30-12-2014 09:31 AM
سرايا - سرايا - ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي التي ستعقد في الرباط من 10 إلى 16 من الشهر المقبل تشارك مجموعة من الاعمال المسرحية اللافتة بتعابيرها عن وقائع وتفاصيل تطرح قضايا وهموم وآمال الامة.
ووتستهل الفعاليات بورقة للمسرحي السوداني د. يوسف عايدابي يلقيها بمناسبة اليوم العربي للمسرح تحت عنوان «المسرح الذي نريد».
يرى عابدابي ان المسرح في وطنه السودان، يعاني أكثر من غيره على صعدٍ كثيرةٍ، مبينا انه في مطلع ستينيات القرن الماضي، عندما كنّا شباباً في جامعة الخرطوم، تنادينا، نحن كوكبة من شعراء الوطن، لطرح حيّز إبداعي جديد للثقافة السودانية تمييزاً لها، تحت مسمى «الغابة والصحراء» – نحو تعددية إثنية وثقافية، ولتنوع يلم أشتات الأعراق والثقافات المتباينة؛ وبحيث يكون للجهات وناسها أصواتهم وأثرها وفعلها في ثقافة المركز.
واضافت الورقة جرت الدعوة في مطالع السبعينيات، لمسرح لعموم أهل السودان، متخذاً من مجمل أشكال التلاقي والتجمعات الشعبية في الحل والترحال، وفي البر والنهر، وفي البادية والحضر، وفي الغابة والجبل، ملعباً ومسرحاً ومكاناً لمسرحة لصيقة بالناس لقضاياهم؛ وأسهبت في ذلك الشأن تفصيلاً لأشكال وصيغ المسرح الطقوسية والتراثية والتقليدية، تعداداً لها وابتعاداً بها عن الصيغ الأوروبية، عن المنصة الإيطالية، بل وعن المباني الدائمة المتعارفة للمسارح، خروجاً إلى أرض الله الواسعة، فكل مكان نظيف فيه شمس أو بدر تمام، وفيه متلقٍ ومؤدٍ، هناك يكون المسرح الذي نريد؛ وما المسرح الذي نريده؟ إنه ذلك الكشّاف المباشر لما يعتمل في النفس، وما يعتور المجتمع، وما يُطرح من سُبل ينصلح بها حال الذات والجماعة.
ويبين عابدابي اننا لا نريد مسرحاً للنخبة أو لفئة قليلة في بلداننا التي ترزح تحت نير الحروب والجوع والفقر والمرض. في مثل بلادي الكليلة بل نريد للمسرح أن يكون إداةً إجتماعيةٍ ووسيلة كفاح ضد التفرقةِ والاحتراب. على المسرح أن يكون في مناطق النزاع والشقاق، وفي أماكن العلم والتنمية، فرصةً للتسامح والتعايش والحوار؛ بل ولتقريب شقة الخلاف والاختلاف.
واختتم ورقته ما علينا كمسرحيين إلاّ أن نعيد النظرَ في فكرة المسرح ودوره وووظيفته المبتغاة، وأن نتأكد أننا لا نحاكي ونتبع الغرب سيراً في الركب المتعولم.. إن ظروفنا الراهنة إجمالاً مضطربة متقلبة، وأناسنا يتطلعون حقيقة إلى ثقافةٍ بديلةٍ مختلفةٍ تهديهم السبيلَ إلى وجودٍ مغايرٍ، وحياةٍ أكثر سلماً وعدالةً. وعلى المسرح أن يكونَ في طليعةِ أدوات المستقبل، وإلاّ فهو لا لزوم له.
يشار الى ان د. يوسف عايدابي يعتبر احد ابرز علامات المسرح و الثقافة ليس في السودان فقط بل و في الوطن العربي عامة و منطقة الخليج خاصة، و هو الحاصل على دكتوراه في تاريخ ونظرية المسرح (دراسات مقارنة)، جامعة بوخارست-رومانيا. ومتخصص في علوم المسرح والسينما و يشغل الآن منصب المستشار الثقافي لحاكم الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) و مستشار الهيئة العربية للمسرح، ومن بين مؤلفاته المسرحية: العصفورة والممثلون ، حصان البياحة، المشوهون، الممسوسون، الفنار، الحلم، وغيرها.