11-12-2014 06:06 PM
سرايا - سرايا - تقول الفنانة الفلسطينية المقمية في ايطاليا ريما المزين « قبل البدء برسم اي مجموعة جديدة ابحث واقرأ كثيرا» عن فكرة المجموعة، واصيغ في مخيلتي مفرداتها وتكويناتها كي اترجمها خطوطا والوانا واشكالا على اللوحة بشكل مباشر، لذلك قليلا ما ارسم اسكتشات للمجموعة، يكفي اسكتش واحد في بعض الاحيان لتكون الرؤية واضحة عندي. وعند البدء بالرسم ابقى في حالة اعتكاف في المرسم الى ان انتهي، وأصل الى حالة الاكتفاء الفني من المجموعة لاتوقف بعد ذلك
التقت الراي الفنانه في عمان وكان الحوار الاتي حول تجربتها..
تتناولين موضوع الطفلات والعابها لماذا هذا الموضوع
موضوع الاطفال بشكل عام تناولته منذ سنة، 2011، ومازالت احرص في كل عام على تقديم اعمال فنية تهتم بقضايا الطفل من خلال مجالات مختلفة: (التشكيل، الانستلاشن، الفيديو ارت) حملت هذه الاعمال عناوين مختلفة مثل (اطفال الحرب، لاتسرقوا طفولتهم، الطفلة العروس، اللعب تحت القصف»عن الحرب الاخيرة على غزة 2014»، وجه الحرب، شرانق الحرية، رماد الحرب، كانوا هنا، مجموعة (ن) عن اطفال العراق).
وهذه الاعمال بمجملها هي دعوة انشانية لحماية الاطفال، التي تُغتال احلامهم وطفولتهم من جراء الحروب، الارهاب، الاغتصاب، القتل، وبعض العادات الاجتماعية السلبية مثل الزواج المبكر لاناث، وختان البنات.
هل تنوين التجريب في موضوع اخر؟
بشكل عام ليس هناك تخطيط مسبق لاي عمل فني لدي، فالعمل الفني او المجموعات الفنية التي انجزها هي وليدة لحظتها، ولكن عندما يرتبط الموضوع باقامة معرض محدد، فاقوم بالتخطيط المسبق لفكرة الاعمال، فهناك مجموعتان من الاعمال الفنية، اخطط لانتهاء منهما في عام 2015، شرعت بتنفيذهما منذ الاشهر الاخيرة للعام 2014.
المجموعة الاولى :لوحات فنية تدور حول موضوع (الخيل) وارتباطه بالموروث الثقافي الفلسطيني، وستكون هذه الاعمال ضمن معرض ثنائي مع فنانة عربية، سيكون عرضه الاول في ايطاليا في بدايات عام 2015.
المجموعة الثانية: مجموعة (ثوب ولون ) لتكون ضمن معرض شخصي لي بعام 2015، أوظف فيها مفردة الثوب الفلسطيني، وهي امتداد لمجموعة لوحاتي التي عرضت ضمن معرضي الشخصي تحت عنوان (بالفلسطيني) عام 2013.
هل بالضروره ان يتكئ الفنان على التاريخ او الموروث؟
ليس بالضرورة، فكل فنان له فضاؤه الواسع في البحث والتجريب واختيار مواضيع بعيدة كل البعد عن ثقافته وتاريخه المحلي والعربي.
ولكن بما يخص فني، فانا اتكئ بشكل اساسي على موروثي الحضاري والتاريخي الفلسطيني والعربي بشكل عام، وحتى عندما اتناول اي موضوع او مفردات شكلية جديدة على اعمالي الفنية، احاول ان اصوغها ضمن اطار ثقافتي الفلسطينية، وهذا لايعيب الفنان، بقدر ما يعطي لفنه خصوصية وتفردا.
وهناك مقولة تقول: بقدر توغل الفنان بالمحلية بقدر ما يصل للعالمية.
وانا افتخر بفلسطينيتي، وبقضية وطني العادلة، واتمنى ان اكون مثلته احسن تمثيل في المحافل العربية والاجنبية، والحمد الله حققت تواجدا فنيا على القدر الكافي في ايطاليا، من خلال توظيفي للتراث والحضارة والتاريخ الفلسطيني.
لديك طقس للرسم ام انت تواصلين الرسم بشكل يومي؟
ليست لي طقوس معينة للرسم، ولكن اهم شي ان تكون لدي رغبة في الرسم او ما يسمى (الوحي)، وايضا وجود الوقت الكافي للرسم.
وقد يعتبر البعض ان كلمة (وحي) او (هاجس الرسم) هي كلمة مجازية، ولكن فعلا هناك هاجس يحرك الفنان نحو الرسم، قد يكون فكرة او مفردة شكلية راودت الفنان وراح يرسم صور بصرية في مخيلته، يذهب مسرعا لترجمتها على سطح اللوحة.
وهذا ما يحدث معي، قبل البدء برسم اي مجموعة جديدة ابحث واقرأ كثيرا» عن فكرة المجموعة، واصيغ في مخيلتي مفرداتها وتكويناتها لأترجمها خطوطا والوانا واشكالا على اللوحة بشكل مباشر، لذلك قليلا ما ارسم اسكتشات للمجموعة، يكفي اسكتش واحد في بعض الاحيان لتكون الرؤية واضحة عندي. وعند البدء بالرسم ابقى في حالة اعتكاف في المرسم الى ان انتهي، وأصل الى حالة الاكتفاء الفني من المجموعة لاتوقف بعد ذلك
وابقى في حالة انتظار لفكرة اخرى ومجموعة جديدة.
