حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22616

لا ســلام مع عـدو اغتصب الأرض

لا ســلام مع عـدو اغتصب الأرض

 لا ســلام مع عـدو اغتصب الأرض

27-12-2014 03:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمـود الشـــيبي

لا عجب في أن يتمسك الحكام العرب بما يسمونه الشرعية الدولية، وهذه وسيلة الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قـوة. لكن العجب يأتي من نخب المثقفين، وأصحاب الرأي من القوى الشعبية، التي لا تبحث عن منافع شخصية، وعلى عاتقها يقع واجب توعية الناس، وقيادة الرأي العام لما فيه مصلحة الوطن والأمـة. إنّ تحرير فلسطين لا يتم من خلال المنابر الدولية ومناشدة الرأي العام العالمي، وشكوى الإحتلال، بما يمارسه من قتل وتشريد وتدمير، فتحرير الأرض يتم بالقـوة، ولا يفـل الحديد إلاّ الحديد، والسلام لا يقوم إلا على تكافـؤ الـقـوى. إن القوى الوطنية المثقفة وأصحاب الرأي مدعوون لتصويب المسار، وتوضيح الصورة التي هي على غير ما يراها الكثيرون من السياسيين العرب الذين هم في سُـدّة الحكم . فإسرائيل غير متطرفة، وما نسميه تطرفاً اسرائيلياً هو في الواقع نهج من اغتصب الأرض، وهو نهج مبرمج ضمن استراتيجية واضحة المعالم، خطها الصهاينة قبل أن يبدأ احتلال فلسطين عام 1948. في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُـقد في مدينة بال في سويسرا عام 1897 قال رئيس المؤتمر ثيودور هيرتزل:" اليوم أقمنا دولة اسرائيل"، وقد أثمرت جهودهم بالفعل في إقامة "دولة اسرائيل" عام 1948 على أرض فلسطين بالعدوان والإحتلال والتهجير وسفك الدماء. ترتكب اسرائيل جرائمها الآن في القدس وتدنس الأقصى وتمنع العرب من دخوله، وتهدم البيوت، لأن الفرصة مواتية لها. فالعرب في أشد حالات ضعفهم، والرأي العام العالمي لا تقيم له اسرائيل وزناً، خاصة وأن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تقف إلى جانبها ، وهي دول لا تأبه بالضعفاء ولا تعيـر اهتماماً لإستغاثاتهم. لقد أعلنت اسرائيل القدس الموحدة عاصمة أبدية لها بعد احتلالها للضفة الغربية عام 1967، وما تفعله الآن هو إجراءات ضمن هذا المسار. على السياسسين العرب ان يُدركوا أن اسرائيل لا يردعها مجلس الأمن، ولا مناشدة الدول الكبرى، بل تردعها القـوة.فإسرائيل تخطط وتنفذ خططها، لأنها دولة غير شرعية أقامت كيانها على أرض ليست لها، فهل خطط العرب من أجل تحرير أرضهم وانتزاع حقهم من يـد الغاصب، وبالتالي حفظ كرامتهم المهدورة منذ عام 1948؟!. إنّ من يخدع شعبه بسلام زائف واهم يبحث عن سراب، وإن قادم الأيام حُبْلى، فلا سلام مع عدو اغتصب الأرض، ويتغذى بالدماء التي هي في صلب دينهم وعقيدتهم، ثم هل يستطيع المسؤولون حماية الأردن من أطماع اسرائيل القادمة؟. إنّ من يتشبثون" بالصداقة" الأمريكية سيصطلون بنار السياسة الأمريكية في المنطقة العربية. إنّ الفوضى المدمرة التي تجري في الوطن العربي صناعة أمريكية اسرائيلية، فالرئيس الأمريكي باراك اوباما يقول في مقابلة أجراها توماس فريدمان :" ما نراه في الشرق الأوسط وأجزاء من شمال افريقيا هو أمر يعود إلى نظام من الحرب العالمية الأولى بدأ يتفكك". وهذا يعني أنهم سيقومون بتجزيء المجزأ. فإذا لمْ يتعظ الحكام العرب، فهل تتعظ النخب العربية وتمضي بمنهج مغاير؟. إسرائيل تعتبر الفلسطينيين جالية في دولة اسرائيل، لذلك فهي تستخدم سياسة الخنق البطيء للتخلص من الجالية، ولكي يتحقق لها ما تريد فإن السياسة الإسرائيلية في المفاوضات العدمية مع الفلسطينيين تقوم على المماطلة وشراء الوقت، في حين أنها تقضم الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية شيئاً فشيئاً، وتقوم بتغيير ديموغرافي مستمر تحقيقاً للهدف المرسوم. إنّ اليهود يُحَرِّفون الكلم عن مواضعه، فيوافقون على مبدأ الأرض مقابل السلام، لكنهم يريدونه على غير ما يعـني، فيريدونـه بأنْ يتنازل العرب عن فلسطين التاريخية كاملة لإسرائيل مقابل السلام ، أي إذا رغب العرب بالسلام، فعليهم أن يتنازلوا عن الأرض. وكأني بالإسرائيليين يقتربون من تحقيق هذا الهدف، بعد أن تمكنوا من تغيير المناهج التربوية العربية، وتغييـر خطة الإعلام العربي، وتمكنوا من إشاعة ثقافة سلام عربية خرّجتْ أجيالاً بلا ذاكرة وطنية ولا قومية، تجهل تفاصيل القضية الفلسطينية وأسباب ما يجري في الساحة العربية. وإذا لمْ تبادر قـوى النخب العربية، وقادة الرأي العام الشعبي، لوضع الحلول، وبناء استراتيجية وطنية تستثمر أموال البترول العربي لما فيه مصلحة الأمة، فإني أخشى أن نكون آيـةً لمن بعدنا. إن المشرق العربي يعيش في فوضى وقتل ودمار على أيدي القاعدة وداعش، وهما صنيعتا المخابرات الأجنبية. وها هي إيران تتمدد في المشرق العربي بعد أنْ نسّقتْ ورتبتْ أمرها مع الولايات المتحدة، واستطاعت أن تقيم قـوة عسكرية ضاربة، لا قبل للعرب بها، سعياً منها لإعادة مجـد فارس الذي حطمه العرب في معركة القادسية، واسرائيل ماضية في تهويد الأقصى لعدم وجود رادع، فما الذي ينتظره الشعب العربي، وقد صار محاصراً من عدوين لدودين؟!. لقد قدم الأردن ما يستطيع، ولا يستطيع غير ذلك. في حين أن دول الخليج العربي تمتلك إمكانيات اقتصادية هائلة لم تُوظفْ بعد في المعركة. إنّ الدماء العربية تجري في فلسطين وفي القدس، ولا يحرك العرب ساكناً،إذا استثنينا الأردن، وكأن الأمر يجري في قارة أخرى، أوفي عالم مغاير لعالمنا. إنّ الدم العربي الذي يراق يومياً على أرض فلسطين في ذمة وعنق المتخاذلين الذين أداروا ظهرهم للقضية الفلسطينية، وهم يملكون أموالاً طائلة وجيوشاً جرارة، ما سمح للمعتدين الصهاينة أنْ يوغلوا في الدم الفلسطيني تنفيذاً لمخططاتهم في تهويد كل فلسطين، ما دام أنّ الساحة قد خلَتْ لهم، يفعلون فيها ما يريدون. يكفينا وهـمٌ وخـرف، فلا يظنن أحد أن اليهود يسعون إلى السلام، وكيف يمكن أن يقوم سلام مع عـدو اغتصب فلسطين وانتهك الحرمات.








طباعة
  • المشاهدات: 22616
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم