15-12-2014 10:12 AM
سرايا - سرايا - يفتتح غداً معرض «وجوه مدينتي-2» للفنان هاني حوراني في جاليري رؤى32 للفنون.
يضم معرض «وجوه مدينتي»، وهو الثاني للفنان تحت ذات العنوان، خمسة وعشرين عملاً فنياً عن مدينة عمان، معظمها ذات أحجام كبيرة، ومنفذة بمواد مختلفة على القماش أو الخشب،ويستمر حتى منتصف كانون الثاني 2015.
قال حوراني «وجوه مدينتي» مشروع لايتحقق لمجرد تنفيذه، مرة واحدة، على شكل معرض شخصي او أكثر، ولا بمساهمة فنان فرد، اذ هو «مشروع فني- ثقافي»يتطلب من الفنانيين المؤمنين بجماليات عمان أن ينخرطوا فيه، ليس فقط لأن المدينة تستحق مثل هذه الجهود، ولا لمجرد التعبير عن الإنتماء المكاني لفناني عمان، وإنما لأن تجسيد «وجوه عمان» في أعمال وتصاوير فنية هو أحد وجوه إحياء الفن الحضري، وامتداد اصيل له. وبهذا المعنى فإن هذا المشروع يندرج في صلب الحداثة الفنية والثقافية والحضارية.
يضيف «جماليات عمان هي مزيج من هبة الطبيعة وفعل الإنسان، فهي ليست نتاج التخطيط الحضري المسبق، ولاعبقرية مهندسي العمارة، وإنماهي أساساً نتاج مزيج من «عبقرية» الناس العاديين وهم يصعدون المزيد من التلال المحيطة بوادي عمان، سعياً وراء مسكن ملائم ودائم لهم ولأسرهم ولذريتهم من بعدهم، وبين عبقرية المكان، أو جمالياته الطبيعية والطوبوغرافية، والتي أعطت عمان طابعها الخاص كمدينة «الجبال السبع».
«وجوه مدينتي» نسخة جديدة، تحاول أن تكمل، لا أن تكرر، النسخة الأولى منه، فلأن «وجوه مدينتي» هي بالنسبة لي مشروع متعدد الأبعاد والمعاني. فمن خلال الأعمال المنفذة في هذا المعرض (والمعرض الشخصي الذي سبقه) جرت محاولة أزعم انها مبكرة لتوليف جماليات الصورة الفوتوغرافية مع جماليات اللوحة التشكيلية، عن طريق الجمع ما بين كثافة التفاصيل (في الصورة الفوتوغرافية) وبين كثافة المادة الصبغية (والتي تتجاوز الألوان إلى مفهوم المواد المتعددة) لتنتج من هذين المزيجين لوحة حداثية تنتمي إلى ما يمكن تسميته «بالفوق واقعية».
أحد المعاني التي يرمز لها مشروع «وجوه مدينتي» بحسب الفنان يرمي إلى إعادة الإعتبار إلى المشهد الحضري والمشهد الطبيعي ، اللذين لم يتحقق لهما الحضور الضروري في المشهد التشكيلي الأردني المعاصر، ربما بسبب الإندفاع الجماعي إلى «حرق» المراحل الفنية، والقفز عن الموضوعات و»الثيمات» الفنية التقليدية، مثل «المشهدالطبيعي»، و»الطبيعة الصامته» و»البورترية» إلى لوحة اللاموضوع، وإلى الفنون غير التشخيصية والمجردة، وغيرها من الإتجاهات التي لم تنضج مقدماتها عند العديد ممن تصدوا لها.
حوراني فنان تشكيليي من جيل الستينيات. ولد في الزرقاء عام 1945. تناوب على اهتمامات عديدة خلال حياته، فقد مارس الرسم في شبابه المبكر، وكان أحد مؤسسي «ندوة الرسم والنحت» عام 1962، وأقام خلال الستينيات ثلاثة معارض شخصية لأعماله، قبل أن تقوده حرب 1967 إلى التفرغ للعمل كناشط سياسي. تلقى عدة دورات في التصوير الفوتوغرافي في بيروت وموسكو في منتصف السبعينيات. وكان قد مارس خلال السبعينيات والثمانينيات العمل الصحفي والكتابة النقدية في الصحف اللبنانية والعربية.
له ما يزيد على 20 معرضاً شخصياً، تتوزع ما بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى مشاركاته في معارض جماعية داخل الأردن وخارجه،آخرها مشاركته في بينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية، دورة 2009/ 2010 القاهرة، وفي متحف المنامة للفنون التشكيلية، البحرين،2011..