21-12-2014 05:07 PM
بقلم : د.م عبدالحفيظ الهروط
الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله إلى يوم القيامة بأن جعلنا أردنيين ومسلمين: الذي أصبغ علينا نعمة وجود الأردن منذ الأزل في بلاد الشام، لكي تكون أرض المنشر والمحشر بنهاية الدنيا الفانية ليعود الإسلام الوسطي على منهاج النبوة المحمدية الوسطية ذات العدل والمساواة والتسامح من خلال ترابط سور القرآن العظيم: العنكبوت والروم، والأسراء والكهف على أرض بلاد الشام. باعتباره من أوائل دول بلاد الشام في انتشار الإسلام بتوأمة سرمدية مع بيت المقدس بوابة السماء والأردن مفتاح بوابة حوار الأديان والحضارات مما أفرز إنساناً مميزاً في البذل والعطاء من شتى الأصول والمنابت بنى حكماً للهاشميين بعقد اجتماعي متين ما يقارب قرناً من الدهر وكما جاء في القرآن العظيم في سورة الأسراء بقوله تعالى :" ولقد كرمنا بني آدم وحملانهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلاً". والصلاة والسلام على سيد الخلق وبوابة الله في الهداية الذي بشرنا بإنسان بلاد الشام المميز وشعوبها هم نصرة الله على الأرض ؛لقوله صلَى الله عليه وسلم :((أهل الشام سوط الله في الارض ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء، وحرام على منفاقيهم أن يظهروا مؤمنيهم ,ولن يموتوا إلا هما أو غيظا أو حزنا)). لذا تعد أرض بلاد الشام وفلسطين والأردن مباركة كونها أرض الأنبياء والمرسلين، وارض الأسراء والمعراج، وقبلة المسلمين الأولى وفيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين التي تشد إليها الرحال، وأرض الحشد والرباط، لقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
وما سر ثبات الأردن وتنعمه بالأمن والاستقرار في ظل إقليم مضطرب وملتهب في النزعات والفتن والمحترق بنيران الحروب التي أكلت البشر والشجر والحجر حتى لا تبقي ولا تذر، وشياطين الأنس المتربصين به من أمثال: إبليس الدنيا (الشيطان الرجيم هو الصهيوني المتطرف الذي ورثه عن اليهودي الوثني هيرتزل الذي وضع دستور الإرهاب المنظم عام 1897 في برتوكولات صهيون وأول ممارساته على السلطان عبدالحميد الثاني عام 1909، وثاني ممارساته على الهاشمين الشريف الحسين بن على عام 1916 بواسطة حكومة جلالة الملكة، وكانت الممارسة الثالثة على الملك عبدالله الأول عام 1932-1948،وتتابعت ممارسات هذا الارهاب المنظم على الهاشميين والدولة الأردنية بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام إلى يومنا هذا وحتى أن يرث الله الأرض ومن عليها). ثم وظف هذا الابليس الحركات التكفيرية في هذا الارهاب بالوساطة عن طريق الغرب والشرق بأسلوب مختلف عن طريق تزاوجه مع الدين وباسم الدين، معتبراً هذا المخلوق الذي طغى، والذي غوى، والذي بغى، والذي شطن بمعنى ابتعد، وبعضهم قال: الشيطان من شاط، بمعنى احترق، احترق بنار البُعد، شقي بالبعد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((فالناس رجلان رجل بَرَّ تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله)).
هذه المقدمة هي حملت هذا العنوان، فالأردن ثابت الأركان، مستقر الأمن والامان الذي منحه رب البلاد والعباد والإلهام الذي أعطاه لنظام الحكم الشجاع غير المتعطش لحب الكرسي بالدماء لقوله تعالى:" له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال "، وبشعبه الأبَي المرصوص البنيان، وجيشه القوي العنفوان في إرساء السلام على أصقاع البلدان، وأجهزته الأمنية في تقديم النصح والإرشاد لصاحب القرار، وعدم الخوف من إبليس الجبان، ونبذ التسول من نفط الإخوان مقابل حماية الأوطان، وقد أخذ نظامه ثورة البوعزيزي المجيدة قبل اربع سنوات في الحسبان، واخذ الدروس والعبر لما يدور حولنا للجيران. وبناء على ما تقدم؛ فقد أعاد (نظام الحكم الرشيد غير الدموي الفريد، وتماسك الشعب الأردني الأصيل، والجيش الصامد في حماية الوطن العزيز، والمضي قدماً في وضع التشريعات الصائبة في حماية المواطنين وخاصة في حماية العلم والمعلمين) سيرة الأردن الأولى في سدنة قيادة الشرق الأوسط ومحجاً لتقديم النصح والإرشاد في القول والعمل لزعماء وشعوب العالم: بان تجفيف منابع الارهاب هي في حل مشكلة اغتصاب فلسطين: متضرعين بالدعاء لرب البلاد والعباد بالقول: لا إله الا الله الجليل الجبار، لا إله الا الله الواحد الاحد القهار، لا إله الا الله الكريم الستار لا إله الا الله الكبير المتعال: بأن ترفع عنا الفقر وتمررنا على الصراط، وتحرم علينا من دخول النار، وتحفظنا من ضغطة القبر ومن غضب السلطان الجائر والظالم. لان الله علاَم غيوبنا وهو القادر الوحيد على أن يستجيب لدعائنا هذا إنه نعم المولى ونعم النصير.