07-01-2015 09:13 AM
سرايا - سرايا - احتفلت مؤخرا "المحافظة السامية للغة الأمازيغية" في الجزائر بإتمام ترجمة روايتي "القلاع المتآكلة" لمحمد ساري و"الأسود يليق بك" لأحلام مستغانمي بإقامة احتفالية بمدينة تاغيت بالجنوب الغربي الجزائري، وكانت المناسبة فرصة للقاء بعض الكتّاب ببعض المترجمين.
ويقول الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد إن الأمر يتعلق بورشات متواصلة في مختلف المناطق التي ما تزال تتكلم اللغة الأمازيغية، مؤكدا، بحسب (الجزيرة نت)، أن كل الأعمال المترجمة سترى النور العام الحالي، وستتكفل المحافظة بالجوانب القانونية مع المؤلفين والمترجمين والناشرين بالتعاون مع "الديوان الوطني لحق المؤلف"، ويطمح لأن يكون المشروع بداية لعمل مؤسسي غير مسبوق في الميدان بعد تجارب فردية متعددة تفاوتت بين النجاح والإخفاق.
وينتظر أن تصدر الترجمتان قريبا جدا عن منشورات "المحافظة السامية للغة الأمازيغية" في الجزائر، في إطار مشروع يشمل ترجمات أخرى إلى اللغة نفسها، ويتعلق الأمر في البداية برواية "ليلة الحناء" لحميد قرين، وديوان "طاسيليا" للشاعر عز الدين ميهوبي، إضافة إلى "حروب يوغرطة" للمؤرخ الروماني القديم سالوستيوس الذي يُترجم مباشرة من اللغة اللاتينية.
من جانبه، يؤكد الروائي محمد ساري أن لقاءه مع مترجم روايته "القلاع المتآكلة" كان ثريا، لأن اللغة الأمازيغية التي نالت الاعتراف بها لغة وطنية في الجزائر العام 2002 بموجب تعديل للدستور حدث تلك السنة بعد أحداث "الربيع الأمازيغي"، تواجه لغات "صنعت تراثا ومخزونا كبيرا من الألفاظ والمصطلحات ليس بالضرورة موجود في الأمازيغية"، ما دفع بالمترجم إلى البحث عن ألفاظ ومصطلحات جديدة بنحت مصادر من أفعال وأفعال من أسماء.
ويقول ساري "لقد تمت قراءة فقرات كثيرة باللغتين أمام جمهور الحاضرين المختصين، خصوصا فيما يتعلق بالاستفادة من اللغة العربية لأن كثيرا من الألفاظ العربية أدمجت ضمن السياق الأمازيغي وكذا الألفاظ الفرنسية، لأنّ هناك من يريد للأمازيغية أن تحافظ على نقائها، ويعمدون إلى نحت كلمات جديدة مثلما تفعل الأكاديمية البربرية".
ومع أن النص أصبح مغلقا ويحتاج إلى قاموس إضافي للمصطلحات وإضافة شروح في آخر الصفحة، بحسب ساري، لكن مترجم القلاع المتآكلة "اعتمد الألفاظ المتداولة في المجتمع وفي المنظومة التربوية لأنه يشغل منصب مفتش للغة الأمازيغية وعلى دراية بالمتداول من الألفاظ. فجاءت ترجمته سلسة وخالية من حوشي الكلام".
وسبقت هذا المشروع عمليات ترجمة بجهود شخصية خاصة، أبرزها ما أنجزه الكاتب الصحفي أحمد سليم آيت وعلي الذي ترجم العديد من نصوص محمود درويش وأدونيس من العربية إلى الأمازيغية، كما ترجم بعض أشعار الشاعر والفنان لونيس آيت منقلات من الأمازيغية إلى العربية، وهي الأعمال التي دفعه إليها حبه لأعمال هؤلاء الشعراء ورغبة منه في إيصالها إلى قارئ جديد.
وعن عمله مع أشعار آيت منقلات يقول أحمد سليم آيت وعلي للجزيرة نت "أن تترجم نصا لآيت منقلات من الأمازيغية إلى العربية أو حتى الفرنسية معناه أنك تتحرر وتحرر في آن واحد، هي ثورة عارمة تحتاج إلى آليات ومهام عديدة أولاها أن تترك جانبا أساطير التخلف وأنماط الركود".