14-12-2014 11:15 AM
سرايا - سرايا -لو نظر المشاهد إلى هذه اللوحة في سياق زمننا الحاضر أو بمعايير الرسم السائدة لضحك من سذاجة موضوعها، رغم أن هذا كان يُعتبر موضوعا جريئا في منتصف القرن التاسع عشر.
كانت المرأة الخاطئة موضوعا مفضّلا في الفنّ الفيكتوري. وكان الرسّامون من تلك الفترة، وبالنسبة للرسّامين ما قبل الرافائيليين، كان هذا موضوعا مفضّلا بسبب تأثير الكنيسة عليهم وقانون الأمر بالعفّة.
في اللوحة يرسم هانت رجلا وامرأة داخل غرفة. المرأة التي ترتدي فستانا ابيض طويلا موشّى بالحرير، عيناها الواسعتان تنظران بعيدا خارج فراغ الإطار أما الرجل فيلبس سترة غامقة ويستند على كرسي. انه ينظر إليها باستغراب وهي لا تردّ على نظراته.
الأثاث في الغرفة باذخ، زخارف كثيرة على الجدار والسجّاد الأحمر. وبيانو بجواره نوتة موسيقية، ومرآة ضخمة تملأ الجزء الأيسر من اللوحة وينعكس عليها جانب من شخص المرأة من الخلف.
من الواضح أن كلّ احتياجات المرأة المادّية في البيت وفّرها الرجل وهما يجلسان معا ويعزفان على البيانو ، النوتة الموسيقية على البيانو هي لأغنية بعنوان «في سكون الليل». كانت هذه الأغنية مشهورة في ذلك الحين، كلماتها تتحدّث عن الفرص الضائعة والذكريات الحزينة عن ماض أكثر سعادة.
يريد الرسّام قراءة أن المرأة في اللوحة هي خليلة الرجل، لكن يبدو أن «طيفا مقدّسا ما» ظهر لهذه المرأة على غير انتظار، ويُفترض انه سيغيّر حياتها وظروفها ويساعدها على أن تعيش حياة صلاح وتقوى.
اللوحة مليئة بالرموز والإشارات، الموديل في اللوحة هي آني ميللر رفيقة الرسّام. كانت تعمل في بيته. ثم لم يلبث أن عرض عليها الزواج وأن تترك حياتها الماضية لكي تعيش معه بكرامة، ولكنها لم تعمل بنصيحته. وعندما أراد الحجّ إلى الأراضي المقدسة، فلسطين تركها في عهدة احد زملائه وأوصاه أن يحافظ عليها.