05-01-2015 10:28 AM
سرايا - سرايا - رسم دالي أربعة مشاهد ثم دمجها في صورة واحدة: رأس كلب، ووجه إنسان، ومنظر لصحراء تطلّ على البحر ومائدة عليها طبق من الفاكهة.لكن لنلقِ أوّلا نظرة على التفاصيل بدءا من الجهة اليسرى. في هذا الجزء من اللوحة نرى امرأة تجلس وهي تعطي ظهرها للناظر بينما تشعل النار في موقد. وإلى جوار المرأة نلمح ثلاثة أشخاص احدهم يعزف على آلة موسيقية، بالإضافة إلى سلّة وقوقعة وماء.وفي الجهة اليمنى من المنظر يحتشد عدة أشخاص، بينهم أطفال ورجال ونساء، وهم يقفون أمام تمثال ضخم لرجل اسود عار. وفي الوسط طبق فاكهة يشبه كأس نبيذ، وعلى الطاولة أيضا هناك حبل وقطعة قماش وكرات صغيرة. لكن العنصر المهيمن على الصورة هو منظر الكلب الضخم الذي يتمدّد على كامل مساحة اللوحة من اليمين إلى الشمال.
هذه هي العناصر الأوّلية في اللوحةأ وما يمكن أن تراه لأوّل وهلة، لكن بعد برهة ستكتشف أن اللوحة هي عبارة عن نوع من الخداع البصري. فالطاولة هي في الوقت صحراء، والجسر في المنظر الطبيعي يتشكّل من ياقة الكلب، وطبق الفاكهة أو الكمثرى يتحوّل إلى وجه امرأة تتشكّل إحدى عينيها من صدفة، والأخرى تأخذ شكل رأس شخص مستلق على الأرض.
وبإمكان المتلقي أن يحدّق في هذه اللوحة إلى ما لا نهاية، ليكتشف المزيد من الأشكال والتفاصيل والصور المزدوجة أو المتحوّلة.
كان دالي مفتونا بتحوّل الأشياء وعدم ثبات المظاهر حتى ثمار الكمثرى تنبثق منها وجوه وملامح لأشخاص، أشياء لا يمكن توقّعها مثل الحبل وقطعة القماش المرميتين بإهمال على الطاولة.
فكرة دالي هنا تتلخّص في أن كلّ شيء يمكن أن يمثّل عدّة أشياء معا في الوقت نفسه، ما يدفع المتلقّي للتركيز على المعاني الممكنة والمتعدّدة لكلّ شكل ولون.