حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24408

قبل أن يجف العرق !!

قبل أن يجف العرق !!

قبل أن يجف العرق !!

11-12-2014 04:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه
ما أصعب أن يغادرك من قدم اليك عملاً يوم كان لا يوجد أثر لبعض الناس بلا أجر , وما أصعب أن تواريك الأيام عن قيمة الأحداث وأنت أول السطر حكايه وآخر السطر حكايه ... وما أصعب أن يمنحوك هوية الغرباء وأنت تسكن حنايا وزوايا الأمكنه التي شيدتها يديك وبنتها سواعدك ... ولملمت فيها ثنايا عمرك ... بل بعضنا مات فيها .. وبين مساربها ومساراتها المتعدده رسم الخطوط وأنار الضوء في ظلماتها ....وآخرين جاءوها من أقصى الحدود ... ونزعوا بركتها وبسطوا فيها رياح التغيير التي أكلت كل جمالها الآخاذ ... في زمنها القديم
قبل أن يجف العرق .... كانت الوجوه سمراء ... سطرها لون الوطن , وعمق فرحها الذين بنوا تاريخها بلا تزييف وبلا رؤوس مؤدلجه حرفت الولاء والعشق الى وطن إنهم باعوه بثمن بخس ... وهم الذين شيدوه بالمهج والأرواح ...
قبل أن يجف العرق ...
تنتابني دمعات تحاول أن تتوارى ... لقصة مدينه حولوها الى سلعه والى مهد ... لمراتع الذين لا يعرفون إن للوطن حرمه بقلوب أبناءه الذين ما زال العرق في ملامحهم ما جف منذ العهده الأولى لميراث الذين بنوه وشيدوه بقوافل من الشهداء في كل زاويه من زوايا العروبه ...
قبل أن يجف العرق لن تلين جباه الذين زرعوه حقول من القمح والزيتون , إن لهذه خاصره لا يمسها ضرر ولا يمسها نار وأيديهم تحمل السقايه لماء فيه ملوحه لكنه لشفاه الأحرار عذب لا يدانيه ملح ولا يدانيه غثاء ...
فصبروا وما برح قلبهم عناد لرايه تخفق في كل ميدان ..
لكنهم سيعودون ولو من بعيد ... يرسمون حكاية وطن أحبوه كما كانوا قبل أن تغادروهم لعرقهم الذي ما جف من تعب يئن من وحشة الشمس والبرد والصوت الجهور
ليقدموا لكم وللوطن مدينه فاضله بالكبرياء والشموخ والعز والأنفه ...
قبل أن يجف العرق ...








طباعة
  • المشاهدات: 24408
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم