حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12353

جميعان يصدر (حدثني قال) .. مقابسات في الرواية

جميعان يصدر (حدثني قال) .. مقابسات في الرواية

جميعان يصدر (حدثني قال) ..  مقابسات في الرواية

10-12-2014 09:55 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - صدر حديثاً للناقد محمد سلام جميعان كتاب «حدّثني قال. مقابسات في الرواية»، تناول فيه واحداً وعشرين عنواناً روائيّاً، بمناهج نقديّة قال إّنها تناسب كلّ عنوان.
يقول جميعان إنّ الرواية أضحت جنساً أدبيّاً مهيمناً على الأجناس الأدبيّة كافّة، ولهذا- كما يبدو له- علاقة بسيرورة الحياة، وتحوّلات النفس الإنسانيّة، ومعطيات الواقع. فالفن الروائيّ، كما يرى، بالغ الثراء والتنوّع، وهو من أكثر الفنون تصويراً للواقع الإنسانيّ وتعبيراً عنه، فهو بخلاف الشعر-الذي ينماز بالذّاتيّة- يستغرق مجموعةً من الحيوات التي يعيشها الإنسان التائق إلى الانعتاق من الرتابة الجامدة والتسليم الأعمى بالأشياء، والتمجيد المطلق للموروث. فسواء صوّر الروائيّ الحياة وما فيها من أحداث، أو استنتج أحداثاً مما يعتمل في بركان الحياة، فإنّه غدا أكثر أمانة من المؤرخ، وأصدق من السياسيّ، وأذكى من الواعظ. ومن هنا نجد إقبال الناس على الاحتفاء بالفنّ الروائيّ-الذي لم يعد في عصر التحولات الكبرى يُقصَد للمتعة والتسلية وإمضاء الوقت- لأنهم وجدوا فيه الناقل لنبض وجدانهم وجَيَشَان انفعالاتهم، والمعبّر عن حلمهم، والمترجم عن أشواقهم، فالرواية موضوع الحياة لا الفرد، والمجموع لا الشخص، وأزهى ما تقدّمه الرواية هو فهم الطبيعة البشرية وتمييز تجلياتها المختلفة بكلّ ما في هذا العالم من إنسانيّة ووحشية، وانبساطٍ وانطواء، وانفتاح وانغلاق، وسوى هذا من متضادات الحياة، ومتعاكس الشعور.
ويجد جميعان أنّ بروز قضايا جديدة في الحياة، سواء ما كان نتاجاً لتفاعل الإنسان مع واقعه عن طواعيّةٍ ورضى، وبفعل الجهد الإنسانيّ الطامح إلى التجديد والتطوير والمستقبل، أو كان ناتجاً عن إكراهات الواقع والحياة، كالعولمة، وثورة المعلومات، مثلاً، قد أسهم كلّه في إعادة الاعتبار للإنسان ليجري في وجوده على نسقٍ جديد. وقد استشعر الروائيّون هذا الهاجس، واستجابوا أو طوّعوا الفنّ ليكون أكثر ملاءمة للواقع الجديد، فأفادوا على صعيد الفنّ من إمكانيّة انفتاح الفنّ الروائيّ على بقية الأجناس الأدبيّة، ومن التقنيات السينمائيّة، وتوظيف التراث، وعقلنة التاريخ، والتمسوا البحث في الهويات الوطنيّة وخصوصيات المكان، وبعث تاريخ الأقليات، والديمقراطيّة وحقوق الإنسان، وغير ذلك مما صار لازماً وضرورياً، لتكون بيئة الفن مواكبةً لبيئة الإنسان، في كلّ مقاماته وأحواله.
ويرى جميعان أن الرواية الأردنيّة خطت مسافاتٍ ملحوظة على صعيد الفن الروائي، فجددت في أشكالها التعبيرية وبناها ومضامينها، وتعددت اتجاهات الروائيين الأردنيين وهم يتناولون الأبعاد السياسية والاجتماعيّة، ولم يعودوا أسارى النموذج العربيّ المهيمن، وخاصة بعد ما شهد الواقع الأردني جملة من التحولات المعرفية والثقافية والسياسية، أثّرت في جملة القيم الفنيّة، وطبيعة النظر إلى الفن والأدب، فضلاً عن تعقّد الحياة الذي أملى على الروائيين النزوع إلى تحليل أعمق لعناصر الواقع الجديد، وهو ما أثرى مضامين الروايات ودلالاتها، وغيّر مسار اتجاهاتها، فابتعدت عن أساليب السرد التقليدية، ولم تعد الإيديولوجيا هي المهيمن على الفن.