هل تخضع اللوحة للتعديلات بعض الاحيان وهل التعديلات ضروريه؟
من الضروري ان يعرف الفنان متى يتوقف عن الرسم، ومدى حدود انتهاء اللوحة، نادرا ما اجري تعديلات على لوحة انتهيت من رسمها، لاني ان عدت يمكن ان تختلف الرؤية الفنية والاحساس مما قد يؤدي الى تغيرات كبيرة على اللوحة، ولكن بالمقابل هناك بعض اللوحات التي اغيب عنها لمدة، واعود لانظر لها من جديد فارىمن الضرورة اجراء تعديلات بسيطة ومن هذه اللوحات ما اخذت عليها جوائز مثل:
لوحة (عندما يزهر الحنون) اجريت عليها ثلاثة تعديلات بسيطة، على فترات متباعدة واخذت عليها جائزة افضل فنانة ضمن مشاركتي بالمعرض الدولي المقام في نابولي /ايطاليا 2013.
ولوحة (ماما ميا) التي اجريت عليها تعديلا جذريا على التكوين، واخذت عليها جائزة المرتبة الاولى عن الفن التشكيلي ضمن مشاركتي ببينالي روما الدولي للفنون 2014.
هل انت مياله للون او مزيج لوني معين؟
الالوان بالنسبة لي تتبع الحالة المزاجية وايضا بما يتوافق مع فكرة العمل الفني، ولكن رغم ذلك هناك لون (الازرق المخضر) يقترن باغلب اعمالي الفنية، وايضا اللون الاحمر.
هل من قضية ما ستدافعين عنها في لوحاتك؟
كوني انتمي لوطن محتل يحمل قضية انسانية ووطنية، هذا يضعني امام مسؤوليةكبيرة، بان اخدم قضيتي واكد هويتي الفلسطينية من خلال فني.
وحاولت من خلال معارضي الخاصة والجماعية الذي أشتركت فيها، ان اقدم بالمرتبة الاولى: معاناة ومصائب وآلام وطني فلسطين بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام.
وبالاضافة الى قضايا انسانية: تخصص معاناة المراة من العنف الجسدي والنفسي، معاناة اطفال الحروب، البحث عن الحرية.
ما رايك بالنقد الفني العربي؟
النقد الفني مهم للفنان، ولكن ان يكون نقد بناء، صادر من أناس ذوي خبرة بالنقد الفني، كما اهتم باراء المشاهدين العاديين لاعمالي الفنية.
بماذا تنشغلين الان؟
على الصعيد المهني: اعد للتنسيق لمعرض جماعي عربي ايطالي يقام في نهاية الشهر الجاري 2014، كوني المنسق الفني للمشاركة العربية لهذا المعرض يضمن دول عربية (الاردن، فلسطين، قطر، البحرين، مصر، السعودية، العراق، لبنان).
على الصعيد الفني: احضر لمشاركات فنية 2015، في بداية العام بمعرض ثنائي هنا في ايطاليا يجمعني مع فنانة عربية، اتناول فيها مفردة جديدة وهي (الخيل).
بالاضافة الى مشارة ضمن بينالي (روما ارت 2015) والذي دعيت للمشاركة به من قبل مدير البينالي.
أنت مقمية في ايطاليا كيف ترين تفاعل الجمهور الايطالي مع الفن العربي؟
الجمهور الايطالي متعطش للثقافة العربية، والفن العربي، ويرحبون بالمشاركات العربية، والاقبال الجماهيري لافت وهو ما يبعث على الفخر والاعتزاز.
المزين في سطور
المزين فنانة تشكيلية فلسطينية مقيمة في ايطاليا. حاصلة على درجة ماجستير في التصميم من جامعة حلوان بالقاهرة عام 2008، «تناولت رسالتها توظيف الرموز الأسطورية الكنعانية بالبناء التصميمي للعمل التشكيلي الفلسطيني المعاصر «يتركز نشاطها الفني الأخير، منذ بدايات عام 2011 في ايطاليا. حيث شاركت كضيف شرف عن دولة فلسطين، في فعالية مهرجان باري «المرأة والفن»، لتصبح بعد ذلك منسقا عن المشاركات العربية لهذا المهرجان للعامين 2012 و2014.
اقامت الفنانة ريما المزين (13) معرضا شخصيا، (5)منهم في ايطاليا ولها مايقارب (12) فيلما في مجال الفيديو ارت، ولعل اهم مشاركاتها في المهرجان السينمائي العالمي للأفلام القصيرة الصامتة بايطاليا للعام 2011، وفي مهرجان السينما العربية بمدينة باري للعام 2012 ولها مشاركات عديدة بمعارض وورش فنية في دول عربية وأجنبية، وقد عرضت أعمالها الفنية في :فرنسا، أميركا، لندن، الامارات العربية المتحدة، الأردن، مصر، بلغاريا، فلسطين، ايطاليا وغيرها.
حصلت على الجائزة الاولى في مجال الرسم في بينالي روما الدولي للفنون 2014. ووقعت مؤخرا (بروتكول ثقافي)، اعتمدت من خلاله (مستشارة للنشاطات الثقافية للوطن العربي) في مقاطعة بازيلكاتا الايطالية.في بداية عام 2013 اعلنت جاليري بورتا الايطالية، عن الرعاية الفنية للاعمال الخاصة بالفنانة المزين.
شغلت سابقا عدة وظائف منها: مسؤول للثقافة والفنون بالمركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني بالقاهرة في سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، لمدة عامين 2009 و2010 ورئيس قسم الموهوبين- وزارة الثقافة - غزة/ فلسطين/ 2000 ونائب مدير دائرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة بغزة/ فلسطين منذ عام 2002 الى 2006. وأستاذة جامعية لمادة الخزف عام (2001)، ومادة التصميم عام (2007) بجامعة «الأقصى» غزة/فلسطين.