06-01-2015 07:27 PM
سرايا - سرايا - ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حزب الله سلّم على ما يبدو بوجود جاسوس اخترق صفوفه العليا، وكان يعمل لصالح إسرائيل.
وجاء في تقرير أعدته آن برنارد من بيروت، أن اعتراف نائب حزب الله الشيخ نعيم قاسم كان مثيرا للدهشة، حيث قال إن الحزب "يخوض معركة ضد الجاسوسية في صفوفه"، وقام بالكشف عن بعض الاختراقات الكبيرة للحزب.
وتقول الصحيفة إن تعليقات المسؤول تبدو للمحللين، وحتى لبعض الموالين للحزب، مؤكدة للتقارير التي تحدثت عن اعتقال مسؤول كبير، اتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، وقام بإفشال سلسلة من العمليات التي خطط لها الحزب في الخارج.
وحسب التقارير التي نشرت في الصحافة اللبنانية والعربية، التي اعتمدت على مصادر لم تذكر اسمها، فإن الجاسوس اللبناني اسمه محمد شواربة، وهو الرجل الذي كلفه الحزب بالتخطيط لعمليات انتقامية لاغتيال إسرائيل القيادي العسكري المعروف في الحزب عماد مغنية عام 2008، الذي اغتيل في العاصمة السورية دمشق. وقام شواربة بتغذية إسرائيل بمعلومات ساعدتها على إفشال خمس عمليات انتقامية.
ويشير التقرير إلى أن نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، قد تحدث لإذاعة النور التابعة للحزب، لكنه لم يشر إلى قضية محددة، وأكد أن الحزب لديه القدرة على احتواء أي أضرار ناتجة عن الجاسوسية.
وتوضح "نيويورك تايمز" أن هذه ليست المرة الأولى التي يعترف فيها حزب الله بوجود جواسيس في صفوفه. ولكن هذا الاختراق، إن تم تأكيده، فإنه يأتي في وقت توسع فيه الحزب في عملياته، وتحول من حزب يقوم على الخلايا الصغيرة الموجهة لقتال إسرائيل، إلى حزب يرسل مقاتليه بشكل مفتوح للوقوف مع الرئيس بشار الأسد ومنع سقوطه.
ويبين التقرير أن قرار حزب الله إرسال مقاتليه إلى سوريا أدى لإغضاب السنة، الذين يتهمونه بخرق الإجماع الوطني، الذي يقوم على دعم استقلالية الحزب وحفاظه على سلاحه من أجل قتال إسرائيل فقط.
وتنقل الصحيفة عن رندة سليم من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قولها إن توسع الحزب في عملياته في سوريا ربما كان سببا في فقدانه التركيز على إسرائيل وعملياتها الجاسوسية، مبينة أن الاختراق المفترض يعد ضربة قوية "تذهب عميقا في شعار المقاومة الذي يرفعونه".
وترى برنارد أن إشارة قاسم للاختراق الجاسوسي كانت الأولى الصادرة عن قيادة الحزب، وإن بطريقة غير مباشرة، من حزب يتحكم بما يقال، حسب سليم. وأضافت أن "القصد منها القول إننا مثل غيرنا من المنظمات، لدينا مشاكلنا، وكلما كبر الحزب وتوسع وأصبح مؤثرا فستكون هناك محاولات كثيرة للاختراق، ولكن الأمور تحت السيطرة".
ويلفت التقرير إلى رفض متحدث باسم حزب الله التعليق على تصريحات قاسم، مؤكدا أن الأمين العام سيقوم بإلقاء خطابه العادي يوم الجمعة. وقد قال قاسم إن حزب الله يحاول تأكيد "طهورية" صفوفه، ولكنه مكون من بشر يرتكبون الأخطاء.
وتذكر الصحيفة أن المحللين يرون أن توقيت تصريحات قاسم، الذي يؤدي دورا في طمأنة القطاعات المؤيدة للحزب، يعطي مصداقية للتقارير. فقد قال عدد من الموالين للحزب إن الاختراق حقيقة وقعت، وذلك بعد تصريحات قاسم.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون، الذين نادرا ما يعلقون على قضايا التجسس، التعليق على الحادث اللبناني. وقال يعقوب عميدور، المستشار السابق للأمن القومي، إنه يعرف شواربة، وعلى عائلته توقع عودته للبيت سريعا، بحسب الصحيفة.
وتستدرك الكاتبة بأن تعليقات قاسم والتقارير التي تحدثت عن جاسوس، تظهر أن الحزب كان يعمل بجدية لشن هجمات انتقاما لمقتل مغنية، وأن غياب الهجمات على إسرائيل لم يكن بسبب عدم محاولة الحزب، بل "لأن الرجل المسؤول عن العمليات الانتقامية كان نفسه جاسوسا"، بحسب سليم.
وتفيد الصحيفة بأن هذا رسالة لإسرائيل، أن الحزب طهر صفوفه، وأنه مستعد لمعاودة الهجمات الانتقامية لاغتيال القيادي مغنية. وتتوقع سليم أن تكون العمليات كبيرة؛ نظرا لموقع مغنية، وقد تقود إلى حرب جديدة.
ويجد التقرير أنه في الوقت الذي يرى فيه مقاتلون في الحزب أهمية تغيير كل شيء له علاقة بعمل شواربة، إلا أن طلال عتريسي، الكاتب اللبناني المقرب من حزب الله، يرى أن الاختراق "خسارة، ولكنه ليس خسارة كبيرة؛ لأن الحزب يعمل من خلال دوائر ضيقة، حتى إن أفراد الحزب لا يعرفون بعضهم البعض".
وكان شواربة (41 عاما) من النبطية في جنوب لبنان، اعتقل الشهر الماضي بعد سبعة أشهر من التحقيق، ويخضع للمحاكمة أمام قاض من الحزب مع أربعة متورطين، كما أوردت صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية.
وهناك بعض التقارير تربطه باغتيال مغنية، وأخرى تربطه بمقتل حسن اللقيس، الذي اغتيل عام 2013 في بيروت.
وتكشف الصحيفة عن أن الحزب بدأ بالشك في نشاطات شواربة بعد قيام السلطات البلغارية بتوجيه اتهامات لعنصرين من حزب الله، في حادث تفجير حافلة سياح عام 2012، وقد مرر الإسرائيليون الاسمين للبلغاريين، بعدما حصلوا عليهما من شواربة.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول صحيفة "المنار" المقدسية بأن العميل أخبر الإسرائيليين عن شحنات أسلحة للحزب موجودة في دمشق، وقام الطيران الإسرائيلي بضربها.