سرايا - سرايا - تتواصل في دبي فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يحتفي بابداعات وتجارب الفن السابع في سائر ارجاء العالم من خلال عرض أفضل واحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية الموزعة على اقسام المهرجان المتعددة.
وجرى في حفل الافتتاح الذي شهد تسليم جائزتي الانجاز للممثل المصري نور الشريف تكريما لدوره في اثراء السينما العربية بالوان متعددة من الاداءات اللافتة وللمغنية الهندية آشا بوسلي تقديراً لمسيرتها الفنية الزاخرة وما قدمته للسينما الهندية من صوت عذب، عرض الفيلم البريطاني المعنون (نظرية كل شيء) للمخرج جيمس مارش المرشح لجائزة الأوسكار، وفيه يجري تناول جوانب من السيرة الذاتية التي تتناول حياة أشهر عقل إنساني هو العالم الفيزيائي والباحث في شؤون الفلك والكون ستيفن هوكينغ في تركيز على علاقاته الانسانية وتعايشه مع بيئته التي الهمته الكثير من الرؤى والأفكار ، والفيلم مفعم بقيم الحب والايثار والتضحية، حيث يمزج العمل بين النظريات العلمية المعقدة وتلك النزعات الإنسانية الجارفة في توقها المتين الى البحث والارتقاء والتفاعل مع تطلعات العقل البشري في المعرفة رغم كل العقبات.
وأوضح رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة في الحفل ان المهرجان حقق طوال الأعوام الماضية، بنية خصبة في إيجاد ثقافة سينمائية نشطة في المنطقة، لافتا ان هدف المهرجان منذ البداية كان تشجيع صانعي السينما والمساهمة في تطوير صناعة السينما محلياً وعربياً، مشيرا الى ان الدورة الحادية عشرة هذا العام مليئة بتلك الإنجازات من الأعمال السينمائية التي حظيت بدعم مبادرات برامج المهرجان.
واكد ان المهرجان بات يشكل منصة للمخرجين العرب لعرض إبداعاتهم أمام الجمهور العربي والعالمي للتعرّف عن قرب على قدراتهم واستيعاب محتواها الذي يعكس الكثير من جوانب شخصيتنا ومجتمعنا العربي، وهو أيضاً منصة لعشاق السينما في دولة الإمارات للإطلاع على أفضل ما أنتجته السينما طوال هذا العام، وفرصة لعرض قدرات وإمكانيات دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
واستقطب المهرجان هذا العام اشهر صناع السينما من ممثلين، ومخرجين، ونقّاد، وكتّاب سيناريو، ومنتجين، وخبراء من شتى أرجاء العالم، والذين سيحتفون هذا العام بالسينما مثلما يشاركون في جلسات حوارية ومؤتمرات وندوات وورش في مسعى للاحتكاك بين طاقات تعبيرية لبناء علاقات عمل مشتركة، حيث يشارك في المهرجان 118 فيلماً من 48 دولة، من بينها الاردن التي تشارك في مسابقة المهر العربي بالفيلم التسجيلي الطويل (المجلس) للمخرج يحي العبدالله الذي سبق له ان فاز قبل عامين بثلاث جوائز من المهرجان ذاته عن فيلمه الروائي الطويل الاول المعنون (الجمعة الأخيرة). ومن بين العروض اللافتة جاء الفيلم الأسترالي المسمى (عراف المياه) للمخرج والممثل راسل كرو الذي يصور حكاية مستمدة عن وقائع حقيقية عن رب اسرة ابان حقبة الحرب العالمية حيث تقاتل القوات الاسترالية على جبهة الدردنيل في تركيا ياخذ على عاتقه عملية البحث عن ثلاثة من أبنائه الذين انخرطوا في هذه الحرب ليكتشف على ارض المعركة ان احد أبنائه ما زال على قيد الحياة.
والفيلم الذي انجز بقالب من الملحمية التي تحتشد بالمعارك والمجاميع يقدم رسالة إنسانية تدعو الى الوئام والتسامح بين الثقافات المتباينة بعيدا عن نزعات الحروب واكلافها الباهظة من زهق للأرواح والممتلكات ودمار وفقدان الاحبة.
اما الفيلم العراقي (رسائل الى الملك) للمخرج هشام الزمان ففيه يتتبع رحلة يقوم بها عدد من اللاجئين المقيمين في النرويج الى العاصمة أوسلو، تبدو فيها تلك الحالات الصعبة من اوجه المعاناة والمحنة وهم داخل اوطانهم الام التي حتمت عليهم الفرار الى هذا البلد الأوروبي ثم قادتهم الى مصائر قاسية والتي تبقى تحمل ندوبا وبصمات على حياتهم الجديدة في هذا البلد البعيد.