05-01-2015 12:57 PM
بقلم : خالد منصور علي الخلايلة
ثلاث من الحقائق المؤلمة تشكل مبررا لدخول الأردن خط المواجهة في سوريا, وكل منها يكفي بذاته :
الأول, اياً كانت داعش قوةً وتسليحاً وتعداداً وأهدافا ونشأةً, اياً كانت الخدمة التي تقدمها داعش للنظام في سوريا أو لإسرائيل أو لإيران أو لامريكيا أو حتى لبعض الأنظمة العربية,ً اياً كان وراء وجودها في سوريا أو العراق, في مصر وليبيا أو حتى في جزر القمر, فعلينا الاعتراف إن داعش أصبحت واقع لا يمكن تجاوزه في المنطقة.
تبنت داعش مقاتلة الأنظمة في العراق وسوريا, إلا أنها لم تتصادم مع قوات النظام السوري بل إنه (النظام) سهل لها امتدادها وتسليحها, ثم انتقل خطابها المتطرف لمحاربة أنظمة الدول المحيطة في سوريا ومنها الأردن والسعودية ومصر وليبيا, وباتت تشكل تهديدا ليس للأنظمة وحسب بل للمجتمعات العربية وحتى المسلمين في شتى بقاع الأرض.
لا تملك داعش الأدوات والقوة اللازمة لتغير الأنظمة العربية, ولا تستطيع بناء دولة كما تريد, لذى فالناتج من وجودها هو فوضى ودمار وقتل وتشريد, وما إلى ذلك من تطرف يقتل الإسلام والمسلمين, لذا لا نستطيع إن نقف وننتظر وصولها ثم نقول هذه ليس حربنا.
ثانياً, تبنت الأردن البقاء خارج حلقة التدخل العسكري في سوريا لمدة ثلاث أعوام ونصف, وعانت ما عانت من الضغوط ولم تستطيع إغلاق الحدود إمام لاجي الحرب, وباتت بين مطرقة دول الخليج المطالبة في التغير السوري وسنديان النظام الذي قد يهدد الأمن الأردني حال إن غضب , واستطاعت الأردن إبقاء شعرة(معاوية) من العلاقات مع النظام وشعرة أخرى مع دول الخليج وهذا الدور لن يستمر إلى الأبد.
لا يستطيع إي من الدول الاحتفاظ بالحياد حال الأزمة السورية إلى وقت أكثر من الوقت الذي كنا قد احتملناه والأمر الأخر الأزمة السورية تتجه للمزيد والمزيد من الاصطفاف الدولي ولا تستطيع الوقوف إلا مع المصلحة الاردنية وان نابها بعض من الشكوك.
ما زال الأردن يدفع ثمن مواقفه من الأزمة العراقية حين اصطف العالم كله في جهة وتبنينا نحن الطرف الأخر, هل في مقدورنا إعادة الخطأ مرة أخرى؟.
ثالثا.الكلام الواقعي هو من يقود إلى نتائج واقعية, والضرب بسيوف من خشب ومحاربة الطواحين لن يجلب الاستقرار لا للوطن ولا للمواطن, لا تملك الأردن القدرة على الصمود إمام هذا الكم الهائل من التحديات الاقتصادية والعسكرية وبل حتى الأمنية دون مقابل, الرغبة الدولية وبناء تحالف تقوده الولايات المتحدة والدول العربية يتطلب إشراك الأردن وقد لا نكون مبالغين إن قلنا إننا بحاجة إلى هذا التحالف أكثر من غيرنا للدفاع عن الوطن.
يملك الأردن حدود ليست بالقليلة مع سوريا ومثلها مع العراق في المقابل تحتاج هذه الحدود للكثير من الإمكانات المالية والمادية لإبقائها صامدة وقد لا نستطيع ادامتها لوقت بعيد الا إذا توافرت الإمكانات الكافية لذلك بالمقابل لا نتوقع إن تمد لنا إي من الدول المساعدة ونحن نصطف مع مليشيا متطرفة تبنت القتل والدمار وإزهاق الأخر, (اليوم)إما الاصطفاف مع العالم في مواجهة داعش أو الاصطفاف مع داعش في مواجهة العالم ولنا الخيار إن بقي لنا.
وأخيرا من المؤكد إننا لم نذهب لسوريا للنزهة أو لرغبة في القتل إلا أنها حرب وقائية فرضت علينا رغما عنا, لا احد في الأردن يعشق الحرب إلا إننا من المؤكد نعشق حماية مصالحنا ولو كانت على القمر.