09-08-2008 04:00 PM
إن الثقافة التي تهم الشعب ليرتاح على قارعة الوطن بضمير المواطن المحترم ، هي الثقافة التي تنبلج عن حناجر الشعب بصرخة حقه في الحرية المسؤولة ، وحقه في التعبير الحقيقي الواقع في مكانه الصحيح دون مواربة ومجاملة للحكومة والحكام على حساب كرامته !! وعلى حساب حقوقه في الواجبات والعدالة والقضاء والقوت والمعاملة والمكافأة ! نعم .......... فالثقافة التي تريدها الحكومات هي أن يترجل الشعب عن قولة الحق والتدبير ، فأروع حفلات للحكومات الموظفة لتمرير برنامج خاص هو أن يضحك الشعب ويستنير في شر مستطير ، من الأفراح وحفلات إطلاق النار وتفجير المفرقعات النارية الخارقة لحاجز الصوت والمخترقة للقلب في لب الشعب ، والحكومة أي حكومة في وطننا تجلس في أجمل هيئة مدافعة عن نفسها وتقول : الشعب مستريح وفرحان ولذلك تراه في أوج احتفالاته البهية يطلق المفرقعات ليل نهار ، وهذا ينم عن سعادة غامرة في ثقافة شعب لا يمكن أن يكون جائعاً أو يشكو غلاء الخبز والكاز والحليب ، فتتمرد الحكومة وتبدأ باختراع أشكال جديدة بالتسامح في التوجيهات ، وتتنصل من محاكمة المخالفين وتضع في أذن طين وفي الأخرى عجين ! فتدرس جيداً حال الابتزاز لفرح الشعب الذي يكون قد افتعل هذه الأفاعيل للتفجير والتنفيس عن الغضب ، فهو من جانبه يفجر ويغضب ويفرقع ويعاند ويعاكس التوجيهات علناً ليلفت الانتباه ، بأنه موجود ، وحركاته لها هدير ، وعلي وعلى أعدائي يا رب هي شعاره ، والحكومة ممثلة بكل صاحب قرار تطلق له العنان ليفجر، وذلك لتعثر على أسباب تعلن من خلالها رفع الأسعار وبأن الشعب يمتلك المال الكثير والدخل والوفير ، وأنه لا مصداقية للشعب حين يبكي لرفع الأسعار وأن الفقر حجة المفلس في مرحلة الديمقراطية التي منحت الدلال للشعب !! وتلك هي ثقافة المماطلة والغموض ! إنها ثقافة القط والفأر وثقافة المغالطة واللف والدوران ، التي تنجب مغفلين في غفلة من الزمن التكنولوجي المتطور حد الفضاء المتوفر في كل بيت وقرية وسقيفة وجامعة ومدرسة ، وفي زمن الشفافية بين حكومات العالم وبين شعوبها الذي يرفضون ألاعيبها ويقفون في وجهها لو رفعت سعر المواصلات فلساً واحداً ، أو رفعت سعر الطاقة فلساً دون مباراة مع نواب الشعب ، والضريبة المتوحشة دون موافقة وحجج رسمية تقنع الشعب بها!والمخالفات الفاشية للسواقين والمركبات ، بدلاً من رسم استراتيجيات خدماتية تخفف على الشعب ، وتنظم الإدارة المرورية ، والمشاة في برنامج مدروس يسمى قطعان الدهس ، والمسئولون يتنطعون للتصدر والتفكير بالمغادرة والهروب في أقرب لحظة ، أو الخلود على رأس الخلل إلى يوم ينفخ في الصور ! كأن الأمور لا تعنيهم، وكأنهم لم يسافروا بمال الشعب الملخوم، والدائخ، ويروا العالم كيف يقدس أقدام الأطفال والمشاة على الطرق ، فكل المخالفات في عكس خدمة روح الإنسان وكل التطوير في عكس التنوير ، والضرائب والتحصيل والحقوق المتاحة فلتخدم