11-12-2014 06:06 PM
سرايا - سرايا - يعد كتاب (الاستعمار الالكتروني والاعلام) لمؤلفته الزميلة المذيعة عبير الرحباني إضافة نوعية جديدة للمكتبة .
يتحدث الكتاب عن ضعف الإعلام العربي في جوانب متعددة منها الاستقصاء والتحقيقات والتحليلات الصحفية وهذا مؤشر ايجابي من اجل التنبيه لإعادة صياغة الخطاب الإعلامي العربي البديل من خلال إعادة صناعته من خبراء الإعلام للتصدي لشن هجمات مضادة لمواجهة الإعلام الغربي بمشاركة قوى وطنية تدرك بعمق طبيعة المرحلة التاريخية التي نمر بها للنهوض الحضاري.
تناولت المؤلفة الجرائم الالكترونية كمواقع الانتحار عبر الانترنت وجرائم زعزعة العقيدة وضربت مثالا عن الفيلم الأخير المسيء للرسول.
ركزت الزميلة الرحباني على بعض العناوين المهمة ابرزها ضعف الإعلام العربي أمام الاستقصاء والتحقيقات والتحليلات الصحفية وعجزت عن شن حملات مضادة لمواجهة الإعلام الغربي لمفهوم الإرهاب والإرهابيين.
الباحثة قدمت معلومات ثرية عن خطورة الاستعمار الإعلامي وتداعياته على الأمن الوطني والقومي للدول والشعوب ، كما سلطت الضوء على ظاهرة الاستعمار الالكتروني وربطة بظاهرة العولمة الإعلامية وبالذات الإعلام الجديد والبحث عن البديل المطلوب والذي يقدمه خبراء الإعلام دون إن يوظف لخدمة أصحاب رؤوس الأموال والقوى الاستعمارية الامبريالية الفاحشة محاولة لإرساء مفاهيم التطور التكنولوجي والعولمة والجرائم الالكترونية والإعلام الجديد والنفوذ الصهيوني وصولا إلى الإعلام المعولم وتأثيره على العقول الضعيفة وبينت الصعوبات التي واجهتها في تأليف الكتاب.
سعت المؤلفة إلى التنبيه إلى الاستعمار الجديد الذي يحاول طمس لغتنا العربية وثقافتنا وحضارتنا وقيمنا ومبادئنا وسلوكياتنا.
واشارت الباحثة الى الهجمة الإعلامية التي يشهدها العالم عبر الاحتكارات الرأسمالية الإعلامية التي نظمت صفوفها وما زالت تعمل وفق أجندات خاصة ضد المجتمعات الإنسانية في مجال الإعلام والسيطرة.
جاءت مضامين الكتاب معبرة للانحياز للقضايا الوطنية كونه يجعل القارئ يقظا أمام محاولات الاختراق الخارجي للقيم والأفكار الوطنية والنضج العلمي حيث قدمت عملا علميا جادا وبحثا أكاديميا حقق الأهداف المطلوبة والمرجوة منه معلومات جديدة وثرية عن خطورة الاستعمار الإعلامي وتداعياته على الأمن الوطني والقومي للشعوب.
يتحدث الكتاب عن الإعلام بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص وعن الأردن أكثر خصوصية انحياز صادق للدفاع عن القضايا الوطنية كونه يجعل القارئ يقظا أمام محاولات الاختراق الخارجي للقيم والأفكار الوطنية.
إن الكتاب له اهمية وقيمة توعوية للتحذير من ممارسة الإعلام الذي تمتلكه الشركات الكبرى التي تسيطر على العالم وتتحكم به بسهولة وخاصة بعض الفضائيات التي اتخذت دورا محرضا وحجبها لدقة الأحداث الأخيرة في العالم العربي.
واشارت الباحثة الى ان قصور الاعلام العربي عن تأدية واجبه وفق رؤية استراتيجية للاعلام العربي المشترك.
كما تناول الكتاب مظاهر العولمة وانعكاساتها السياسية والثقافية والاقتصادية واستخدام وسائل الاتصال الحديثة والمتطورة وتعتمد بعض القنوات الاجنبية في التركيز على تناول الموضوعات لاغراض الرعاية الداخلية والخارجية وشن حملة مكرسة لتشوية صورة العرب والمسلمين وترسيخ الكراهية والعنصرية.
ركز الكتاب على التحدي الذي فرضته هيمنة المجموعات الاعلامية العالمية الكبرى ونفوذها وسيطرتها على مسار الاعلام والمعلومات في العالم مما جعل الدول المتقدمة تستمر في احتكار تكنولوجيا الاتصال الحديثة وتحقق من خلالها مصالحها في الاختراق الاعلامي والترويج لمظاهر العولمة وما تحمله من اهداف سياسية وثقافية واجتماعية وهذا ما تسعى اليه الولايات المتحدة الامريكية من خلال سيطرتها على معظم قنوات البث الفضائي المباشر ووسائل اعلام العولمة لتبشر مظاهر وتوجهات العولمة في مقابل ضعف البث الفضائي العربي على مواجهة مثل هذه التحديات.
كما اشار الكتاب الى تطور تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات وانعكاساتها على عولمة الاعلام وما لهذه الوسائط من دور كبير في عملية توجيه المتلقي بما يتماشى وينسجم مع الاطار الفكري لصانعي ومنتجي وسائل الاتصال الحديثة وانعكاساتها على البث الفضائي من خلال اقمار الاتصال.