مع أصول اللعبة، كما حددتها الدولة الأردنية، وهذا ما يتجلى في تصريح غير مباشر للدكتور اسحاق الفرحان، أحد أبرز أقطاب تيار الحمائم في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الذي أشار في تصريح إعلامي له إلى فك العلاقة التنظيمية بين حركة "حماس" والجماعة في الأردن..مؤكدا أنّ "حماس" ليس لها أي تدخل في الشأن الأردني الداخلي، ولا علاقة لها بالحركة الإسلامية الأردنية ولا بجبهة العمل الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد..رابطا بين ذلك والأطماع الإسرائيلية بالوطن البديل، في صيغة يفهم منها ضمنا، وبشكل غير مباشر، أن العلاقة التنظيمية بين "حماس" وجماعة الإخوان قد تمثل مدخلا للوطن البديل، سيما في حالة حدوث تنسيق واسع بين التنظيمين الإسلاميين الأردني والفلسطيني على قاعدة ازدواج تجربة فوز "حماس" بالإنتخابات التشريعية الفلسطينية في الأردن، وهو ما سبق أن صرح به المهندس عزام الهنيدي رئيس كتلة نواب حزب جبهة العمل الإسلامي في مجلس النواب الأردني السابق، ما مثل دافعا لمزيد من التوتر بين الحكومة الأردنية والحركة الإسلامية، مثلت أزمة نواب التعزية، وسيطرة الحكومة على إدارة جمعية المركز الخيرية الإسلامية أبرز تجلياتها في حينه..!

 

انطلاقا من ذلك، دعا الفرحان الملك عبد الله الثاني، والحكومة الأردنية للوقوف على مسافة واحدة من حركتي "فتح" و"حماس"، وأن تفتح العاصمة الأردنية عمّان أبوابها لقادة "حماس" مثلما تستقبل قادة "فتح" من أجل تعميق الحوار بين الطرفين والإسهام في حل الخلافات بينهما..مبديا أمله من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية، ومن الحكومة الأردنية أن يتم التواصل بينهما، لأن الحكمة تقتضي ذلك، حتى وإن كان بينهما خلاف فحلّه يرى أن يتم عبر التفاهم والحوار.

 

الخطوات الأولية التي قطعها الأردن وحركة "حماس" على طريق اختبار النوايا والتوجهات السياسية المستقبلية، وبحث امكانية استعادة العلاقات السابقة التي ربطتهما على مدى أكثر من عقد، قبل أن يتبعه قرابة عقد آخر من القطيعة، يرى محللون اردنيون أنها هي ما ساهم في التوصل إلى قواسم مشتركة بين تيارات الحمائم والوسط والصقور والرابع في إخوان الأردن مؤخرا، كما تجلى ذلك في الإجتماع الأخير لمجلس شورى الجماعة الذي شارك فيه الجميع، وتقرر فيه طي صفحة استقالة ممثلي الحمائم والوسط من المكتب التنفيذي للجماعة، بما في ذلك الدكتور عبد الحميد القضاة، نائب المراقب العام للجماعة..

 

خطوات المصالحة بين الأردن الرسمي و"حماس" أبطلت في هذه الحالة تحسسات وتخوفات تياري الحمائم والوسط من مجاهرة تياري الصقور والرابع بعلاقات تحالفية مع حركة المقاومة الإسلامية، وسحب مبررات مواقف عكست نفسها يوما على لسان سالم الفلاحات، المراقب العام السابق، الذي جاهر بموقف غير شعبي قال فيه "إن ما يربط الجماعة بحماس هو شيئ عاطفي لامعنى له"..!

 

أما الأسباب التي دعت الأردن الرسمي لإعادة حساباته ايجابا بشأن العلاقة مع "حماس"، فقد عكست نفسها على موقفين اردني وفلسطيني رسمي بات يلح على ضرورة إجراء حوار وطني فلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

 

فالملك عبد الله الثاني صرح بعد لقائه الأخير مع الرئيس الفلسطيني الأحد، عاكسا مضمون المباحثات التي اجراها معه، مؤكدا بلهجة جديدة على أهمية توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة تحديات المرحلة، وعلى ضرورة أن يعتمد الفلسطينيون لغة الحوار لحل خلافاتهم الداخلية..معربا عن قلقه تجاه تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية التي سادت خلال الأيام الماضية.

 

ومن جهته، كف الرئيس عباس عن مناوراته التي استهلكت الوقت طوال أكثر من عام ظل خلاله يرفض أو يناور كي يعطل الحوار مع "حماس"..فهو أشار بحضور الملك إلى الوضع المتأزم في غزة، وقال إن الحوار ضروري..مضيفا "لا يمكن أن نقطع الأمل، ونحن نختلف ونتقاتل وخلافاتنا تصل إلى حد ما حصل في غزة، ولكن مع ذلك لا بد من أن نعمل، وليس لنا خيار إلا أن نعمل من أجل ردم الهوة بيننا وبين حركة "حماس".. داعيا "حماس" إلى قبول المنطق والعقل والقانون.

 

هل يمثل هذا تراجعا عن اصراره السابق على أن يكون الحوار الفلسطيني شاملا، وبرعاية عربية، بهدف الإستقواء على "حماس" بفصائل مجهرية موالية له، وبالنظام العربي..؟

 

يبدو أن نتائج القتال الأخير في قطاع غزة قد أقنعت عباس، وحلقات أخرى من النظام العربي، بأن لا أمل له بالعودة إلى غزة، إلا من خلال الحوار مع "حماس"، وبعكس ذلك فإن "حماس" قد تسيطر على الضفة الغربية، كما سيطرت على قطاع غزة








طباعة
  • المشاهدات: 5531
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-08-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم