24-12-2014 04:47 PM
بقلم : المحامي خلدون محمد الرواشدة
زمان كان لدينا صوبة علاء الدين وكنا أحيانا نشوي عليها البطاطا ، لم نكن وقتها معتادين على الكستناء بعد ، وكان لهذه الصوبة شباك يظهر من خلاله اللهب ، كان منظر اللهب والشعلة كافيين لنشعر بالدفء بينما الصوبة المشتعلة نفسها تشعر بالقشعريرة.
كل ليلة نتكوم حولها نتابع مسلسل السهرة على شاشة تلفزيون ناشونال أبو طقات ، بينما أرغفة الخبز المحشوة بالزيت والزعتر والمحمصة تتناوب على غطاء الصوبة.
ذلك الزمن لم يكن لدينا فيس بوك ولم يكن لدينا واتساب ، كل ما كان لدينا نظرات صادرة عن والدينا تكفي لتقويم سلوكنا مرة ولإشعارنا بالحب مرات كثيرة.
كنا نلعب لعبة إسم جماد حيوان ، وإكس أو ، ونلعب لعبة الحرامي والقاضي والجلاد ، يالله كنت دوما أكون الحرامي وكنت أفلت بالحنان من الأحكام والجلد.
كانت حياتنا أبسط وأجمل ، والشتاء أمطاره كانت أنقى .... حتى برده كان رؤوفا ، حتى الأخبار العاجلة كانت جميلة .... نظرا للحالة الجوية قرر وزير التربية والتعليم تعطيل كافة المدارس يوم غد ..... لا قتل ولا جرح ولا تفجير.
زمان كان الثلج يأتي مثل بابا نويل يحمل هدايا الفرح إلينا ... وكان المطر أيضا يأتي بلا استحياء وبلا تردد ، مثل عاشق جريء أو معشوقة تمردت على كل التقاليد ... أساسا الحب لا يعرف التقاليد ... لم نكن وقتها نعرف شيئا عن الأنباء والتوقعات المتضاربة ، كنا ننتظر المطر عالبركة وكان يأتينا بالبركة.
أيها الشتاء لست وحدك من تغيرت ... نحن أيضا تغيرنا وبعنا الصوبة.
Khaldon00f@yahoo.com