يؤكّد جميعان حضور الرواية الأردنية عربياً، وتجاوزها أسوار الجغرافيا المحليّة، ومنافستها على الجوائز المحليّة والعالميّة، فضلاً عن نوالها حظّها من الترجمة إلى اللغات الأجنبيّة.
ويستبشر جميعان بطرق الكتابة الجديدة والصيغ التعبيرية والتصويرية المغايرة لجيل جديد من الروائيين غاير ما قبله من الروائيين، وانشغل بإيجاد ممكنات جديدة وسبل غير مطروقة على صعيدي الشكل والمضمون، فلم تعد الرواية عند هذا الجيل محض تقليد ومحاكاة وولع بريء بالفنّ الروائيّ، وإنما بيئة إبداعيّة جديدة مختلفة؛ رؤيةً وسياقاً ثقافياً ولغةً وبنية، تشتبك مع القلق الذاتي كما تشتبك مع كلّ التحولات الثقافية الجديدة التي أنتجها الواقع المتجدد، بكلّ التباساته الاجتماعيّة والسياسية، وكأنّ البحث عن صيغ جديدة هو بحث عن معنى جديد؛ معنى الذات ومعنى العالم معاً. ولهذا كثيراً ما نجد تداخلاً- في غمرة البحث عن المعنى- بين وجهات نظر متعددة يتداخل فيها صوت السارد بصوت الراوي، وصوت الشخصيات الروائيّة، وهي ظاهرة تعبّر عن الرغبة في الانغمار الكلّي دفعةً واحدة في هذا العالم، الذي تماهت فيه الحدود، حتى بين مشاعر الذات الواحدة.
يمازج جميعان بين الروائيين الأردنيين والعرب، لتستبين للقارئ طبيعة الموضوعات التي ينغمر في معالجتها كلا الفريقين، بما يكشف عن موقع الرواية الأدرنية من الرواية العربية.
يقول جميعان إنّ ترتيب دراساته في الكتاب لا علاقة لها بمكانة هذا الروائيّ أو ذاك، بل يخضع لمقتضيات فنيّة محضة، ليدرس: الرواية الميثولوجيّة للصراع في (قربان مؤاب) للدكتور يحيى عبابنة، وإشكاليّة النص في رواية (يحيى) لسميحة خريس، وصراعات الطبيعة والدولة في (سفربرلك) لسليمان القوابعة، وبذور النضال الوطني في (وادي الصفصافة) لأحمد الطراونة، وصراع القبائليّة والإرساليات في (دير ورق) لمحمد رفيع، والشخصية الروائيّة وعلاقتها بالمكان في (خيط الدم) لجمال أبو حمدان، وأزعومات الموروث وسلطة الوهم في (بندورة الحيّة) لمخلد بركات، وصراع السلطة والمثقف في (التميمة السوداء) لحسام الرشيد، ورمزية الحدث في (أنوار) لطاهر العدوان، والرفض والقلق والإدانة في (الغربان) لهزاع البراري، والمنظور الروائي في (عندما تشيخ الذئاب) لجمال ناجي، وإشكالية الهويّة في (غريب النهر) لجمال ناجي، ودورة الإبداع المعكوس في (لا تغرب الشمس) لفخري قعوار، ووحشية السياسة التي تفترس الطفولة في (بلاد الرجال) لهشام مطر، ومتعة السرد إذ تلتبس بالإيديولوجيا في (اليهودي الحالي) لعلي المقري، ومحاكمة الضحيّة للجلاد في (مطر الله) لهدية حسين، والأبعاد الإيديولوجية في (الطريق إليهم) لهدية حسين، والمحنة الجزائرية في روايتي (الشمعة والدهاليز) للطاهر وطار و(ذاكرة الماء) لواسيني الأعرج، وجرأة الحدث ورمزيته في (ظلّ الأفعى) ليوسف زيدان، والاحتفاء بالجسد والخوف والوطن الغائب في (الطاطران) لعبدالستار ناصر، والجنس سبيلاً للخلاص في (حين مات النهد) لحنا مينه.








طباعة
  • المشاهدات: 12353

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم