08-12-2014 12:01 PM
بقلم : يوسف العبادي
لطالما سمعنا وما زلنا عن مجلس النُواب الحالي وما سبقهُ من مجالس متعاقبة وقصص آدائها وما آلت اليه احوال هذه المجالس التي اصبحت كالحكومات ما فتأت تبدأ العمل حتى تنهال عليها الانتقادات والشتائم ثم تبقى بعد ذلك صامده لفتره معينه حتى تجد نفسها في مهب رياح التغيير وهذه الحاله إنسحبت تماماً على مجالس النوّاب المتعاقبه حيث تبدأ عملها على نظام (الفزعه) وسرعان ما يضعف آداؤها ثم تجد نفسها تصارع رياح التغيير ياترى ما هي الاسباب ؟ لنتعرف ولو بالقليل من المعلومات المتواضعة على بعض الحيثيات في هذا الموضوع :
ــ انعدام الثقه ما بين المواطن وهذه المجالس التي هي من صنيعه الحكومات المتعاقبة ومن يتبعها من الاجهزه، فمجلس نوّاب عام 1989 كان خطأ استراتيجي لا يُغتفر بنظر الحكومة والاجهزه الأمنيه مع وجود (القائمه) انذالك رغم انه كان قصة نجاح للشعب، وهذا الموقف كان محرجاً جداً للحكومه ولمن كُلف بمتابعه الانتخابات في تلك الحقبه.
ــ ومن هناك بدأت القصه فقد أصبح التنافس والتسابق على اوجه لقتل اي مجلس او حتى اي فكره قد تؤدي الى ما يشبه مجلس عام 1989. وتاسيسا على ماسبق ومع غياب المسائلة والرقابة أصبحنا نلمس الانهيار والتراجع في أداء الحكومات حيث تفاقمت المديونيه بشكل متسارع وبدأ التفتت الاجتماعي حتى في اشد المناطق المحافظة من وجهة النظر العشائرية تزامن ذلك مع ضعف عام في اداء معظم أجهزه الدولة، وترتب على هذا الموقف ان أصبح الشخص الطامح في الوصول الى مجلس النواب ما عليه سوى التقرب من الأجهزه الأمنيه كونها مفتاحه الى الجنّه، وبعد ذلك يقنع نفسه بأنه نائب شعب ونحن نقول بأنه نائب أجهزه أمنيه يُدار بالريموت أي لوقت العوزه .
ــ ومن هنا إن اردنا ان نحصل على مجلس نواب ناجح وقوي بنظر المواطن البسيط فيجب أن لا تدّار الانتخابات من قبل شخص واحد منصباً نفسه فوق مصلحه الوطن ومدعيا بانه المنظر في الفهم والفهلوية وبالتالي نتحمل كشعب مجلس نواب عقيم يُشكل منتدى للقاءات والمصالح وقضاء لوقت الفراغ وبعدها تحمل يا مواطن، فمجلس نوّاب مقسّم داخلياً فهذا حزب يتبع الحكومه وهذا حزب يتبع للاجهزه الامنيه وآخرون مستقلون يقاتلون للثبات أمام أنفسهم وأمام ناخبهم بأنهم يعملون بفاعلية لضمان العودة مرة اخرى.
لقد وصل الحال في المواطن الاردني بالقول لا نريد مجلس نوّاب من اصله، بل نريد التعامل مع الحكومات مباشره فبنظره ان الامور ستكون ارحم مما نحن عليه الآن
لقد تحمل الاردن الكثير الكثير آما آن الآوان لتصحيح المسار وان نوقف الاستمرار بالخطأ فلم يعد هناك شخص يسكن قلعه حصينه ويتصرف على أهوائه ويقول على لسان سيد البلاد ما لم يقله كعباره مثلاً (سيدنا بده هيك)،(هناك أوامر عليا)،(هناك رغبه ملكيه) وما نلبث ان نجد انفسنا امام انهيار وخراب ساقه الينا ثُله قليله تأتي حقبه من الزمن وتنتهي مخلفه ورائها الدّمار والخراب فأين هو مجلس النّواب الذي يريده الشعب .
.
حمى الله الوطن
وحمى الملك