05-01-2015 01:10 PM
بقلم : جمال الدويري
يتقاعدون...او يهبطون عن متن السفينة, ويشيخون, فيتكلمون ويسهبون بالحديث وينتقدون وكأنهم يودون القول: لو بقينا في موقع الحظوة والقيادة لما جنحت السفينة ولكان الاردن اليوم باقتصاد الصين وقوة امريكا وأمن سويسرا.
سبحان الله...وحسبي الله ونعم الوكيل.
قبل التقاعد او الإستبعاد, كانوا يجلسون وكأن القطة قد ابتلعت السنتهم, وكأن السحر قد جردهم من إرادتهم وقوتهم, وكأن الإمتيازات الشخصية وبهرجة الموقع والكرسي العام قد سلبت نظرهم وألبابهم وأعمتهم عن كل سوء وانحراف وجنوح للسفينة, فصمتوا عن كل شئ, لا بل صفقوا لكل شئ, واستغفلوا الشعب مع المستغفلين.
أما وبعد أن شاخوا وداخوا وشبعوا من كل نعمة ونعيم وأمنوا الأولاد والأحفاد ومن والاهم الى يوم الدين, وربما سئموا وحشة العتمة خارج أضواء المسرح وكبينة القيادة لأية سفينة او حتى مرك صيد صغير, خرجوا للتنظير بقوة وجرأة واندفاع غير مهاود.
عدنان ابو عودة أحد ربابنة السفينة الأردنية التي شارك بقيادتها منذ كان تلميذا على متنها يناول آمريه الأغراض وفنجان القهوة وحتى أصبح مساعدا أول للكابتن ودخل كابينة القيادة وصار خلف الدفة مباشرة, ومسؤولا عن مسار السفينة واتجاه بوصلتها, يخرج اليوم علينا بخبر أن السفينة في حالة جنوح خطير يهدد بالغرق.
كابتن عدنان, اين كنت وأين كانت قدرتك هذه على التقدير والحكم على الحكم والسفينة وأنت ربانا على متنها, ومن أصحاب القرار عليها؟
بل وأين كنت من المصلحة الوطنية من قول كلمة الحق وإسداء النصح لمن على متن السفينة التي حملتك وهنا على وهن وجعلت منك ذلك الذي تأخر عقودا على النطق بالحكم والنصح؟
وأين كنت يا عدنان وأنت على دفة الإعلام مثلا من التطبيل والتزمير ومواكب البهرجة والديكور على حساب الوطن ولقمة أهله؟
وأنت بالديوان والمؤتمن على كلمة حق عند السلطان, اين كنت؟ وهل قلت هذه الكلمة؟
أما الآن يا كابتن عدنان, فلا حاجة لنا بالهرف, فقد جاء متأخرا ولم يعد ينفعنا ولا ينفع السفينة بشئ, بل ان له من الضرر الكثير الكثير, ومن صمت دهرا سيدي, فإما أن يصمت أو يصمت أو يصمت, فإن مصداقيته أصبحت بلا مصداقية.