24-12-2014 04:34 PM
بقلم : رياض خلف النوافعه
تستعدّ أغلب العائلات الأردنية لوجبة جديدة من اختبارات الثانوية العامة التي بدأت طبولها تقرع بعد لمسات ساحرة اتخذتها الوزارة في الفترة الأخيرة لتعيد للاختبار مجده الوطنيّ وعذريته التي خدشتها الواسطة والمحسوبية وضعف الإدارة العامة والنفوس الضعيفة التي تتراخى أمام إغراءات الحياة ولو كان ذلك على حساب الوطن وسمعته العربية والدولية. ومع ذلك ما زالت الأسر الأردنية تستنزف من رصيدها العاطفيّ وتخسر درجات من المرونة والتأني في ظل سيطرة العامل النفسيّ والتراجيديّ على محييّ العائلات الأردنية في كافة محافظات الوطن التي ترقب أداء فلذات أكبادها.
التوجيهي عاصفة فصلية لا بدّ منها بالرغم من المؤتمرات والندوات واجتهادات الوزراء السابقين لتغيير معالمه الشكلية وتقديمه وفق وجبات متفاوتة يكون للمدرسّ والمدرسة كلمة الفصل في تحديد هوية المتأهلين لأروقة الجامعات، إلا أن تلك المبادرات لم تلق الاستحسان والاستجابة خوفا من الأعباء النفسية التي يتحملها المدرسّ وفق مجتمع تعوّد أن الوساطة والمحسوبية لها كلمة الفصل في المرور أو البقاء في ساحات الانتظار وكل هذا نتيجة طبيعية لغياب العدالة الاجتماعية.
إذن! حالة من التراجيديا الغير مسبوقة تعصف قريبا بمنازل الأردنيين وأبناءهم والكثير من الحبوب المهدئة جلبت بالفعل من الصيدليات للحدّ من حالات فقدان الأعصاب والتوتر الغير محمود في ظل استعاد مؤسسيّ يغلب عليه الطابع الأمنيّ والنكهة المحاسبية والإجراءات الرادعة التي اثبت مفعولها في الدّورات السابقة وحدّت من التجاوزات التي عصفت في سمعة الاختبار وهيبته.