09-12-2014 09:37 AM
سرايا - سرايا - يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي ضمن فعاليات دورته الحادية عشرة التي تبدأ يوم غد الأربعاء، مجموعة من أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية من بينها الفيلم التسجيلي الاردني الطويل (المجلس) ليحي العبدالله والذي يشتمل على ابداعات تلبي تطلعات عشاق الفن السابع.
في اول تجاربه وراء الكاميرا يقدم الممثل راسل كرو من اخراجه وتمثيله الفيلم المعنون «عرّاف المياه»، الذي يدور موضوعه حول قصة تسري أحداثها بعد أربع سنوات من «معركة جاليبولي» التي دارت رحاها أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث يؤدي كرو دور مزارع أسترالي يُسافر إلى اسطنبول ليتعرف على مصير أبنائه الذين فُقدوا أثناء تلك المعركة.
ويحضر الفيلم الصيني «الأعز» للمخرج بيتر هو - سن شان؛ وفيه تدور أحداثه حول «وين جون»، وزوجته «جياشوان» الغارقان بمشاغل الحياة في مدينة «شنزن» جنوب الصين. في أحد الأيام، وبينما يلعب ابنهما «تيان بينغ» في الشارع مع أصدقائه، يتعرّض للخطف، لكنهما لا يفقدان الأمل في العثور عليه، وينطلقان في رحلة للبحث عنه، يدفعهما الإصرار والدهاء.
ويستهل برنامج «سينما الأطفال» عروضه بفيلم «طائرات ورقية» للمخرج روبرت كونلي، الذي تدور أحداثه حول الفتى ديلان ويبر، الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، حينما يواجه مأساته الشخصية بعد أن غيّب الموت أمه، وليجد في الطائرات الورقية مساحة للتواصل مع والده الغارق بحزنه على أمه، ما يجعل من الفيلم معبراً لمعاينة القدرة على التجدّد والمثابرة ومواصلة الحياة، أما فيلم «بوي كواير»؛ فيقدم رائعة جديدة للمخرج فرنسوا جيرار؛ هو فيلم درامي عائلي من بطولة النجمين داستن هوفمان وكاثي بيتس. يلعب هوفمان دور «كرافيل» رئيس جوقة غنائية في مدرسة أميركية للموسيقا، يجد نفسه مضطراً إلى تعليم الغناء لفتى يتيم لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره؛ ورغم ما عُرف عن هذا الفتى من تمرّد وانطوائية، إلا أنه يتخطى التوقعات، ويحقق كل ما يتطلع اليه من مجد وشهرة.
ومن بين احدث انجازات السينما في الامارات ياتي فيلم المخرج وليد الشحي المعنون «دلافين»، ضمن مسابقة المهر العربي لهذا العام، وهو قصة تمضي في ثلاثة مسارات، تمتد إلى نهاياتها المفتوحة، وفي ثلاثة عوالم منفصلة ظاهرياً لكنها متشابكة في العمق، حيث تجتمع الأنوثة، والذكورة، والطفولة، في نسيج اجتماعي واحد.
ويتحدث فيلم «بابا نويل» لمخرجه ألكسندر كوفر، عن قصة الطفل «أنطوان» ابن الستة أعوام، الذي يتوق لأن تتحقق أمنيته في لقاء «بابا نويل» ليلة عيد الميلاد، إلا أنه سيكتشف أن مَنْ جاء إلى شُرفة المنزل، ليس إلا لص ينوي سرقة العائلات الغنية في باريس، ولينطلق «أنطوان» بعدها في رحلة مع «بابا نويل» المزيف على أسطح منازل العاصمة الفرنسية، ليتعلم المعنى الحقيقي للعيد خلال تلك الرحلة.
ويناقش فيلم «اسكوبار: الفردوس المفقود» للمخرج والممثل الإيطالي أندريا دي ستيفانو، موضوعا ميلودراما حول بابلو إسكوبار، أشهر أباطرة تجارة المخدرات في العالم، ويلعب دوره الممثل بينيسيو ديل تورو.
