01-01-2015 06:08 PM
سرايا - سرايا - يتمنى مثقفون ومبدعون أن يكون المثقف العربي في العام 2015، "مساويا لمعنى الثقافة وأن يتخلّص من النفعية والذاتية"، وتكون الثقافة في أيدي من يحترمونها، ويلقى المبدع الحقيقي مزيدا من الاهتمام ويأخذ مكانته في المجتمع.
واستذكر الكتاب المبدعين الذين رحلوا في العام 2014، مثل الشعراء: سميح القاسم، أنسي الحاج، سعيد عقل، محمد الواثق، وفنان الثورة الفلسطينية أبو عرب، والروائية والأكاديمية المصرية رضوى عاشور، والكاتبة فتحية العسال، والروائي العالمي الكولومبي غابرييل ماركيز.
واظهر المبدعون خيبتهم بذبول أزهار الربيع العربي، وتحويل وجهته نحو الدمار، مع بقاء الطغيان والديكتاتورية، ورغم هذا الاحباط إلا أنهم يأملون بلحظة التغيير الحاسمة ستأتي.
د. يحيى عبابنة يتمنى أن يكون المثقف العربي في العام 2015، مساويا لمعنى الثقافة، وأن يتخلّص من النفعية والذاتية. كما يتمنى للأردن أن يخفف عنه الأعباء الكثيرة وأن يحفظه الله ويبعده عن الأشرار، وأن يكون الأردنيون يدا واحدة تقاوم الفساد.
كما تمنى عبابنة أن يمر هذا العام على البلاد العربية والمواطن العربي بخير وسلام، وأن يكون أفضل من العام السابق.
الروائي والناقد الفلسطيني وليد أبو بكر، وعلى الصعيد الثقافي، يرى أننا بحاجة إلى الصدق في الثقافة، وأن تكون هذه الثقافة بأيدي من يحترمونها، بعيدا عن المدعين والتجار وأصحاب المصالح، والواهمين أنهم جزء منها.
واعتبر أن ثقافتنا "متخلفة عن العالم كثيرا" رغم كل ادعاء نسلي به أنفسنا، ورغم تطاول كثيرين منا على قدسية الثقافة، الفعل الاستراتيجي في حياة الشعوب، وتسخيرها لما هو شخصي ومؤقت".
وعلى الصعيد الشخصي تمنى ابو بكر أن ينجز هذا العام بحجم ما أنجزه في العام الماضي، وأن يكون خطوة متقدمة عليه.
أما على الصعيد السياسي، وفلسطينيا تحديدا، فتمنى "أن نستمر في توجهنا نحو الأمم المتحدة، وألا يكون التراجع محصلة الحماسة، خوفا من خسارة أي شيء، لأنه لم يعد لدينا، على مستوى القضية، ما يمكن أن نخسره".
أما على المستوى العربي، فيتمنى أبو بكر أن تحقق تجربة تونس الديمقراطية نجاحا يكون بداية تجارب عربية مشابهة، "بعد أن أحرق الظلم والفساد دولا بأكملها، ويهدد الدول التي لا تتعظ".
القاصة أميمة الناصر ترجو أن يحظى المبدعون بمزيد من الاهتمام في هذا العام، بما يليق بمكانتهم في المجتمع، وبما يساندهم للرقي بإبداعاتهم، لافتة إلى أن المبدعين وجه الأمة الحضاري وبوابته إلى الحياة الأجمل والأكثر خيرا وسموا.
وتشير إلى أن الآمال تتجدد بتغيير واقع أمتنا الموسوم بالجهل والتخلف والتبعية، وأن نكون قادرين على استرداد هويتنا التي أضعناها وجعلت منا أمة في مهب الريح.
وتضيف الناصر أنه على الرغم مما أصابنا من إحباط نتيجة فشل ما آملناه ربيعا عربيا، إلا أن الأمل يظل معقودا على أن لحظة التغيير الحاسمة ستأتي، وسيكون لنا أن نعيش حياتنا بكرامة وإنسانية بعيدا عن هيمنة التبعية والتخلف.
وتمنت الناصر أن يعم الاستقرار والسلام في كل المناطق التي تشهد صراعات وانقسامات، وأن يعود المهجرون إلى ديارهم، ولأهل فلسطين أن يتخلصوا من الاحتلال وأن تصبح إسرائيل من الماضي.
الروائي الأردني المقيم في أبو ظبي زياد محافظة يرى أن ملامح العام 2015، تختلف عن تلك التي صبغت العام 2014، لذلك يرجو أن يحمل العام الجديد هويته الخاصة، وألاّ يكون استمراراً لحالة الخراب والفوضى التي عمت كل شيء، وأن تتوقف هذه الخيبات والموت المجاني الذي يحف بنا من كل الجهات، وأن نعيد المطالبة بحقنا في تقرير المصير، فهذا المطلب الملح لا يقتصر على الشعوب التي تخضع للاحتلال أو الهيمنة، كما تمنى إنجاز عدد من المشاريع الكتابية التي يفكر بها، أن يتاح له الوقت الكافي لإنجازها.
يرجو القاص أحمد أبو حليوة بالمزيد من التقدير لمفهوم الثقافة في مجتمعاتنا من قبل المسؤولين الذين وضعوا لرعايتها والاهتمام بها، بدلا من تثبيطها والحط من قدرها. وأدبيا يأمل لنفسه كما لزملائه النجاح والعطاء والتألق في هذا العام الجديد الذي نرجو أن يكون حافلا بالإنجازات.
ويرى أبو حليوة أن العام 2014 أثبت أن فصول السنة تحتاج إلى فصلا خامسا يتوسطها ويجعلنا أقرب من بعضنا بعضا، بعد أن بهتت خضرة الربيع وذبلت أزهاره، بينما بقي الكثير من الطغاة فوق كراسيهم. وأضاف "كم جميل لو بقينا أصدقاء حتى لو كنا عاديين وفاترين، أو أعداء نحترم أخلاق الاختلاف البناء، أن نكون إلى القدس أقرب، ويتحقق الحلم العربي الذي لم يستطع أن يتجاوز اﻷغنية، في ظل واقع حوله إلى كابوس في عدة دول".
القاصة والروائية د. لمى سخنيني ترجو قليلا من الرحمة على شوارعنا، بحيث تكون أفضلية المرور للأضعف وليس للذي يمتلك القدرة على القهر والغضب. وقليلا من الحب غير المشروط بيننا، ومجتمع مبني على التسامح، والالفة والمحبة، وتقبل الإنسان كما هو بعقله وروحه. وتتمنى سخنيني أن "لا يملي علي أحد شروط فكري. أريد حريتي. حريتي الفكرية والعقائدية".
عضو الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين الناقد محمد المشايخ، يرجو أن يشهد العام2015 تحقق تطلعات معظم مثقفي الأردن، والتي تتمثل في تشكيل المجلس الأعلى للثقافة، ومجلس الهيئات الثقافية، ومجمع الهيئات الثقافية في العاصمة والمحافظات، ونقابة الأدباء والكتاب الأردنيين، ووضع ميثاق شرف ثقافي، وتأسيس الجبهة الثقافية، وإنجاز الدار الوطنية للطباعة والنشر والتوزيع، والخوض بجدية في موضوع الإصلاح الثقافي، والتنمية الثقافية المستدامة، وما ستحدثه من مشروع ثقافي وطني يحقق التغيير المنشود في مسيرة الثقافة العربية في الأردن.