11-12-2014 04:56 PM
بقلم : رقية القضاة
حين يتطاول الانتربول على علماء الأمة،وبمباركة من بعض الحكام الذين لا يراعون حق الله ولا حق شعوبهم ،وحين يطارد عالم الأمة ومجدد الفقه وشيخ الوسطية إمامنا الشيخ الجليل يوسف القرضاوي ،لانه قال كلمة حق في وجه فرعون جائر،حرق شعبه وسجن رئيسه الشرعي ،واعتقل الحرائر وكسر شوكة جيشه ، واسقط هيبته ،وأطمع اليهود في ارض النيل ،وأحال مصر إلى سجن كبير للفكر والرأي والأحرار
فنقول لأولئك الذين يصولون ويجولون في حمى الأمة ،وقد نسوا سنة الله في الأمم الخالية {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}
فالحمد لله الذي أكرمنا بخير الرسل وإمام الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،وبخير شريعة واعدل منهج شريعة الإسلام السمحة، وتعهد ببقائها وحفظ كتابها الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،وقيّض لهذه الملة السمحاء من يقوم على نشرهاوالعمل على إبقائها متوهجة فاعلة حية في القلوب والضمائر والسلوك فجعل العلماء ورثة الأنبياءوحملهم أمانة نشرها والتجديد فيها والعمل الدائب على إبقاءأحكامها وتشريعاتها فاعلة هادية سهلة ميسرة واضحة عادلة كما أرادها الله جل شأنه وكما تر كها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليلها كنهارها .
فلعلماء آمتنا المخلصين العاملين الذين أقاموا من أنفسهم حراسا لدين الله حفظة لمنهاجه وشرعته حافظين لعهد نبيهم أن يبلغوا عنه ما بلغهم بكل أمانة وإخلاص فلهم نتوجه بخالص التقدير ووافر الإجلال وعظيم العرفان وصادق الدعاء لرب العزة ان لايضيع عملهم وأن يتقبل منهم وان ينفعنا وسائر أهل الملة بعلمهم وجهدهم ،وحريّ بنا ان نجعلهم في المكانة اللائقة بهم من الإحترام والتقدير، واتباع المشورة والفتوى ،والتزام التوجيه ، والذود عن كرامتهم وتسفيه من انتقص من حقهم أوحاول اسقاط هيبتهم فهم الموقعين عن ربنا المتكلمين بلسان رسولنا القائمين على هدايتناوإرشادنا ولقد عرفنا نماذج كثيرة من هؤلاء العلماء الذين لم يلوثوا قلوبهم بحب الدنيا الفانية فنجوا ونأوا بأنفسهم عن الضغائن والتحاسد والتنافس والتكالب على الجاه والمال وغيره من المهلكات.
اولئك هم أهل التقوى الذين الزمهم إياها ربهم فكانوا احق بها واهلها بمنه وفضله سبحانه وهم بذلك أحق الناس باعتلاء منابر التوجيه وقيادة مدارس الفكر وهم أهل الراي والمشورة كلما حزب الأمة أمرأو طرقتها نازلةوهم الذين ينبغي أن يقدموا على غيرهم في ذلك لا ان توضع امامهم العراقيل التي تمنعهم من القيام بما كلفهم به ربهم من تبيان لأحكامه وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر الذي يعد أعظم مهلكات الأمم واجلبها لغضب الله كما أن القيام بحق الله في ذلك مدعاة لرضاه جل وعلا والذي هو غاية مأمول كل مؤمن يبتغي الفلاح لنفسه ولأمته( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)
وعرفنا أولئك الذين لم تخط ايديهم فتوى واحدة يرضون بها الناس بسخط الله ولم تتحرك ألسنتهم بكلمة يحطون بهامن شان أقرانهم لمخالفتهم إياهم في رأي أوفتوى وعرفنا وسمعنا عن الكثيرين من الأفاضل العاملين الذين يرأسون او يشاركون في العشرات من المؤتمرات والمؤسسات والهيئات العاملة على نشر ونصرة وإيضاح دين الله والدفاع عن بيضة الدين وحياض الامة ومقدساتها ونصرة مستضعفيها ومجاهديها اويتصدون لاولئك المارقين أو الفاسقين المضللين المعادين لشرعة الله وأهلها لا يقعدهم عن ذلك مرض ولا كبر سن ولا تعب ولا مخمصة يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيها أقرب فوعينا الأخطار المحدقة بأمتنا وادركنا مخططات أعداءنا من مستشرقين ومستغربين وتجنبنا خطأالمغالاة والتنطع والتشدد في الدين فتفيأنا ظلال اليسر والرحمة والإعتدال بفضلهم بعد الله .
ولكم تأثرنا ورقت قلوبنا وشحذت هممنا ونشطت خطانا في الدعوة إلى الله ونحن نتتبع كلمات اولئك المخلصين الذين اعتلوا المنابر فأبدعوا ونثروا علينا درر الكلام ولآليء الحكم وجواهر العظات فاهتزت القلوب لكلمات الله وهم يسكبونها في أعماقنا فانشرحت لها الصدوروتسابقت الدموع من رقة الوعظ وبلاغة القول وصدق الإحساس .
ولا نقلل من دور أولئك العلماء حفظة كتاب الله الذين وقفوا حياتهم على تعليم كتاب الله وتربية النفوس على هداه فغدت بها محلقة في فضاءات الروح الرحبة سابحة في نهر التلاوة العذب الرائق حاملة مع نبضات القلوب الطاهرة إيقاع الحياة الكريمة لكل ساع إليها وقد أدركوا أن هذا الكتاب العظيم هو سر بقاء الامة وتميزها وروح حضارتها وحصن اخلاقها ومصدر إشعاعها ومنطلق عودتها إلى الصدارة بين الأمم .
لقد عر فنا هؤلاء وسمعنا وقرأناعنهم ما جعلهم محل ثقةأهل الإيمان والصلاح في هذه الأمة ينزلونهم أرفع منزلة يتبعون توجيهاتهم ويستنيرون بمصابيح علمهم وعلى راسهم شيخنا الجليل القرضاوي الذي استخفه فرعون مصر واغراه بلاحقته بسفه وغرور
اللهم احفظ علماءنا وأبقهم منائر هدى ومنابر حق وثبتهم على الحق وأجرالحق على ألسنتهم واجعله في قلوبهم اللهم واجزهم عنا خير الجزاء