ومن بين مفاجآت المهرجان في هذه الدورة مشاركة فيلم طويل للمخرج البحريني محمد راشد بوعلي المسمى «الشجرة النائمة» الحائز على دعم كل من برنامج «إنجاز»، وفيه يحكي قصّة «أمينة» التي تُعاني من شلل دماغي، وعلى والديها أن يحرصا على رعايتها، وهكذا تُلازم الام البيت متفرغة للعناية بابنتها، بينما ينأى الاب عن حياته العائلية، ويغرق في عزلته، ما يُشحن الأجواء بالتوتر، مدفوعاً بيأسه، ووجوده الذي يتلاعب به الأسى. لا يجد الاب نفسه، إلا وهو يمضي في رحلة أمل نحو «شجرة الحياة» الأسطورية، وكل قاصديها مأخوذين بها، وما يحيط بها جارف لا يَعترف بالزمن والفناء، فتستعيد الحياة معناها، وتصحو السعادة التي تسرّبت من بين أصابع العائلة، لتعيش الحياة بامل وحب.
وتشهد عروض المهرجان العرض الاول لاحدث اعمال المخرج المصري داود عبد السيد، وفيلمه «قدرات غير عادية»، والمشارك في المسابقة الرسمية للمهر الطويل؛ فعندما يفشل بحثه العلمي عن القدرات غير العادية في البشر، يُجبر «يحيى» على أخذ إجازة من عمله وحياته المعتادة. سائراً بلا هدف، يستقر في “بنسيون” على البحر تسكنه مجموعة من الشخصيات الطريفة. حين تنمو علاقة حميمية بينه، وبين صاحبة “البنسيون”، ويتقرّب من ابنتها الصغيرة صاحبة «الكاريزما» القوية، يعتقد «يحيى» أنه قد عثر على السحر الذي طالما بحث عنه، فيتراءى له وجود شيء غير عادي داخل الأم وابنتها، وربما بداخله هو أيضاً.
وتحضر السينما الأرجنتينية من خلال فيلم «حكايات برّيّة» الممثل الرسمي للأرجنتين في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وهو كوميديا درامية فريدة من تأليف وإخراج داميان زيفرون. يروي فيها ست قصص لاذعة عن الانتقام، حيث أبطال الفيلم أناس عاديون يبالغون في ردود أفعالهم، وإنزال العقاب بمن على علاقة بأمور مرتبطة بالبيروقراطية، والعائلة، وأعمال الشغب.
ومن مصر يجيء ايضا فيلم المخرج الشاب أمير رمسيس المعنون «بتوقيت القاهرة» الذي يروي ثلاث حكايات تجري في يوم واحد في مدينة القاهرة. «ليلى السماحي» ممثلة معتزلة تبحث عن «سامح كمال» آخر الممثلين الذين شاركتهم دوراً. «سلمى» تواعد «وائل» في شقة أحد أصدقائه بعد استحالة زواجهما. «حازم» تاجر مخدرات شاب، هارب إلى القاهرة من الإسكندرية بعد تورطه مع عصابة هناك، وها هو يقلّ «يحيى» العجوز المصاب بـ «الزهايمر». إنها لحظات مصيرية في حياة ست شخصيات لكل منهم حكايته التي تتصل مع حكايا الآخرين، وتضيء على اكتشافات كثيرة، وقد اجتمع على تجسيد تلك الشخصيات عدد من عمالقة التمثيل في السينما المصرية.
وتُختتم الدورة الحادية عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي بفيلم يُعرض للمرّة الأولى دولياً للمخرج الأميركي روب مارشال بعنوان «في الغابة»، من بطولة كوكبة من النجوم، هم: ميريل ستريب، وجوني ديب، وايميلي بلنت، وآنا كندرك، وكريس باين. وهو فيلم موسيقي لا يخلو من الطرافة حيث قصص «سندريلا» و»ذات الرداء الأحمر» و»جاك وشجرة الفاصولياء» و»رابونزل» تتشابك في حبكة واحدة، حول خبّاز وزوجته، وأمنيتهما بتأسيس عائلة، ولكنها تصطدم بساحرة شريرة ألقت عليهما تعويذة سحرية. وأكد المدير الفني لـلمهرجان مسعود أمرالله آل علي: ان دورة هذا العام تتميز برنامج حافل باحدث انجازات السينما العربية والعالمية التي تغطي ثقافات انسانية متنوعة والتي تحتشد بعروض لاطياف واسعة من الأعمال لمخرجين من داخل وخارج الوطن العربي، حيث تتنوع الرؤى والزوايا التي يتناول من خلالها كل مخرج واقعاً عربياً راصداً المتغيرات التي تعصف بالمنطقة والعالم، حيث تشكّل مجتمعة إضاءات على تلك الجوانب المظلمة مثلما تحفر عميقا في الذاكرة كما يمكن لها أن تكون استعادية لاحداث وقصص وحكايات بليغة الدلالات وهي تستشرف المستقبل كما تراهن على الابتكار والابداع.