الخزينة المتينة ، لكنها حزينة ! لأنها تعج بمال الفوضى والحرام من شعب يمشي برؤوس تهتز بالوساوس والأسئلة !! رؤوس متسائلة! إنها الثقافة المماطلة من حكومات تتقن اللعب على الشعب بجدارة ، فهناك مغفل صغير ، ومغفل كبير ، فالصغير يعتقد انه يوصل صوته واحتجاجه وغضبه ومناكفاته الرافضة لممارسات الحكومة بمفرقعاته ، والمغفل الكبير يعتقد انه قد اسعد الصغير بتركه على هواه ، وانه نال رضاه وهدوءه وموافقاته على كل أوامره ، فيفكر المغفل الكبير بالترويج لثقافة الهبش ، وينشر التبريكات في كل مناسبة ويحضر احتفالات النصابين ، ويزداد لفيف الهباشين والمصاصين لدماء كل حجر حتى الديدان ، ويستظل الاحتيال تحت شرعية تفاعل المال في مختبرات لعب الحبال ! فيتيح للنصابين والمحتالين والمراوغين تكبير الهبشة من دم الصغير ، فيفتحها الله عليه بأن يعزز أفضل الهبشات فوق الإهمال برفع الأسعار لان أي نجاح لأي حكومة هي ثقافة الاتجار !! فينسحب استغفال الحكومة لشعب لم يتثقف، ولم يشكل عنصراً أساسيا في عملية التثقف الأصلي لبناء شخصية وطنية مضادة للذل والهوان! فينتشر الذل والهوان بين الشعب ، فلا يهتم لأمر الحفاظ على أرضه وتصبح الأرض والعرض والوطن والمقدس سيان أمام الهوان، وهذا أعلى مستوى في نظرية التثقيف الشعبي من الرسمي ! أما الخاسر في المحصلة فهو الحال المسمى بالأوطان طالما الشعب في ذل وهوان ! والكل يضحك على الكل والطاسة في قعر الفوضى تمتلئ وتفيض بالغثيان ! تنتشر ثقافة الكراهية والأحقاد ، وانعدام الصبر والجلد على النصيب ، وتعم ثقافة التخلف والشجار ، فنشهد الجار يأكل جاره والسائق يهجم على زميله بمنشارأو أي مفتاح إنجليزي قريب على يده في صندوق السيارة ، السائقون يهجمون على بعضهم ( بالقنوات ) جمع قنوة !!! على الاتوسترادات ، والناس تصرخ على بعضها دون احترام ، ويعلو صوت القبح والنذير ، ويخف صوت الأدب والتأدب واللفظ الحرير ، ويعلو صوت الصغير على الكبير! فلا هذا يحترم ذاك ولا ذاك يعرف رئة للتعامل والاتجار غير ( البضاعة التي تباع لا ترد ولا تستبدل ) والتاجر الشيلوكي أو دراكيولا هو المدرسة والجامعة والمستشفى والمصنع والشارع والصيدلية والعقار والكتاب والقلم والقرطاس وحبة الدواء و والماء والكهرباء وأجزاء الهواء ، ورئيس مجلس إدارة كل هذا الهراء هي الحكومات المتآكلة حول قصعة المناصب ، والتي تكد وتشقى وتسهر الليل الطويل من أجل نيل رضا التجار الكبار وأصحاب رؤوس المال المائل في بطون الحرام ! طبعاً باستثناء الحكومة الحالية والعشر حكومات الأخيرة التي عرفتها جيداً متمثلة بالعمل الوطني اليقظ والمفعم بالدماثة والأخلاق ونورانية العمل الشعبي والوطني ومن اجل حياة كريمة وإنسان أغلى من نملة !!! وخاصة بعد ساحت وسبحت تلك النملة في انهمار السمن والعسل في وادي عربة ودبقت أجساد الأردنيين في عسل النمل الوفير !!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |