08-12-2014 12:45 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
العديد من الاستراتيجيات تم اتخاذها من قبل حلفاء الليبرالية الرأسمالية الصهيونية ,وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ,وهذه الاستراتيجيات وضعت لتحقيقها على مراحل ,والهدف منها الهيمنة على العالم ,والتحكم بمصادر العيش والثقافة الانسانية والقيم , تاريخ الحضارة البشرية ..........
أول هذه الاستراتيجيات الحرب الباردة والتي دامت نحو خمس وسبعين عام ,وانتهت بفوز الليبرالية الرأسمالية على النظام الشيوعي الاشتراكي ,هذا الفوز مكن الليبرالية وعلى رأسها امريكا ان تكون القطب الاوحد في العالم ,الامر الذي مكنها من ان تفرض نظامها بالقوة على الاخرين ,لتحقيق الاستراتيجية اللاحقة التي تم التخطيط لها حتى قبل نهاية الحرب الباردة ,وهي تدميرما تبقى من الحضارة البشرية , تحت شعار صدام الحضارات, وبحجة ان تعدد الثقافة والديانة والاعتقاد التي تمنح الهوية للأمم وهي التي تسبب الصدام بين الامم ..........
هذه الاستراتيجية اعتمدت على نظريات عديدة ,ومنها نظرية فرانسيس فوكوياما تحت عنوان صراع الحضارات ,كتاب نهاية التاريخ ولإنسان الأخير 1992والتي تبنتها الشؤون الخارجية الامريكية ,كخطة استراتيجية ,لتحقيق اهدافها التي اصبحت واضحة المعالم .........
وهي هيمنة القوة الليبرالية الرأسمالية العلمانية , وفرض قوانينها وشعاراتها المتحررة من اي قيد من خلال محاربة الاسس التي تقوم عليها الحضارة وهي القيم والتشاريع التي تضبط الحياة المادية وتنميها وتحافظ عليها للإنسان,على عكس مفهوم العلمانية التي تتبنى بما يسمى بالحضارة المادية ,التي تعني تسخيرالعلاقات والقوانين والقوة للمادة والسيطرة عليها واحتكارها , من خلال فرض شعار الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية التي ينتج عنها تجانس نظم الحكم في العالم ,وتجانس القوانين , من خلال المال السياسي وهيمنته,ومنحه القدرة على تجاوز الحدود والقيود مثال (التجارة الحرة ,والخصخصة والاستثمار) ..........
ان من يقراء تاريخ مصدر المقومات المادية للحضارات الانسانية في الشرق(شرق حوض البحر المتوسط) وفضلها في تصديرها للغرب ,ولاحقا تصدير العلم والمعرفة والثقافة للغرب(كون المنطقة العربية هي مهد الديانات) وفضلها في تقدم القارة الاوروبية ,ولا اغفل عن الحضارة الصينية وغيرها ودورها في اثراء الحضارة الاسلامية في الكثير من العلم والمعرفة , هذا هو تاريخ الحضارات ,فتعددها يمكن الانسان من اعمار الارض ,ويغني الانسان بالمعرفة لتتكامل الحضارة الانسانية,وتتقارب من بعضها البعض المفهوم الحقيقي للحضاره الانسانية ..........
وان من يقراء تاريخ الحضارة الغربية المادية ومراحلها والتي لم تكن مستقرة منذ القدم بسبب صراعها مع بعضها البعض ,تاريخ دموي في الداخل وفي الخارج صراعها مع الشرق بدايتا اثناء فترات الامبراطوريات الوثنية كونه بلاد الشمس والعسل ,ولاحقا الحروب الصليبية ,والاستعمار في ظل الليبرالية ألرأسمالية واستعباد البشر في افريقيا وتخلفها لنهب ثرواتها , واحتلال قارات بكاملها والقضاء على شعوبها , ونهب ثروات الشعوب , وحياكة الفتن , وتسخير العلم في التدمير والقتل والتعذيب والهيمنة ,تاريخ عنصري اصولي منذ القدم من الفكر الارسطوي المتعالي الى مسمى العالم الثالث (تصنيف مادي) نتيجة احتكار الثورة الصناعية واستخدامها في نهب ثروات الشعوب ..........
وهذا كله تجده في كل المراحل التي مر بها الغرب من مرحلة العصور القديمة مرورا بالعصور الوسطى والى يومنا هذا الذي اصبح مصير الانسانية سواء في الغرب او في الشرق مرتبط بقوانين العلمانية المادية عدوة الحضارة الانسانية ,وبذلك تتحقق نظرية فرانسيس فوكوياما ( صراع الحضارات ),كتاب نهاية التاريخ ولإنسان الأخير ..........
ان استراتيجية صراع الرأسمالية الصهيونية مع الحضارات اعتمد على عدة مراحل ومنها استخدام القوة ,والاقتصاد لتغيير انظمة الحكم او للسيطرة عليها واستغلالها في تبني القوانين العلمانية المادية,التي تبعد الانسان عن عقيدته وعن تشريعها وعن عاداته وتقاليده,تبعده عن انتمائه ,وواجبه الاجتماعي , قوانين تتدخل في حياة الانسان والأسرة تتدخل في التعليم والتربية ,مرحلة نشر الفساد وسوء الخلق, من خلال وسائل الاعلام التي تنشر الرذيلة وأفلام العلاقات في الفضائيات وغيرها ,وتزيين العلمانية في النفس البشرية وتحررها من القيم بحماية حقوق الانسان ,ومرحلة تشويه عقيدة الانسان ووصمها بالتخلف والرجعية تارة ,ووصمها بالإرهاب الذي يصنعه مكرهم ,وحقيقة الارهاب هنا لإبعاد الانسان عن عقيدته ,ولإبعاد الانسان الغربي الذي ارهقته العلمانية المادية ودورها في تفكك الاسرة وضياع أجيالها بعدما استحوذ عليها وعلى حياتها شيطان العولمة الصهيوني ........
ان مصطلح صراع الحضارات مصطلح باطل ليس له تفسير في الواقع وفيه تجني على الحضارات التي حافظت على الجنس البشري ,والواقع يقول ان هذا المصطلح اتخذ ليكون الصراع مع الحضارات الذي يعني منع الانسان من القيم والأخلاق التي تحلى بها بدايتا نبي الله ادم عليه السلام الى سيدنا محمد عليه وعلى اخوانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام , ,صراع مارسته العديد من الامم فهلكت( سنة الله تعالى في كل زمان),والتشتيت كان من نصيب اليهود قتلة الانبياء والمرسلين ,ليرى الانسان في كل زمان ومكان مكرهم وخداعهم وجشعهم ,ليرى الانسان حقدهم على الحضارة البشرية التي حرموا انفسهم منها وذلك بتدمير اسسها, ولينالوا كره البشرية لهم , ولينالوا العذاب بين الحين والآخر هذا وعد الله تعالى وهذه ايات الله فيهم تتحقق ,ليروا اللعنة التي تلاحقهم في كل زمان ومكان حتى حين نهايتهم جميعا ,في مكان قتلهم للانبياء والمرسلين,الشاهد على جرائمهم الى يومنا هذا........
قال الله جل وعلى على كونه وفي تكوينه ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )والحمد لله رب العالمين .....